كتب: صابر سعيد
لم يخطر ببال الصغار الذين يشاهدون أجدادهم حاملين عصا التحطيب يتنافسون على أنغام المزمار البلدي ويتراقصون بمهارة وخفة اعتادوا عليها منذ صباهم، أن يكونوا يوما منافسين لا مشاهدين ويمسكون بعصا التحطيب للتدريب على فنونها بمدرسة مختصة لذلك، فهنا في جنوب مصر وبالتحديد مركز نقادة جنوبي محافظة قنا أعاد شاب طموح بمساعدة جمعية تنموية ما شهده عهد العصر الفرعوني للعبة أعدت فنا من فنون القتال وقتها.
فتش محمد أبو الحمد تكروني، مؤسس أول فريق هوكي بالصعيد ومؤسس مدرسة ” التحطيب” عن خفايا الماضي ليحافظ عليها في الحاضر وتولد فكرة المدرسة التي بدأ تنفيذها بالفعل بجمعية التنمية بالطود، فاستغل تكروني حماس الصغار وشغفهم وطاقاتهم للحفاظ على تراث وهوية أبي أن يذهب بغير رجعة وطوعه الشاب لخدمة بيئته واستمرار هويتها.
ويعد التحطيب أحد الفنون القتالية التي ظهرت في عهود العصر الفرعوني، حيث وضعت له قوانين وقواعد صارمة، تلك القوانين نقشها المصري القديم منذ أكثر من 4800 سنة قبل الميلاد، وتحديدا في عهد الأسرة الخامسة، وعُثر على تلك النقوش في منطقة أبو صير الأثرية، إلا إنه ظهر كفن احتفالي في عهد الدولة الحديثة، وما زالت تقام مهرجانات ومنافسات للتحطيب في قري الصعيد وبالأفراح على أنغام المزمار البلدي والفرق الشعبية التراثية.
فنون القتال:
قال محمد أبو الحمد تكروني، مؤسس مدرسة التحطيب، إن فكرة إنشاء أول مدرسة لتعليم فنون التحطيب جاءت من أجل الحفاظ على التراث المصري الأصيل، حيث كان يعد التحطيب من الفنون القتالية المصرية القديمة والدليل على ذلك صور القدماء المصرين على جدران معابدهم حيث كانوا يهتمون بتعليمها للجنود، ومن أهم أهداف المدرسة الحفاظ على التراث من الاندثار وصناعة جيل يتمسك بالنبل والشهامة وما تنميه من خلق الشجاعة والنجدة والسعي إلى العدل والحق.
وأوضح تكروني، أن المدرسة تضم ٤٠ طالب بدأوا تدريبات فعلية وما زال هناك ٤٠ طالب في قوائم الانتظار، سيتم تدريبهم خلال الأسبوع الحالي، بإجمالي ٨٠ طالب في المدرسة، وذلك نظرا لحدود إمكانية فريق العمل، لافتًا أن المجموعات مقسمة إلي 10 مجموعات تضم كل مجموعه ٨ طلاب وذلك من أجل الالتزام بالإجراءات الاحترازية ومواجهة الوباء المنتشر، كما أنه مخطط لاستقبال ١٠٠ طالب في الدفعة الأولي، و يدرس الطلاب مقررات عملية ونظرية لمدة ٣ شهور تحت إشراف مختصين، ثم تجري اختبارات الترقي للمستوي الأعلى والانضمام لشعبة الفروسية، وتضم المدرسة مجموعه من المواهب الغنائية، التي يتم تدريبها على أغاني الفلكلور الصعيدي والتي يستعرض طلاب المدرسة التحطيب على أصواتهم المتميزة.
استعراض متنقل:
وكشف مؤسس أول مدرسة لتعليم فنون التحطيب، أن هناك مخطط لتنفيذ استعراض متنقل كل أسبوع في مراكز الشباب والأندية والحدائق العامة لجذب قاعدة جماهيرية للمدرسة، ورعاة رسميه لدعم أنشطة المدرسة لتصبح لها قاعدة جماهيرية على مستوى الجمهورية والوطن العربي، لاسيما وأن المدرسة مجانية يقوم بها شباب متطوعين بالتعاون مع جمعية التنمية والبيئة بالطود بقرية البحري في محافظة قنا.
عرض الأنشطة على اليوتيوب:
وأضاف محمد أبو الحمد تكروني، أن هناك مخطط لإنشاء موقع الكتروني، وحساب تويتر وانستجرام وصفحة للفيس بوك وقناة يوتيوب، لعرض أنشطة المدرسة كونها الأولى من نوعها في النجوع والقري.
” نفسي كل الناس تشوف الفكرة والمدرسة” بهذه الكلمات اختتم تكروني حديثة عن المدرسة التي تعد الأولي من نوعها في محافظة قنا، بأمنيته أن تلقي رواجا واسعا وترحيبا من المتابعين وأن تستمر للحفاظ على التراث الشعبي من الاندثار وتساعد في تعليم النشء قيما سليمة بعيدة عن السلبية والانحراف.