بالمخراز والخيط.. “الأسكافى” مهنة تواجه الماكينات الحديثة
أبانوب كليب.. ترك فرشوط بحثًا عن لقمة العيش
كتب – مينا مهني
تنتشر الآلات الحديثة في كافة الصناعات مع التطور التكنولوجي الذي نعيشه، الأمر الذي يهدد الصناعات اليدوية بالتوقف أو الاندثار منهم حرفة “الإسكافي” وهو عامل ماهر يصنع الحذاء بمتانة شديدة من خلال تركيب النعل مع وش الحذاء، وخياطتهم بالمخراز والخيط بجانب إصلاح الأحذية.
أبانوب كليب حبيب، يبلغ من العمر 25 عامًا، والدته سيدة طاعنة في السن، ولديه شقيقه “على وش جواز” على حد تعبيره، وينفق على أسرته فهو الآن رب البيت، بعد أن توفى والده العامل الأجر، ويسكن في منزل ورثة وتتقاضى والدته معاش قيمته 700 جنيه من التضامن الاجتماعي، لا يصمد أمام غلاء الأسعار فينتهى سريعا وتعلم الحرفة منذ صغره مع خاله بعد ما ترك مدرسته ليتمكن من الأنفاق على أسرته الصغيرة، ولكن “دوام الحال من المحال “.
يقول كليب، إنه من مدينة فرشوط، وجاء لمدينة دشنا سعيًا وراء الرزق، ليتمكن من الأنفاق على والدته وشقيقته وتجهيزها للزواج، وترك فرشوط وخالة الذي تعلم على يديه الحرفة، بعد ان ضاق الرزق وقل الدخل وارتفعت نفقات الحياة، وقرر السفر لمدينة أسوان ومنها لعدة بلدات في قنا، وفى النهاية نصحه أهل الخير بالذهاب لمدينة دشنا، حيث تكثر محلات الأحذية والرزق الوفير، استقبله أهل الخير وقدموا له حجرة صغيرة يسكن بها بدون مقابل بدلا من الذهاب يومياً لفرشوط.
ويضيف كليب، انه استقر في دشنا منذ أسابيع قليلة، ولكن انتشار الماكينات الحديثة والأحذية الجاهزة جعلت مهنة الإسكافي تأخذ في الاندثار، فالماكينات الحديثة أسرع وأرخص، والزبون يرغب في إنجاز طلبه في وقت قصير مع الآجر الزهيد الذي لا يتجاوز 5 جنيهات للزوج الواحد من الأحذية، بينما الإسكافي يتقاضى 10 جنيهات وربما اقل قليلا، لكنه يحتاج لوقت أكثر من الماكينة.
ويتابع انه يبيع فرش الأحذية والأربطة لرفع دخله البسيط، الذي لا يتجاوز 40 جنيها تقريباً في أفضل حالاته في اليوم الواحد.
وعن الأدوات التي تستخدم في عمل الإسكافي قال كليب انه يستخدم الخيط والشمع والمخراز، لفتح مجرى في نعل الحذاء وخياطة بالخيط، بعد تشميعه بالشمع ليكون أكثر متانة وسرعة.
سأله الشارع القنائي، عن أمنياته وطموحه في الحياة، فأجاب الستر من الله ولا أحتاج من الله سوى محل صغير، استقر فيه بدلا من التنقل بين البلدان والجلوس في العراء، عرضة للبرد الشديد في الشتاء والحر في الصيف، وأجهز شقيقتي للزواج، وأعتنى بوالدتي صحياُ، حيث أنها تعاني من بعض الأمراض.