بالصور ..”أزهر الصعيد” بقوص .. تحفة فنية ومعمارية عمرها 900 عاما
كتب: أحمد القواسمي
يعد الجامع العمري بقوص جنوبي قنا أحد المعالم الأثرية الإسلامية الهامة في صعيد مصر، خاصة أنه من أقدم مساجد المحافظة، والأكبر مساحة بمدينة قوص، حيث تبلغ مساحته 4000 متر مربع، ويحمل العديد من القيم التاريخية والأثرية والمعمارية والجمالية والدينية، لقبه العلماء بأزهر الصعيد، ويضم المسجد أقدم منبر ما بين ثلاثة منابر في العالم الإسلامي، فضلا عن العديد من القطع الأثرية الإسلامية الموجودة بداخله.
قال محمد محي الدين سلام، مفتش آثار بمنطقة آثار إسنا وأرمنت الإسلامية، ومسئول إدارة الوعي الأثري بالأقصر، “إن الجامع العمري بقوص بمحافظة قنا يعود إلى العصر الفاطمي حيث قام ببنائه “طلائع بن رزيك” والي قوص في تلك الفترة في عام 550 هجرية، والجامع تابع لمنطقة آثار الاقصر الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 10357 لسنة 1951م، لافتا إلى أن الجامع العمري يعد أحد أكبر المساجد الأثرية الموجودة بالصعيد من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحته 4000 متر مربع”.
>وتابع: “ترجع أهمية الجامع العمري بقوص لاحتوائه على أقدم منبر ما بين ثلاثة منابر في العالم الإسلامي أنشئت على نفس الطراز، والذي يرجع تاريخه إلى عام 550 هجرية وفقا للنص الأثري المدون بالخط الكوفي على المنبر، موضحا أن المنابر الثلاثة هي الأول منبر المسجد العمري بقوص، والمنبر الثاني بمسجد داخل دير سانت كاترين بسيناء، والثالث بمسجد حضر موت بمدينة الخليل بفلسطين”.
وأضاف مفتش الآثار، “أن الجامع العمري بقوص يعج بالعديد من اللوحات الأثرية الإسلامية التي تحتوي على كتابات أثرية منها لوحة تقع فوق باب المنبر، ومسجل عليها تاريخ إنشاء المنبر، وهي مكتوبة بالخط الكوفي تقرأ: “بسم الله الرحمن الرحيم ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة أمر بعمل هذا المنبر المبارك الشريف مولانا وسيدنا الإمام الفائز بنصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المنتظرين على يد فتاه وخليله السيد الأجل الملك الصالح ناصر الأئمة كاشف الغمة أمير الجيوش سيف الإسلام غياث الأنام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين عضد الله به الدين وأمتع لطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلا كلمته في سنة خمسين وخمسمائة”.
وأردف “محي الدين” كما توجد لوحة أثرية تعلو المحراب المملوكي، وهي مكتوبة بالخط الكوفي، تقرأ:” إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر”، والتي يرجع تاريخها إلى عام 473 هجرية في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، ولوحان تذكاريان أحدهما مثبت على باب الميضأة، والآخر ثبت على المدخل الرئيسي للمسجد”.
واستطرد قائلا: “ويحتوي المسجد على العديد من القطع الأثرية كالمحراب الذي يرجع تاريخه إلي العصر الفاطمي، والقبة المضلعة التي تقع في الركن الشمالي الشرقي للمسجد، والتي أنشأها “مقلد بن على بن نصر” في العصر الأيوبي سنة 568 هجرية، وهى منفصلة عن المسجد، وترتكز على أربعة عقود يعلوها في الأركان صف من المقرنصات”.
وأوضح مسئول الوعي الأثري بالأقصر، أن قوص مدينة تاريخية عريقة، كانت لها مكانة كبيرة في العصور الإسلامية فقد كانت عاصمة لإقليم مصر العليا يطلق عليها القوصية ويتبعها العديد من البلدان، مشيرا إلى أن الجامع العمري يعد من أشهر مساجد قوص، إذ يطلق عليه “أزهر الصعيد”، لتشابهه -إلى حد ما- مع الجامع الأزهر بالقاهرة في التخطيط المعماري، كما أن كليهما كانا مكانا لنشر العلوم المختلفة ومقصدا لطلاب العلم للاستفادة من تلك العلوم التي يلقيها علماء أجلاء في ذلك الوقت، هذا إلى جانب أن كليهما بنيا من أجل نشر تعاليم المذهب الشيعي في العصر الفاطمي.
وأشار “محي الدين” إلى أن تسمية المسجد ب”العمري” هو لقب يطلق على أقدم مسجد جامع ينشئ سواء في المدينة أو القرية؛ تيمنا بأول مسجد في مصر الإسلامية وهو مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط الذي يرجع تاريخه إلى عام 21 هجرية، مضيفا أن المسجد العمري بقوص من المساجد الجامعة التي تقام فيها الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيد.