كتب: منى أحمد
لم تكن الاعاقة الجسدية حائلا امامه لتحدي الصعاب والواقع الذي فرضته عليه ظروف الحياة المعيشية، فمنذ نعومة اظافره، عاش قسوة الحياة، بعد تعرضه لحمى شديدة وهو ابن العامين أدت إلى إعاقة كاملة في حركة الذراع والساق نتيجة تأثر المركز العصبي بالمخ.
محمد حسني، الشهير بـ”عكاشة” صاحب ال 30عاما، من مدينة قوص، جنوبي محافظة قنا، تحالفت كل الظروف ضد أسرته البسيطة التي لم تقوى على علاجه واجراء عملية جراحية له تعوده الي طبيعته مثل اي فرد في المجتمع، ومجتمع تحولت كل نظراته الي الشفقة ورفض اصحاب العمل تشغيله لإعاقته الجسدية.
حصل عكاشة، على الشهادة الثانوية الصناعية بقوص، لكنه أبى أن تهزمه الاعاقة والاستسلام لليأس والاحباط بل إنها زادته إصرار وعزيمة على تحدي الصعاب والواقع، لاسيما مع تحمله مسؤولية اخوته الصغار ووالده صاحب الـ 65عاما والذي يعمل كعامل باليومية، في مدينة قوص كل آماله أن يحمل له، مستقبل أفضل وحلم كل شخص من ذوي القدرات الفائقة يتغير نظرة المجتمع لهم بالشفقة إلى نظرة الفخر والشرف.
فبجسم نحيل وذراع وساق اصقلهم المرض والعجز عن الحركة، وبشرة سمراء اجهدتها اشعة الشمس الحارقة، يروي عكاشة تفاصيل رحلته اليومية والتي تبدأ في صباح كل يوم بقطع مسافات طويلة وصولا الي محل عمله بورشة دهانات بقرية حجازة بحري، ليمارس عمله وسط الاخشاب ممسكا بيده النحيلة فرشاة الدهان معتمدا في حركته ونقل الاخشاب على زراع وساق واحد.
يؤكد عكاشة، أن عمله بورشة الدهان منحته خبرة، بقدر ما اعطاها إتقان وإخلاص للعمل حتى يثبت أن المعاق هو معاق الفكر والإبداع وليس معاق الجسد.
يقول صاحب الهمة، إنه واجهته صعوبات كثيرة ومنها عدم حصوله على فرصة عمل حكومية ضمن ال 5%، ورفض أصحاب الورش والعمل تشغيله، وعدم استجابة المسؤولين له رغم مناشدته له كثيرا، مؤكدا أن كل طموحه هو توفير فرصة عمل له وادماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع لمنحهم فرصة الابتكار ونفع المجتمع.