كتب: صابر سعيد
عانى آلاف المواطنين من أهالي مركز نقادة، خلال رحلاتهم النيلية اليومية على العبارات والمعدات، ففي كل عبور إلى مركز قوص يحملون أرواحهم علي أكتافهم، ولكن أثلج قلوبهم قرار الرئيس بانشاء محور نقوص نقادة سابقا ومحور الشهيد باسم فكري حاليا، منذ عامين، وينتظرون الفرحة الكبيرة بافتتاح المشروع بشكل رسمي، لكي تنتهي انتقالهم على النعوش العائمة بشكل يومي.
وتستغرق المعدية وقتا طويلا يصل إلي أكثر من نصف ساعة في حال الذهاب إلي قوص من مدينة نقاده ومماثل له أو أكثر في حالة انتظارها بقرية الشيخ علي شمال مدينة نقادة، الذي ستصل إليها بعد أن تستقل وسيلة مواصلات تقطع الـ 10 كيلو تقريبا، وهي معاناة يومية للموظفين والعاملين المترددين علي المدينين في كل صباح وعودتهم في كل مساء أو ظهيرة، بالإضافة إلي أن قطعة خشبية ستستقبل قدماك في حالة النزول أو الطلوع للمعدية وإذا تعثرت فلن تجد إلا الغرق في انتظارك.
وسجلت مدينة نقادة في عام 2017 الحادثة الأكبر علي متن معدية الشيخ التي راح ضحيتها 5 أشخاص من أسرة واحدة، حينما وقعت سيارة بعد وقوف العبارة بالمرسى النيلى وأثناء عودة سائق السيارة للخلف للخروج من العبارة لم يتمكن من التحكم بالسيارة مما أدى إلى انزلاقها فى النيل، لتعيش نقادة وقوص ليلة حزينة لوفاة الأسرة وسائق السيارة وتبدأ بعدها أولي الخطوات في إنشاء محور “نقادة_ قوص” الذي ظهر إلي النور وعلي بعد خطوة لافتتاحه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
معاناة يومية للموظفين
قال محمود عماد، موظف، إن رحلة المعدية اليومية للذهاب إلي العمل بمثابة العائق الأكبر أمام الموظفين ولاسيما في لحظات الانتظار التي تقارب للساعة في حالة عدم وجود المعدية عند الوصول إلي شاطئ الشيخ علي أو انتظار ميعاد معدية مدينة نقادة التي من الممكن ألا يتناسب مع وقت الوصول أيضًا.
وأضاف عماد، أن المعديات تمثل خطورة علي المواطنين خاصه مع افتقاد إجراءات السلامة والانقاذ وفي حالة تعرض معدية للغرق تقل علي متنها 50 شخصا ستخلف ورائها كارثها من الممكن أن تؤدي إلي مصرعهم جميعا، وهذا ما حدث علي متن معدية الشيخ علي حينما تعرضت أسرة للغرق بعد سقوط سيارتهم في نهر النيل منذ سنوات.
وسيلة غير آدمية
وأوضح خالد أحمد، عامل، أن وسيلة مواصلات المعدية غير آدمية في بعض الأحيان فعلي سبيل المثال معدية العربات التابعة لمدينة نقادة تقل مواطنين وأغنام وبهائم في نفس الوقت وهو شئ غير آدمي يقلل من قيمة الراكب الذي لا يستطيع تحمل الروائح الكريهة الناتجة عن الحيوانات، ومن المفترض أن تكون هناك وسيلة خاصة بنقل السيارات والحيوانات بدلا من نقلهما معا.
وتابع أحمد، معدية الشيخ علي أيضا يعاني الركاب من تواجد السيارات بكميات كبيرة علي متن المعدية والتي تعرضهم للخطر في حال الحمولة الزائدة لتلك السيارات ومن المفترض أن يحدد أصحاب تلك المعديات الحمولة المناسبة للركوب.
كوبري الشهيد باسم فكري منقذ الأهالي
أكد أحمد المالكي، من الأهالي، أن كوبري الشهيد باسم فكري سيساهم في سهولة العبور من الناحية الشرقية إلي الغربية والعكس ومع افتتاح ستتنحي جانبا خطورة المعديات التي عاني منها المواطنين لسنوات سابقة، بالإضافة إلي سهولة نقل البضائع عبر المدينتين وتنقل السيارات في أي وقت.
وأشار المالكي، إلي أن مركزي نقادة وقوص تربطهم علاقة تاريخية وعلاقة نسب وتجارة والكوبري سيسهل علي المواطنين في التواصل السريع والسهل بدلا من المعديات التي تستنزف الوقت والجهد، متمنيًا أن يعلن عن الافتتاح قريبا.
وتبلغ تكلفتة المحور حوالى 1.5 مليار جنيه ويبلغ طـوله 19 كم وعرضه 21 مترا بواقع 2 حارة مرورية، ويضم المحور 15 كوبرى بطول 2270 متر و15 نفقا بطول 460 مترا منها عدد 6 كبارى رئيسية بتقاطع المحور مع كل من (الطريق الصحراوى الشرقى – نهر النيل – ترعة الكلابية بالطريق الزراعى الشرقى – الطريق الزراعى الغربى – السكة الحديد – الطريق الصحراوى الغربى) .
وبلغت نسبة التنفيذ الإجمالية بكافة قطاعات المحور 98.5%، وأكد الوزير أنه من المخطط افتتاح المحور خلال الفترة القادمة، وإنشاء محور الشهيد الرائد باسم فكري على النيل بمحافظة قنا يأتي في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتقليل المسافات البينية بين محاور النيل إلى 25 كيلومترا لتسهيل الحركة وخدمة المشروعات التنموية والمجتمعات العمرانية الجديدة، وبحيث يكون المحورعرضي متكامل يربط بين شبكة الطرق شرق وغرب النيل وليس مجرد كوبري على النيل.
