إبداع
أخر الأخبار

حرفي فخار بنقادة: ورثت الصنعة عن والدي وهي مصدرنا الوحيد للدخل/فيديو وصور

الحلم البعيد

كتب_ صابر سعيد

بضعة أمتار قليلة يشغلها حرفي الفخار بالمكان الذي يعمل فيه منذ سنوات للإنفاق علي أسرته والكسب والعيش من خلال الفخار، فعلي دولاب خشبي تدفع قدماه قطعة  خشبية دوارة لتشكل يداه أنواع مختلفة من الصناعات الفخارية التراثية التي اشتهرت بها قريته الشيخ علي شمالي مدينة نقادة ويعمل بها معظم أهالي القرية بجانب أعمالهم الأخري.

وبجلد وصبر يجلس الشاب الذي قارب عمره علي الأربعين عامًا يشكل القطع بحب وإتقان منتظرًا بعد الانتهاء أحد المشترين ليساعده دخلها علي استكمال رسالته في الحياة، متطلعًا لغد أفضل من حاله الذي عليه اليوم ومتمسكًا بالصنعة التي ورثها عن الآباء والأجداد لتجري مجري الدم في عروقه وعروق أبناءه من بعده ولا يستطيع كغيره العمل بحرفة أخري غيرها.

” من صغري بشتغل فيها” هذه أولي الكلمات التي بدأ بها ناصر جابر، حرفي الفخار بنقادة، حديثه عن عمله في صناعة الأواني الفخارية والتي بدأ العمل فيها منذ الصغر مع والده الذي ورثه الصنعة وحمل رايتها بعد وفاته لتصبح مصدر الرزق الوحيد له بعد إيجاد العمل الخزفي وتعملها وإتقانها، ورغم سفره إلي ليبيا إلا أنه عاد للعمل بها مرة أخري.

وقال ناصر جابر، إن مراحل عمل الفخار تتمثل في “تخمير الحصي” وخلطه بالرماد ومن ثم الضغط عليه بأقدام الأرجل وخلطه بالأيدي إلي أن يصبح قطع طينية صالحة للعمل في اليوم الثاني أو الثالث، ويتعقب ذلك ما يسمي بـ “التجليس” وهو وضع الزير علي الدولاب الخشبي وتشكيله كتلة واحدة، ثم ترويسه أي فتحه من الداخل، والمرحلة الأخيرة هي وضعه في الفرن  لحرقه وعرضه للبيع.

وتابع جابر، لافتًا أن طريقة تسويقه وبيعه تعتمد علي العلاقات مع التجار القدامي الذين يقدمون علي شراء المنتجات الفخارية وبيعها من خلالهم، سواء الزير أو القلة أو الطواجن والفاظات الفخارية، مؤكدًا أن الإقبال علي الشراء تراجع عما كان في الماضي  علي الرغم من صحة الأواني الفخارية عن الحديثة.

 

وأكد  حرفي الفخار، أن المشكلة التي يعاني منها معظم أصحاب الحرف الفخارية هو ضيق المكان وتأذي الأهالي من أدخنة الأفران التي توضع بها الأواني الفخارية، مشيرًا أن منذ سنوات خصصت الدولة أرضًا لحرفيو الفخار في الظهير الصحراوي ولكنها لم تسلم لهم إلي وقتنا هذا ولا يعلم أحد من المسئول عن ذلك التقصير.

وطالب ناصر جابر، المسئولين النظر بعين الرحمة والرأفة لصانعي الفخار والعاملين في المهنة التي لا يستطيعون العمل في غيرها وتسليمهم أرضهم بدلًا من العمل بجوار المنازل وضيق الأماكن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق