المراكزقوص

“العم حسين” صاحب أقدم “نصبة شاي”: القهاوي وقفت حالنا

كتب: منى أحمد

طاولة وأكواب زجاجية ووابور جاز، وماء يغلي، بهذه الأدوات صنع العم حسين، مشروعه الذي يدر عليه بعض الجنيهات، التي تعينه على حاجته اليومية، ليكون صاحب أقدم ” ناصية شاي” لازمته طوال أكثر من 30عاما اختارها أن تكون مهنته.

يخرج العم حسين، بعد آذان كل فجر ممسكا بأدوات مهنته قاصدا ركن بسيط في ميدان النوبة بمدينة قوص سعيا وراء رزقه الذي يعينه علي متطلبات الحياة ومشقتها، ومهنة افقدته صحته حتي يعود محملا بالرضي والصبر الذي يدفعه للاستمرار في العمل.

فرغم كبر سنه لم يكترث عم حسين محمد موسي، صاحب ال 63عاما بمشقة المهنة التي رسمت علي وجهه تعب سنين طويلة علي قارعة الطريق وبشرة تلونت بالسمار من العمل تحت اشعة الشمس الحارقة ومهنة اجهدت جسده لما تتطلبه من سرعة للحركة وتلبية لإرضاء متطلبات زبائنه والذهاب الي اماكنهم من اصحاب المحال التجارية والمارة علي الطريق والسائقين ليخرج لنا قصة كفاح جديدة للحصول علي لقمة عيش بعزة وشرف.

معرفش مهنة غيرها، والقهاوي وقفت الحال”، يبدا عم حسين حديثه عن العمل بانه لا يعرف مهنة غيرها منذ ان عمل بها في عمر الثلاثين، وانها في بدايتها وقبل انتشار القهاوي والكافيهات كانت تدر دخلا عليه ساعدته علي تكوين اسرة وتربية ابنائه وهم بنتين و4اولاد، مستطردا كلامه ان القهاوي والكافيهات الان وقفت حالي، وتراجعت طلبات الزبائن واتجاههم لاماكن حضارية تتميز بتقديم كل المشروبات ورغم غلاء اسعارها الا انها اصبحت ملجا الشباب والاسر، لافتا أن معظم زبائنه الان من سائقي السرفيس.

“كوباية الشاي نفس ومزاج مش اي حد يعملها” قال صاحب الـ 63عاما، انه لا يعمل في المشروبات الا الشاي فقط، وانه تعود علي طلبات زبائنه والتي تختلف من شخص لأخر، مؤكدا ان عمل الشاي فن وخبرة ونفس يضعها الله كسر لك حتي يرزقك دون غيرك من زبائن لا يشعروا طعما للشاي الا من يديك.

وتابع عم حسين حديثه عن غلاء الاسعار ليتذكر اول كوباية شاي له كانت بريع جنيه،”الكوباية زمان كانت بربع جنيه” وكان كيلو السكر ب17قرش وانبوبة البوتاجاز ب3جنيه، اما الان فاصبح كوب الشاي ب2جنيه وانبوبة البوتاجاز ب75جنيه.

واوضح صانع الشاي، انه يبدا عمله بعد أذان الفجر وحتي صلاة الظهر فقط لكبر سنه ومرضه الذ يعوقه عن العمل طوال اليوم مثلما كان يعمل في الماضي، ناصحا الشباب ان يستثمرون صحتهم في العمل باي مجال دون خجل او كبرياء بدلا من الاعتماد علي اسرهم

لا يتمني العم حسين، الا الستر له ولبناته وان يحصل علي معاش يعينه علي الحياة لاسيما مع تقدم عمره وعدم قدرته علي الاستمرار في العمل.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق