يضم 32 قطعة وسجلات عن لهجات الصعيد .. متحف تراثي شعبي بفرشوط
أثري يحول ديوانه إلى متحف مفتوح
كتب: أحمد القواسمي
في قرية رفاعة التابعة لمركز فرشوط شمال محافظة قنا، شغف تملك أحد أبناء القرية، ودفعه لأن ينشئ متحفاً يحوي ما يتعلق بالأجداد وحياتهم من خلال عرض كل ما كانوا يستخدمونه من أدوات الزراعة، وملابسهم، ومقتنيات خشبية وفخارية واختام وعقود وخطابات وسجلات وغيرها، حيث حوّل الدكتور عاطف مكاوي، يعمل مفتش آثار، ديوانه إلى متحف يضم 32 قطعة تراثية نادرة، وبمجرد الدخول إلى المتحف تجد نفسك أمام تشكيلة من قطع تراثية نادرة وتحس وكأنك في كنف التاريخ.
يقول الدكتور عاطف مكاوي، إنه جمع في ديوانه العديد من القطع التراثية التي تتناول الزراعة وتاريخها، بالإضافة إلى سجلات مكتوبة بخط اليد تدل على لهجات الصعيد، واختلافها من مكان لآخر، وذلك بهدف حماية التراث والمقتنيات، وخاصة المتعلقة بتراث الأجداد، وايصال رسالة لأبناء الصعيد بعدم ترك التراث، والحفاظ عليه في منازلهم، واطلاع الأجيال الحالية في الصعيد على ما تركه الأجداد.
ويتابع “مكاوي” أنه في منتصف العام الماضي، عندما وجد أن لديه مقتنيات، ويخاف عليها من الضياع، وبحكم عمله مفتشا للآثار، وخوفه على ضياع التراث، فكر في تأسيس متحف قروي يضم تلك المقتنيات، مضيفا أنه أعلن بعد ذلك أن من يريد وضع مقتنيات جده في المتحف يحضرها وتسجل باسمه في سجل خاص، وقد أحضر شخص مصحفا، ثم أعلن بعد ذلك أن المتحف مفتوح للزيارة مجانا خدمة لكل البشر.
ويوضح الأثري، أن المتحف يضم أريكة “دكة خشبية”، وباب، وشباك، و 2 دولاب حائطي”خزينة” ترجع هذه المقتنيات إلى عهد جده الذي توفي عام 1959م، وتؤرخ في فترة ثورة يوليو 1952م، و2 ماسك فحم “ماشتين شيشة” طول كل منهما حوالي 40 سم، وصندوق مياه غازية “كوكاكولا”، وفتاحة مياه غازية “كوكا كولا”، وغطاء زجاجة كوكا كولا، ومائدة طعام “طبلية”، ومنضدة “ترابيزة”، و2 كرسي، وحلس بلدي و هو عبارة عن غطاء يوضع علي رقبة الثيران التي تجر المحراث، وهو مصنوع من الليف والخشب، وبقايا سرير يرجع إلى عام 1960م، وعصا من الخشب، ترجع هذه المقتنيات إلى عهد والده أي في الفترة من 1960 إلى 1980م، ومصحف شريف بخط فارسي.
ويضيف “المواطن الفرشوطي”، أن المتحف يضم أيضا أرشيف ورقي يحتوي على روشتات أطباء إحداها ترجع إلى عام 1980م، وخطابات مر عليها ما يزيد عن 40 عاما، وعقود وأوراق أراضي، وحكم محكمة، وحصر تركة، مر عليها ما يقرب من 50 إلى 70 عاما، ،وسجلات حديثة تدل على اختلاف اللهجات من مكان لآخر، ومظاريف بريد ترجع إلى ستينيات القرن الماضي .
ويؤكد أنه يركز كثيراً على جمع تراث الأجداد، والمنطقة التي يعيش فيها، حتى تتعرف الأجيال الجديدة على حياة الأجيال السابقة، متمنيا أن تتحول مقتنياته النادرة إلى معرض دائم في قرية رفاعة، لكي يستمتع بها الجمهور، مشيرا إلى أهمية تلك المقتنيات التي ترتبط بالتراث، مؤكدا أنه يرحب باستقبال الوفود التي تحرص على الإحاطة بتاريخ هذه المقتنيات، داعيا الإدارات التعليمية بتنظيم رحلات مدرسية للمتحف.
يذكر أن الدكتور عاطف مكاوي، من مواليد 17 فبراير 1980م، في قرية رفاعة التابعة لمركز فرشوط شمال محافظة قنا، يعمل مفتش آثار بمعبد أبيدوس بالبلينا، حصل على ماجستير في الآثار المصرية من كلية الآداب جامعة سوهاج عام 2014م، ثم دكتوراة في الآثار المصرية من كلية الآداب جامعة المنيا عام 2019م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وصدر له مؤلفان في مجال الآثار أحدهما بعنوان “حكام إقليم واست” في مكتبة مركز البحوث الأمريكي بالقاهرة، والآخر بعنوان “المهندس انيني” في مكتبة شيكاغو بالأقصر، كما حصل “مكاوي” على أفضل شخصية مجتمعية متميزة لعام 2020 على مستوي الدولة، وهو صاحب أول متحف قروي على مستوى العالم، كما يشغل منصب أمين المجالس المحلية بحزب الحرية المصري بقرية رفاعة، وسبق له نشر العديد من المقالات الأثرية في الوفد، وحكاية وطن، واليوم السابع، والأسبوع، والأهرام.