بالصور ..صعيديات “حجازة بحري” في قوص يصنعن المعجزات في مهنة النجارة
كتبت: منى أحمد
داخل ورشة صغيرة بمنزل بسيط، بقرية حجازة بحري بمركز قوص، أيادي ناعمة عزفت عن الترفه، وامسكت بمطرقة ومنشار وحفنة مسامير، علي طاولة خشبية مدورة، يجلسن بتركيز ينفذن أعمال النجارة المختلفة، في همة وعزيمة، ليثبتن أنهن قادراتعلى مهن الرجال.
هن صعيديات لا يعرفن طريق المستحيل، تحدوا الصعاب، في مهنة عرفت بأنها “للرجال فقط”، هي مهنة النجارة من أصعب المهن لاحتياجها إلى قوة بدنية كبيرة، فلم يمنعهن كبر السن من التراجع للخلف، بل كانت الدافع للتحدي لمساعدة أزواجهن وعائلتهن في تحقيق حياة كريمة، وسط ظروف إقتصادية صعبة.
تروي ماري حليم، 65عاما، حكايتها مع مهنة النجارة، أنها أضطرت الي العمل في تلك المهنة منذ 7سنوات، لمساعدة زوجها وأسرتها المكونة من 7 أفراد ،علي الظروف المعيشية الصعبة بتحسين دخلهم.
وتعمل “ماري” في صناعة الأدوات الخشبية من “الالواح المستخدمة في الأفراد البلدي المنزلية، لصناعة المطارح وكل أدوات الخاصة بها، فضلا عن صناعة لعب خشبية للأطفال” ،برفقة زميلتها، سميرة سعيد، 60عاما، داخل الورشة، منذ طلوع الشمس حتي بزوغها، ليضربن أروع الأمثال في الكفاح .
تقول “حليم”،إن عملهن يبدأ، أولا بأختيار نوع الخشب المستخدم في أعمال النجارة، ثم قصه علي حسب الشكل المراد تنفيذه من” مطرحة أو مفراك أو حصالة أطفال أو الواح” يعقلها تنعيم الخشب بالفارة الكهربائية، لإزالة الشوائب منها لمنع تجربح أيد مستخدميها، وتأتي المرحلة الاخيرة بتثبيت المسامير بالجاكوش .
وتشتكي سميرة سعيدة، من ركود البيع والشراء بعد أرتفاع أسعار الخشب وتأثيره علي المهنة، بعد أن أرتفع سعر متر الخشب من 4000إلى 7000جنيه، ومتر الأبلاكاش من 60جنيه إلي 90جنيها، فضلا عن أرتفاع أسعار أدوات النجارة.
ومخاطر المهنة تشير حليم إلي خطورة إستخدام الفارة الكهربائية في العمل، وما تتطلبه من حذر شديد، حيث أنها أحدثت عدة إصابات بهما مرددة” الله حامينا عشان لقمة العيش.
وأرجعت” سعيد”، ضعف وتراجع الإقبال علي المهنة والعزوف عن شراء حصالات الأطفال والواح الخبيز، لوجود البديل من البلاستيك والحديد، مطالبة بمساعدة المحافظة ومنظمات المجتمع المدني بمساعدتهن ودعمهم في مهنتهم للأستمرار.