بروفايل

فيديو وصور|| من الصاعقة وصناعة هياكل الدبابات إلى ألعاب الأطفال.. “سيد عباس” ساحر الصفيح في قوص

كتب: منى أحمد

بشكله البسيط، وهيئته الجنوبية السمراء، يجتمع حوله الأطفال ووالصغار في منزل مستور الحال، بشارع البطحة بمدينة قوص، ليستمتعوا بالمجسمات التي يصممها من الصاج، بعد ان تجاوز الرجل السبعيني، لحظات فارقة في حياته، شكلت له موهبة خاصة، خطّ عليها الزمان خطوط  الرضى والقسوة والبساطة، صاحب فيها مطرقة خشبية ومقس حديدي وجاكوش، يمكنوه من ملئ فراغ وحدته.

 العم سيد عباس، الذي ذاع صيته ولقبه الأهالي بساحر الصفيح في قوص، انطلقت رحلته مع الصفيح، خلال فترة تجنيده بالجيش، بعد مشاركته في صناعة دبابات مزيفة خلال فترة التجنيد لخداع العدو والتمويه لنفاذ ذخيرته حينما كان في اليمن ضمن الفرقة 72 صاعقة.

كانت تلك الأعمال البسيطة، تمكنه وأصدقاءه من الفرار من طائرات العدو، وتعينهم على الخداع، حيث تم استخدام خبرته في تشكيل الصفيح، كخطط استراتيجية في ساحة الحرب والمعركة، لينهي بعدها فترة الخدمة العسكرية، ليعمل بعدها سائق بهيئة النقل العام وبعد بلوغه سن المعاش عاد لحرفته وعمله في صناعة وتصميم الالعاب من سيارات نقل وسفن اضافة الي الواح الكعك وحصالات الاطفال.

يرجع العم سيد، الفضل في حرفته التي يمارسها منذ 10 أعوام الي فترة خدمته في الجيش في ستينيات القرن الماضي، والتي اكسبته شهرة كبيرة بين اهالي قوص بل انها وصلت الي وزير النقل السابق بعد مقابلته له اثناء زيارته مدينة قوص.

صاحب الوجه البشوش، يعتبر مصدر فرحة الاطفال لصناعته العابهم من الصفيح، كما انه مصدر مهم لأدوات صناعة المخبوزات من فوانيس واقماع واواني مخبوزات، فيعرف الناس طريقه ليقدم صنعته المتقنة للأهالي، بأسعار زهيدة لا تمارس ضغوطا علي ميزانياتهم.

ينطلق عمل العم عباس، في الثامنة من كل صباح وحتي اخر النهار، ويعتبر موسمه الرئيسي هو شهر رمضان بسبب صناعة الفوانيس والواح الصاج واقماع الحلويى، كما يعتبر صناعة لعب الاطفال من سيارات نقل وسفن من اهم اعماله الفنية والتي تشهد علي براعة يديه رغم كبر سنه ومرضه.

يعتمد ساحر الصاج، في صناعة اعماله من فوانيس والواح صاج والعاب اطفال علي الالواح الصاج التي يشتريها من تجار البقالة من علب السمن والجبنة الفارغة مع اعتماده علي ادوات عمله البسيطة حيث لا يستخدم اللحام في مهتنه.

وفي منزل بسيط يقطن العم عباس، بعد ان تزوج ابنائه ليمارس هوايته التي تساعده علي الظروف المعيشية الصعبة رغم كبر سنه وتأثير المهنة علي العينين والظهر لما تتطلبه من مجهود ومشقة الا انه لديه اصرار وعزيمة للعمل حتي اخر العمر.

يحلم ساحر الصاج، بمحل بسيط يمارس فيه هوايته وعمله ليكمل ما تبقي من عمره وليجمع ادواته واعماله بعيدا عن مدخل المنزل الذي تحول الي مقر عمله الدائم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق