كتبت: منى أحمد
” معدية الموت ” نعش عائم
ايام قليلة ونستقبل العام الدراسي الجديد وتبدأ معه رحلة عذاب يومية قصيرة لا يتجاوز وقتها اكثر من 5دقائق تنطق فيها الشهادة مرات ومرات يحلق شبح الموت حولها بكل جانب ، بطلها اطفال وطلاب مدارس و قارب معدني متهالك عفي عنه الزمن وحبل من التيل يجذبه القاصد من الاتجاهين يحمل فوقه ارواح من البشر ربما يسوقهم الي الموت او للوصول الي الجانب الاخر من قرية جزيرة مطيرة بمركز قوص جنوبي محافظة قنا والتي يفصلها عن نجع الطينة مياه نهر النيل والذي يعيش فيه قرابة ال 1000اسرة .
” حلمنا كوبري لا يتجاوز طوله 100متر لربطنا بالقرية الام وحماية اطفالنا من شبح الموت الذي يزورهم في كل وقت” بهذه الكلمات البسيطة والتي عبرت عن معاناة الاهالي ولخصت العديد من الشكاوي التي كان مصيرها توجيه اللوم للاهالي واتهامهم بانهم هم من يلقوا بانفسهم واطفالهم للتهلكة وذلك لوجود طريق اخر وبديل للعبور .
قال سيد ابوبكر،احد الاهالي، ان الطريق الذي اخذه المسؤولين “حجة” وعذرلتركنا في هذه المعاناة غير مؤهل للعبور وتبعد مسافته عن اهالي القرية فضلا عن عدم تواجد اي مواصلات به.
متسائلا هل يوجد لدينا طريق يسهل علينا العبور وفضلنا ان نعرض اطفالنا وانفسنا لخطر الموت في كل مرة نعبر بها علي معدية الموت ، لافتا الي انعزال الاهالي بالقرية عن كافة الخدمات لعدم توافرها ، حيث يقوموا بالحصول علي متطلباتهم من القري الاخري ويتم الانتقال اليها من خلال القارب المعدني المتهالك المهدد بالغرق في كل وقت وحين .
” اكرام الميت دفنه” اكد رجب محمد اسماعيل، محام، ان الاحياء ليس وحدهم من يعيش المعاناة بل ان الاموات عانوا في نعوشهم بحثا ان تواري اجسادهم الثراء ، ليترك الميت حتي ياتي الصباح ليعبر به علي مراحل متقطعة الي ان يصل مستقره الاخير ، مشيرا ان دفن الموتي واكرامهم اصبح عبئا كبيرا لعدم توافر ممر امن للعبور الي المقابر سوي هذا القارب المتهالك .
وحذر حساني سعيد، مزارع، من وقوع كارثة اذا انقطع حبل التيل الذي يستخدمه القاصد من الاتجاهين وسط النيل ليغرق القارب بكل ما عليه من طلاب واطفال خاصة مع بدء الدراسة لاسيما ان القارب هو همزة الوصل بين الطلاب ومدارسهم علي الجانب الاخر من الجزيرة .
واضاف محمد ابوبكر، ان الجزيرة مهملة من كافة النواحي سواء من عدم توافر صرف صحي او مياه شرب ، لافتا الي فزع الاهالي علي ابنائهم الصغار وطلاب المدارس لما يتعرضوا له اثناء اصطفافهم طوابير في الصباح الباكر لاسيما الشتاء ولدعة البرد القارصة وهم في انتظار القارب لعبورهم علي افواج الي الجانب الاخر وذهابهم لمدارسهم.