“بئر ضحل بالصحراء” ملاذ سيدات نقادة أملًا في الإنجاب والشفاء
باحث أثري: بئر العين تفجر لأحد الرهاب ويجب الحفاظ عليه كمعلم أثري
منذ عشرات السنين، تلجأ نساء القرى بمركز نقادة جنوبي محافظة قنا، إلى عد من الآبار المتواجدة في أطراف الصحراء بالمدينة، بحثًا عن آخر ملاذ لهم للإنجاب، بعد تأخر الحمل لسنوات والذهاب المتكرر إلى الأطباء، فتقدم السيدة منهن على الطواف 7 أشواط حول البئر ثم تلقي بعض من الحلوى والنقود الفضية وتحتفظ بحفنة تراب من حول البئر تذهب بها إلى المنزل كنوع من الاعتقاد بالإنجاب بعدها.
هنا في حاجر الأبعدية جنوب مدينة نقادة بالظهير الصحراوي يتواجد بئر ضحل جفت مياهه منذ فترة قريبة وحوله عدد من العيون الضحلة أيضًا، أشيع حوله أساطير منذ سنوات عديدة، وما زال تذهبن النساء إليه أملًا في الإنجاب وجلب الحظ والتخلص من العقم وبعض الأمراض النسائية، وذلك على الرغم من وعورة الطريق وبعده من العمران والمدينة.
وذكرت بعض الروايات أن البئر يرجع للقرن السادس الميلادي في عهد الأنبا بسنتاؤس الذي يوجد ديره هناك، حيث كانت صحراء خالية من الماء وتفجرت العين لأحد الرهبان الذي هرب من بطش الرومان ليشرب ويعيش في هذه المنطقة القريبة من مار جرجس.
قال محمود عبد الله، أحد الأهالي، إن البئر أطلق عليها الأهالي بئر العين وهي متواجدة منذ سنوات عديدة قبل وجود الأهالي بالمنطقة أو المناطق السكنية حولها، وتلجأ إليها النساء التي تعاني من العقم أملًا في الإنجاب، حيث للبئر طقوسًا عديدة منها، رش الحلوى والنقود الفضية في البئر الذي جف ماؤه منذ سنوات قريبة.
وأوضح عبد الله، أنه رغم التطور والعلم إلا أن زيارة النساء لم تنقطع عن تلك البئر التي تتباركن بها وبزيارتها، وتأخذن من ترابها للمنزل من أجل جلب الحظ والتحصين من الحسد.
ولفت أحمد الدعباسي، باحث أثري، أن البئر يعود لأحد الرهبان المسيحين الذي تفجر له حسب الكرامات التي تروي ويقع غرب دير الأنبا بسنتاؤس صاحب أقدم دير في هذه المنطقة ببرية الأساس التي تتكون من 7 أديرة.
وقال الدعباسي، إن المؤرخ المسيحي ابن صليب أن السيدة مريم العذراء مرت بهذا البئر وكان معها يوسف النجار، ويقال إنها ولدت سيدنا عيسى تحت نخلة بهذا المكان، مضيفًا أن البئر جف تماما حيث زاره في عام 2014 وكان منسوب المياه شبرًا والآن في 2020 ردم البئر بمقدار متر، ووجه بالحفاظ على البئر الذي يعتبر من الآثار القبطية.
تعليق واحد