بروفايل

يوم في حياة ملاحظ البلوك بالسكة الحديد.. العم فتحي” 30 عامًا بين ضجيج القطارات وقسوة عجلاتها”..صور

محررة"الشارع القنائي" تقضي يوما مع ملاحظ بلوك السكة الحديد ..فتحي " غفوة العين يقابلها الموت "

كتبت: منى أحمد

حين قررنا قضاء يوم مع ملاحظ البلوك في السكة الحديد، في غرفة تعلو مزلقان قوص، تملاها الاجهزة والمحركات من ملاوينات التحاويل ،الممزوجة بنظرات الترقب والقلق ، لم يدر في خلدنا انها يهذا القدر الهائل من الخوف والحذر، في التعامل علي أرواح مئات البشر، معلق مصيرهم وحياتهم في مرو قطار على شريط السكة.

قضت محررة ” الشارع القنائي”، ساعات طويلة مع ملاحظ البلوك ، داخل غرفة متوسطة الاضاءة مساحتها لا تتعدي أمتار قليلة، تملؤها مشاعر الخوف والترقب ، وراء كل صوت قطار يقترب من المحطة .. هنا غرفة بلوك بمزلقان قوص في محافظة قنا ، فمجرد من التقرب منها يخطر ببالك عشرات القصص بضحايا لقوا مصرعهم اسفل عجلات القطار.

ولكن القصة تختلف لمن اضطرته ظروف عمله والمعيشة وواجبات وظيفته، العمل بعيون اعتادت علي رؤية الجثث، بقلب لا يسكنه الخوف او المشاعر الإنسانية التي لو أثرت عليه ، من الممكن أن يتسبب في اهدار مئات الارواح.

ثلاثون عامًا كانت كافية أن تغير مشاعر عم فتحي محمود سعيد، الذي يبلغ من العمر 58عاما، من الخوف إلي الانغماس، حتي أصبح يشاهد أشلاء الجثث شيء عاديا، اعتاد علي رؤيته وأصبح الأمر طبيعي بالنسية له، مع مرور الأيام.

تدور طبيعة عمل” فتحي” ملاحظ البلوك، في تيسير حركة القطارات ومراقبتها ، وإخطار المراقبة بأي أعطال أو حوادث وسط يقظة كاملة من الساعة 6صباحا حتي ال6مساءا ، مستخدما جهاز التليفون اللاسلكي وجهاز تنبيه ملاوينات تحاويل القطار.

يتذكر “العم فتحي” أصعب الحوادث والجثث وهو الحادث الأقرب وهو حادث دهس سيدة أسفل عجلات القطار حتى تحولت جثتها إلى أشلاء، مؤكدا أن معظم حوادث القطارات تكون صعبة، ولكن مع ظروف مهنتنا تعودنا عليها، وأصبحنا أكثر جمودا وصلابة.

وتابع “فتحي” أنه لا يمكن إيقاف القطار تحت أي ظرف ،مرددا” ولو أحد من عائلتي كان هو ضحية القطار لم اضحي بمئات الركاب موجودة من اجله او من اجل اي احد” ، فالعمل أمانة وأمانة الأرواح أعظم أمانة أحملها علي عاتقي حتي أخر يوم في عملي، بعيدا عن المشاعر الإنسانية التي لو اتبعتها سوف اطيح بأرواح مئات الركاب .
ويشير عم فتحي ، أن عمله يعتمد علي التركيز والانتباه والذهن الحاضر دائما، مؤكدا أنه في تلك المهنة تجمد قلبه، من كثرة مشاهدة الحوادث البشعة والصعبة ، وهي ضريبة العمل، مؤكدا علي ازدياد الحوادث بسبب قلة وعي المواطنين خاصة، مع رفع البوابات الحديدية وجرس التنبيه والإنذار من المزلقان، بعد انشاء وافتتاح الكوبري العلوي بقوص، كما أن اماكن العبور غير الشرعية، هي اكثر الأماكن التي تقع بها حوادث القطارات.

لا يتمني فتحي محمود، ان يعمل ابنه في مهنته القاسية والصعبة” مش عايزه يعيش علي اعصابه زي ما نا عايش” وبتمني يطلع احسن مني”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق