“مصطفى جابر”.. 20 عامًا من بيع الحلوى ولا يشعر إلا بالمر

كتب: هشام كمال

ببشرة سمراء، وجلباب أبيض، وبعينين شاخصتين، ينظر تارة إلى الناس، وتارة إلى بضاعته، أملا في أن يجذب أحد زبائنه، غير عابئ بصافرات القطار المجاور لمحل بيعه، فعلى الرغم من بيعه الحلوى، إلا أنه لا يشعر إلا بالمرارة، فكل ما يشغل باله هو الحصول على لقمة العيش، متخذًا من موالد الأولياء والمناسبات المختلفة، مستقرًا لكسب بعض الجنيهات.

سنويًا مع كل احتفال بمولد سيدي عبد الرحيم القنائي، يسافر مصطفى جابر على، الشاب الثلاثيني، إلى محافظة قنا، ليبتغي من وجهته هنا، بين مريدي الشيخ، زبائنًا تشتري منه الحلوى والمنتجات الأخرى، حيث اعتاد على تلك المهنة منذ نعومة أظافره، حيث كان يحضر من مركز طهطا بسوهاج، مع والده الكهل، منذ أن كان في العاشرة من عمره.

يحمل بائع الحلوى، على عاتقه مصروفات أسرته، وتكاليف تعليم إخوته الثالثة، فلديه حنان في عامها الأول بكلية الحقوق، وشقيقته الوسطى في عامها الأول من الثانوية العامة، مما أجبرته كل تلك المسؤوليات على استمراره في مهنته بائعا لحلوى بموالد الأولياء في كل البلاد.

يجلب علي، الفول والحلوى ويعدها للبيع في منزله بسوهاج، بعد تعاقده مع المصانع، التي يقوم بطلب الكميات منها، وفقًا لقوة المناسبة التي سيبيع فيها منتجاته، والتنقل بها حول مراكز الجمهورية، مشيرًا إلى أن بدايته تكون من مولد السيد البدوي بطنطا، وصولا لمولد ابوالحسن الشاذلي في رأس غارب، كذلك الأمر في المناسبات القبطية، وأعياد المسيحيين، فلا تختلف المنتجات بين موالد أو مناسبة مسيحية، الجميع يعشق الحلوى.

كغيره من المهن، تضرر بائع الحلوى، جائحة كورونا، والتي لاحقت خسائرها بكل المناسبات التي تعتمد على التجمعات، فمن كان يشتري بما قيمته 100‪ جنيه من الحلوى، أصبح يكتفي بـ 20 جنيها فقط، نتيجة الضغوط التي يعيشها الجميع في الأزمة الحالية، والبضاعة التي نترحل بها للموالد والمناسبات، والتي كانت تبقا بحد اقصى شهر، أصبح ركودها إجبارا حيث تظل في حوزتنا لمدة تصل إلى 6 أشهر.