المراكزقوص

حكاية “الاعرج”.. مقاتل أكتوبر الذي تطوع 34 عاما في القوات المسلحة

كتبت: منى أحمد

6ساعات فقط كانت كفيلة بأن تصفع دولة اعتقدت خطئا، بانها الدولة التي لا تقهر، وجيشها الذي لا يهزم، معلنة كل التحدي لأبطال لا يهابوا الموت ورغم مزاعمهم وما أمنوه عن خط بارليف الحصين، إلا أنه انهار في 6ساعات في يوم العزة يوم السادس من أكتوبر عام 1973.

ومع حلول ذكرى انتصارات حرب اكتوبر المجيدة، هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأدوا رسالتهم لنعيش في عزة وكرامة بعد استردادنا ارضنا وكرامتنا، منهم الجندي المقاتل، ابراهيم محمد علي، الشهير بـ ” ابراهيم الاعرج” ابن قرية الكلالسة بمركز قوص جنوبي محافظة قنا، 34عاما بعد ان انضم للجيش عام 1960، في سلاح حرس الحدود او ما يعرف بالهجانة” وهم الجنود علي الجمال في حراسة الحدود بالصحراء الشرقية والغربية.

يروي الاعرج، أنه كان من ضمن القوات التي حاربت في حروب اليمن بمنطقة البحر الاعظم بمأرب في حرب شاركت فيها مصر مع اليمن ضد الانجليز ليعود الي مصر اواخر عام 1964في العريش.

“لم نحارب”، بهذه الكلمة وصف الاعرج مرارة النكسة في عام 1967 في العريش، بعد ان فوجئ الجنود بانهمار الذخيرة عليهم من كل اتجاه ليتفرقوا في الصحاري والجبال ويسيروا في النهار بالصحراء ويختبؤوا بالجبال في اليل لمدة 12يوما حتى وصولهم الي ” القنطرة شرق”.

ثم يحكي الجندي المقاتل، انه فور وصولهم القنطرة شرق تم تجميعهم وذهابهم الي قبة البوصة ما بين السويس ورأس غارب للعمل كأفراد كمائن للعدو في اواخر 67 لتبدأ حرب الاستنزاف حيث كانت وحدته العسكرية في حراسة الكابلات الارضية في الاسماعيلية ثم نقله للعمل في دوريات على الحدود الجنوبية مع السودان وحدود البحر الاحمر.

“كنا صائمين وصدرت تعليمات بالإفطار فاخفينا التعين حتى موعد الافطار”، يروي الاعرج أعظم لحظة في تاريخ حياته وهي لحظة العبور والتي كان ينتظرها أرد الكرامة وبالرغم من صدور تعليمات بالإفطار خلال شهر رمضان الي ان الجنود أخفوا” التعين” وهم طعام الجنود حتى موعد الافطار دون علم القادة.

وتابع انها كانت ملحمة وطنية من الحب والوفاء ازالت اي فروق بينهم فجميعنا ينتظر الموت سواء من كان على الجبهة او من كان يحرس الحدود.

الاعرج يروي قصة من أروع قصص الفداء والتضحية يوم العبور، وأثناء حراسته الحدود ببحر الرمال الاعظم وفي الشرق بحلايب وشلاتين تجمع عدد من المواطنين في إصرار منهم العبور والمشاركة في حرب العزة والكرامة.

يقول الأعرج، أنه أنهى خدمته العسكرية عام 1994بعد تطوع 34عاما لتكرمه الدولة بميدالية النصر متمنيا دوام الامن والامان لبلدنا الحبيب.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق