عين “المياه والطين” بنقادة .. قبلة النساء الحالمات بالإنجاب في قنا.. صور
كتب – مينا مهنى
الكثير من البسطاء في مجتمعنا يسيرون خلف الخرافات، لتحقيق أحلامهم سواء في الزواج أو الإنجاب، وتختلف من مكان لأخر ومن شخص لآخر حسب مستوى التعليم وتحضر المجتمعات، ويعتبر الصعيد الجواني، بيئة خصبة لنمو بذور الخرافة وتشعبها، في نفوس وعقول المواطنين.
” عين المية والطين “، موقع قريب من دير “الأنبا بسنتاؤس” في حاجر دنقيق بالصحراء الغربية بمدينة نقادة غرب محافظة قنا، وذاع صيت الموقع، بعد أن أصبح موطن الحالمين بالإنجاب وأعياهم الصبر والشوق آملا في الخلفة.
وتنسج الروايات حول البئر ، وذلك عندما ذكر أحد المؤرخين الأقباط ان السيدة مريم مع يوسف النجار مروا من هذا الطريق خلال رحلة العائلة المقدسة إلى مصر .
عين المياه والطين تبعد عن حاجر دنفيق ما يقرب من 3 كيلو مترات، في مكان معزول عن المناطق السكنية وعرضه لا يتجاوز مترين أما عمقه فغير معلوم، وبدون سابق إنذار تطفو المياه لأعلى العين وتنخفض حتى يظهر القاع، وبه الطين المتماسك في جوف العين، ويحصلن الباحثات عن الإنجاب على قطعة متماسكة منه للتبرك.
وتأتى النساء من كل صوب وحدب إلى هذا المكان، تحمل الحنة أو الخبز أو العملات المعدنية، وتلف حول العين 7 مرات وفى المرة السابعة تلقى في العين ما تحمله أملاً في الحمل والانجاب، وترحل لانتظار الحمل واستمرت العادة لسنوات طويلة ولم تنقطع حتى أصبحت عادة، يلجا اليها كل راغب في الإنجاب وتوارث الأبناء من الأجداد قصة هذا الموروث الشعبي حتى يومنا هذا .
ويقول سيد عويس، مزارع، انه ذهب بزوجته لبئر العين والطين، من أجل الإنجاب والحمل بعدما أرهق مادياً من كثرة التردد على المستشفيات والأطباء، بعدما نصحه أحد أقاربه ، وبالفعل طافت زوجته حول البئر 7 مرات ولا احد يعرف سر العين معتقدا انها ظاهرة ربانية يضيف ان العين حققت امنيات الكثير من العقيمات والباحثات عن الانجاب .
وقالت سيدة أخرى قبطية رفضت ذكر اسمها، ان ابنتها حملت بهذه الطريقة وقامت برش الحناء داخل البئر وطافت حوله 7 مرات، وعقب مرور عدة أشهر حملت ابنتي، كما يروى مجدي شكري ان هناك أقاويل حول ضيق عين المياه والطين كلما اقترب يوم القيامة وفيه دعوة للتوبة والعودة إلى الله .
وذكر مصدر كنسي بمطرانيه نقادة، ان الأنجاب هبه من الله والمحرومين من الانجاب، الذين يؤدوا طقوس معينة، اعتقادا في تنفيذها يحقق الأنجاب للسيدات، انما يتم حسب ايمان الشخص واعتقاده في الله وارتفاع معنوياته، ولكن لا علاقة لعين المية والطين والطقوس التي يؤديها المحرومين من الاطفال بالإنجاب، كما ان الموروث باتساع العين وضيقه وعلاقته بيوم القيامة، فهو خرافة لا اساس لها من الصحة .