الفول المدمس.. قصة “محمود” مع ” مسمار البطن” في شهر رمضان
الفول المدمس سيد السحور في الشهر المعظم
كتبت: سمر سليمان
الإهتمام الذي يلاقيه الفول لدي جميع محافظات مصر، يزداد بشكل خاص في شهر رمضان الكريم، فكثير من الأهالي أصحاب المطاعم يقومون بتحويل نشاطهم إلي بيع الفول المدمس خلال أيام الشهر العظيم، بسبب إقبال الصائمين عليه لا يتحقق في أي وقت من العام.
ويعتبر الفول المدمس، الطبق الرئيسي في كل منزل علي السحور، واحيانا الإفطار، لا سحور في رمضان دونه، ويتفنن الجميع في تقديمه.
ويرجع تاريخه منذ القدم، فخلدته المعابد الفرعونية في نقوشها” أنه” مسمار البطن” كما يلقبه المصريون، الفول المدمس سيد السحور المصري الذي لا غني عنه الجميع ،غني كان أم فقير”.
علي ناصيه الشارع الرئيسي بنجع مكي بقرية المراشدة التابع لمركز الوقف ، يجلس” محمود جبر” الشاب الثلاثيني بعربة الفول.
يقول” محمود جبر” اقدم بائع فول بالمراشدة، إن طبق الفول على مائدة السحور المصرية، وأحيانا الإفطار، ولا سحور في رمضان من دونه، لأنه غني بالفوائد الصحية ويعتبر خرسانه المعدة عند الأهالي”.
يتابع “محمود”، أنه ورث هذه المهنة عن والده وأنه فخور بتعليمه سر الصنعه من والده قائلاً: ” الفول المدمس يقوي النظر ويشد الاعصاب ويخلي العجوز يرجع شباب”، وطريقتي في الصنعة تحمل نكهة ومعروف عند كل الناس في المنطقة وخارجها.
وأضاف “جبر” أن تسوية الفول علي نار هادئة من دون إضافات كثيرة تضمن طمعا شهيا ،وإن أفضل أنواع الفول هو الفول المصري البلدي، مشيرا إلى أنه يطهي من دون استخدام أي مواد غير طبيعية.
كما أكد “جبر” أن المصريين عرفوا وجبة الفول منذ آلاف السنين إذ وجدت نقوش علي الجدران المعابد الفرعونية، تكشف كيفية زراعته وتخزينه،وأيضا طرق تقديمه، وهما كانوا يطهونه بطريقة أشبه بطريقتنا وهي” التدميس”، فقد كانوا يطمرونه في الرماد الساخن بعد وضعه في إناء ضخم وسميك،حتي يتم انضاجه على مهل، وأيضا عرفوا تقشيره واستخدامه بطرق أخري ولا تزال متداولة ومعروفة حتي الآن عند الشعب المصري.