المبخراتية مهنتنا شريفة وليست تسولا
كتبت: سمر سليمان
” البخور مانع للحسد وطارد للشياطين وجالب للبركة “… هكذا بدأ أحمد محمود حديثه ممسكاً بيده مبخره فيها نار متقدة وبجانبه أكياس يحملونها علي أكتافهم, فيها بخور ذو رائحة عطرية نفاذة فيأخذ منها ويضع في المبخرة التي يحايلون بها للرزق بالمرور على المحال التجارية وبائعي الأسواق.
قال” أحمد محمد” مبخراتي، منذ أن خلقنا الله سبحانه وتعالى ، وكل انسان له حرفة أو مهنة يعمل بها، وانا أقوم بالتجول بالبخور في كل مدن ومراكز المحافظة.
واضاف “احمد” أن مهنة بائع البخور مرهقة وشريفة ولكنها غير مستحبة لدي العديد من الأهالي لظنهم أنها مهنة تسول ،لأن المبخراتي يتجول طوال النهار والليل ليقوم بتبخير الدكاكين والمحلات والكافيهات وفي الأسواق من أجل الحصول علي 50قرشا،وأحيانا جنيه واحد من كل محل بالرغم من اللف طوال الليل والنهار علي رجلينا.
يصف البخور بأنه” مادة ذات رائحة طيبة تحترق من أجل إسعاد الآخرين،ولذلك يبدأ عمله منذ الصباح الباكر وحتي منتصف الليل،حيث يشعل النار في الموقد النحاسي ( المبخرة) ويضع عليها البخور من كل حين لآخر، مشيرا أنه هناك الكثير من يتفائل به مثل أصحاب المتاجر والمحال والباعة في الأسواق الذين يعتقدون أن رائحة البخور” تجلب الرزق الحلال وتبارك المكان وتطرد الشياطين وتمنع الحسد .
أما عن “إسلام شاذلي”مبخراتي، يقول للبخور أنواع كثيرة منها العنبر والمسك والعود ويتميز برائحة طيبة،ويكون نسبة المسك فيها عالية ومركزة وتستخدم في تبخير الملابس ،وهناك أنواع تستخدم في تبخير السيارات ، حيث يتم وضع كمية من البخور داخل المبخرة ويبخر بها مقاعد السيارة ويغلق جميع نوافذها حتي تملأ رائحة البخور أرجاء السيارة وسعر تبخير السيارة يختلف عن تبخير المحال التجارية أو بائعي الأسواق.
وأوضح” إسلام المبخراتي ” أن يوم الجمعة هو يوم مبارك بالنسبة له من حيث وفرة الرزق وسخاء الناس فمعظم الأهالي يضاعفون الأجر مقارنة بأي يوم من الأيام العادية في الأسبوع وتزداد فيه البركة من أصحاب المحال التجارية حيث يتباركون برائحة البخور ويستقبلون يومهم بالسعادة.
“ولفت” أنه توجد صعوبات كثيرة تواجهنا في بعض الأحيان من الأهالي بسبب اعتقادهم أنها مهنه شحاذه وتسول قائلين “امشي من هنا” روح” اشتغلك شغلانه” وغيره من الصعوبات التي تواجهنا أثناء تجولنا في المراكز والمدن.