“خُط الصعيد” لقب حمله مشاهير الإجرام .. أشخاص غيرت الجريمة حياتهم .. والأمن قضى على ممالكهم
الخط "نوفل" و" نشأت عيضة" و"نور حجازي" الأشهر في قنا
كتب: صابر سعيد ومني أحمد
“خُط الصعيد” لقب حمله أشخاص غيرت الجريمة مسار حياتهم، خلفوا وراءهم حكايات وأسرار، تفننوا في إدخال الرعب في نفوس المواطنين، ذاع سيطهم إلى قلب وزارة الداخلية، عانى منهم الكثيرين، لسلل عمليات القتل وسفك الدمار تجارة المخدرات تجارة السلاح التي كانت سبباً في إشعال نار الثأر بين العائلات والقبائل، تصدروا المشهد في الصعيد لسنوات طويلة انتهت بالقضاء عليهم أو القبض وبين أيدى العدالة ليحاكموا على ما اقترفوه من جرائم في حق الانسانية.
“الشارع القنائي” يرصد أشهر من حملوا هذا اللقب “خط الصعيد”، بداية من خُط أسيوط أسقطت الداخلية حصونه الدخيلة وانهت أسطورة عزت حنفي، و في قنا قضت الشرطة علي اسطورة “نوفل” و”نور حجازي” خط الصعيد الهارب من 14 قضية مؤبد، وفي الأقصر” ياسر الحمبولي” الخُط الأشهر الذي استولي علي منطاد سياحي في عز النهار وسقط بسجل إجرامي حافل، والقبض على و”نشأت عيضة” خط الصعيد بقنا الذي صدر ضده أحكام قضائية 269 عاما سجن.
*”عزت حنفي” خط الصعيد الأشهر والأخطر
عزت حنفي أو منصور الحفني تاجر المخدرات الأشهر في أسيوط، شكل شركة مع شقيقه حمدان وآخرون، واستولوا على 280 فدان في جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة اسيوط، وقاموا بزرع عشرات الأفدنة بالمخدرات، وبعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة المصرية عقب مقتل خمسة أشخاص في نزاع بين عائلتين في القرية، قامت قوات الشرطة المصرية بحصارها لمدة 7 أيام، وقد قامت العصابة باحتجاز عدد من الرهائن، ولكن إقتحمت الشرطة الجزيرة في هجوم عنيف في 1 مارس 2004 واستخدمت فيه الشرطة المصرية في أكثر من خمسين عربة مدرعة وستين زورقا نهريا وما يزيد على ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة.
وكان المشهد كالفيلم السينمائي الذي حكي تفاصيل الواقعة، حيث بنيت حصون لها في كافة أنحاء جزيرة النخيلة بعدة أشكال، منها الأبراج التي ترتفع أحيانا إلى خمسة طوابق، ومنها الدشم الحصينة التي بنيت من الطوب اللبن، الذي لا تستطيع طلقات الرصاص اختراقه، كما قاموا بحفر عدة خنادق تحت الأرض تمكنهم من إطلاق الرصاص على أي قوات مهاجمة، وإضافة إلى هذه التحصينات، تمتلك العصابة كمية هائلة من الأسلحة والذخائر، تتدرج من المسدسات والبنادق العادية والآلية، إلى المدافع من طراز جيرنوف، التي يبلغ مداها أكثر من سبعة كيلومترات، وتطلق قذائف من عيار نصف بوصة.
وقدر الشرطة أعداد هذه المدافع في النخيلة بحوالي ثمانية مدافع، وكان الممول الأساسى لهم هو أبو ورده، وزيادة في التحصين، قامت عائلة أولاد علي حنفي بنصب اسطوانات غاز البوتاجاز على الأسوار وعلى جذوع النخيل توطئة لتفجيرها إذا ما أقدمت قوات الأمن على اقتحام مواقعهم، أما نهر النيل، فقد ملأوه بالأسلاك الشائكة والعوائق الصناعية حتى لا تتمكن الزوارق النهرية من الالتفاف حولهم وكان معهم رجال كثر
وأسفر الاقتحام عن تحرير الرهائن وسقوط 77 من أفراد العصابة في أيدي رجال الشرطة وفي مقدمهم عزت حنفي الذي كان ينوي الانتحار بتناول السم.
*”نوفل سعد الدين” .. الثأر قاده لحمل اللقب
ولد نوفل سعد الدين ربيع، أحد أبرز من حملوا لقب “خط الصعيد”، بقرية “حمرة دوم” التابعة لمركز نجع حمادي، ساقه الثأر إلى اكتساب هذ اللقب بعدما قُتل والده وشقيقه وعمه وأبناء عمه عام 1979، في خلافات مع عائلة من القرية التي نصبت كمينا لهم.
وقاد “نوفل” مجموعة مسلحة استهدفت خصومه بوابل من الأعيرة النارية وتمكن من قتل 2 منهم ليبدأ مشوار الدم من قتل وسرقة وعمليات سطو، وساعد الداخلية في القبض على عناصر إرهابية بعد قيام مجموعة مسلحة منهم بتنفيذ حادث الدير البحري بمدينة الأقصر في تسعينيات القرن الماضي، ثم تمرد على الشرطة، وفي مايو 2007، شنت قوات الأمن حملة أمنية استهدفت ” خط الصعيد” ، وحدث تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة أمام منزله بالقرية لينتهي الأمر بمقتله.
*” ياسر الحمبولي”.. سجله يحمل 190 سنة سجن
ياسر عبد القادر أحمد الحمبولي، المعروف بـ” خط الصعيد “، ولد عام 1978 بقرية الزينية قبلي، التابعة لمركز طيبة محافظة الأقصر، أحد مشاهير الإجرام فى الصعيد، مازال المواطنون يتسامرون بالحديث عنه، بدأت شهرة الحمبولي، بعد استيلائه على منطاد سياحي في وسط النهار حتى يتم الإفراج عن ابنه”حشمت” من قبل قوات الأمن، ثم تحول بعد ذلك إلى أسطورة تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، ثم بعد ذلك كانت تتردد من حين للآخر.
وألقت قوات الأمن القبض على ياسر الحمبولي، الشهير بخط الصعيد في يناير 2012 أثناء توجده في شقة بمنطقة الكرنك، في محافظة الأقصر، بعد تبادل لإطلاق النار بين الأمن وأفراد عصابته.
وبحسب بيات وسجلات المحاكم، صدر الحكم بسجنه 190 سنة من قبل محكمة جنايات الأقصر، لاتهامه فى 10 قضايا، إذ أدانته المحكمة بالسجن المؤبد فى 5 قضايا، والسجن المشدد لمدة 65 عامًا فى 5 قضايا أخرى، ويبلغ إجمالى القضايا المتهم فيها حوالى 80 قضية، مقسمة على عدد من المراكز والمحافظات، منها 20 قضية تابعة لمركز شرطة إسنا جنوب الأقصر، و10 قضايا فى مركز شرطة طيبة شمال الأقصر، و10 قضايا فى مركز شرطة القرنة غرب الأقصر، و21 قضية تابعة لمركز بندر الأقصر، و5 قضايا فى مركز نقادة فى محافظة قنا، و7 قضايا فى مركز شرطة قنا، و5 قضايا فى مركز قوص جنوب قنا، وباقى القضايا بمحافظة البحر الأحمر.
*”نشأت عيضة” صاحب 270 عاماً سجن
نشأت عيضة من مواليد مارس 1983 بقرية حمرة دوم بنجع حمادي، التحق و4 فقط من أبناء جيله بالقرية بالتعليم حتى وصل إلى التعليم الفني، وكان يعيش مع أسرته الثرية والتي تملك العديد من العقارات والأراضي الزراعية والشوادر. صدر ضده أحكام قضائية وصلت إلى 269 حكمًا متنوعًا، بينها الإعدام والمؤبد في قضايا قتل وسرقة وخطف وسلاح، وبرّأته محكمة جنايات نجع حمادي في أكتوبر الماضي من اتهامه في قضيتي خطف وتهديد بالقتل، وألقت قوات الأمن بالإسكندرية القبض على عيضة في سبتمبر 2015، بعد كشف غموض العثور على جثة شاب بالطريق العام موثوق اليدين، مصاب بطلقات نارية متعددة بمختلف أنحاء الجسم، واتهامه بقتله، والذي يوجد حاليا في السجن.
ومؤخرًا قررت محكمة جنايات قنا، تأجيل نظر قضية نشأت عيضة، الشهير بخط الصعيد، والمتهم فى ٣ قضايا لقتل واستعمال القوه مع أجهزة الأمن وحيازة وأسلحة نارية، لجلسة الأول من ديسمبر القادم بناء على طلب المحامين للاطلاع على أوراق القضية.
وجرت محاكمة “خُط الصعيد” غيابيا في عدد من القضايا، وصدرت بحقه أحكام بالسجن يصل مجموعها إلى 269 سنة، بالإضافة إلى حكم بالإعدام، منها الحكم الصادر في القضية جنايات مركز أبو تشت، شمال قنا، في 2 فبراير 2013، بالسجن لمدة 10 سنوات، والقضية جنايات مركز جرجا، في 5 أغسطس 2014، بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة، والقضية جنايات مركز دار السلام، في 22 سبتمبر 2012، بالسجن المؤبد 25 سنة، والقضية جنايات مركز البلينا، في 24 سبتمبر 2012، بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة، والقضية جنايات مركز البلينا، في 30 يناير 2014، بالسجن 25 سنة.
*”نور أبو حجازي”..14 مؤبد سقط قتيلا في قرية الجزيرية
شرف الدين حجازى حسن محمد، 35 سنة، وشهرته نور أبو حجازي، كان يقيم فى منطقة حمره دوم ويتخذ الجبال المجاورة لها ملاذ للاختباء وعقد صفقات وتجارة السلاح، حكم عليه بالسجن المؤبد فى 14 قضية “قتل عمد، خطف، سرقة بالإكراه، سلاح” وبالسجن 48 سنة فى قضايا “سلاح، سرقة بالإكراه” وطلب ضبطه وإحضاره فى 9 قضايا وأخيرا قتل ضابط من قوة قطاع الأمن المركزى، أثناء اقتحام الجبل.
ولم تدوم سيطرته طويلا حتي تم رصده أثناء هروبه من الجبل إلي منطقة زراعية وتم قتله بمنطقة الجزيرية المجاورة للمنطقة الجبلية على أطراف دائرة مركز قنا، وبحوزته بندقية آلية وكمية من الطلقات النارية.
أسلحة مضبوطة