كتب: منى أحمد
يقطعن مسافات طويلة طلبا للرزق لتحكمل تكاليف الحياة بعد وفاة أزواجهن،حتي وان كلفهن ذلك حياتهن ، يخرجن من الثالثة فجر كل يوم ، من أجل جمع بضع جنيهات يكسبنه بعد ساعات من العمل في بيع الخضار في سوق قوص .
علي ناصية رصيف شارع ميدان النوبة بمدينة قوص، يفترشن السيدتان ووجوههم تملائها ابتسامة الرضا علي طاولة من “الجريد” محملة بكل ما هو أخضر من الخضار، فلا تخلو طاولتهم من الجرجير والخص والبصل والجزر، والكزبرة الخضراء، وكل ما يلزمك لتجهيز طبق من السلطة التي تحتاجها كل ربة منزل .
ولكن خلف الابتسامة نجد قصة طويلة من الكفاح بطلتها ، عواطف خريشي، 60عاما( أم سومة)، وام عماد، 52عاما، فقد جمعتهم الظروف المشابهة لكونهم رفقاء رحلة طويلة من الشقاء، بعد وفاة الزوج لتربية ابنائهن.
تقول “خريشي”، أنها تعمل في منهة بيع الخضار منذ 30عاما، بعد أن توفي زوجها الذي كان يعمل صياد في بحيرة ناصر باسوان، وترك لها طلفلين ، لتبدأ رحلتها مع الشقاء لتربية ابنائها متحديا كل الظروف ، أما أم “عماد” ، رفيقة دربها ، فعملت في تلك المهنة بعد وفاة زوجها منذ 27عاما، وترك لها 3من الأطفال.
وتبدأ رحلة “خريشي وأم عماد”، في الثالثة فجرا من منزلهم بقرية جراجوس ، قاصدين سوق الخضار بجوار مصنع السكر بقوص، لشراء بضاعتهم من التجار، ثم يقوموا بحمله علي تروسيكيل متوجهات الي مكانهم المخصص لهم منذ سنوات أسفل رصيف بجوار ميدان النوبة بقوص.
يفترشون الرصيف لعدة ساعات تمتد حتى السادسة مساء، ويعودن بعدها حاملين ما رزقهم الله من خيره بابتسامة رضا وشكر لله” .
وتضيف “خريشي”، أنها زوجت أبنتها الكبري فيما توفيت الصغري بعد عناء مع المرض ، مرددة ” طول مافي نفس حشتغل ” عشان أساعد بنتي مع الظروف الصعبة وغلاء المعيشة”.
وأوضحت “أم عماد”، أنها قامت بتعليم أبنائها الثلاثة، منهم حصل علي الدبلوم والولد علي معهد فني صحي، مؤكدة أنها ستكمل معهم رسالتها في الحياة حتى الممات.