بروفايلرمضان 2021

في ذكرى العاشر من رمضان.. “الحاج عمر” من أبطال حرب أكتوبر: ” ذكراها في قلبي ونفسي في زيارة الرسول”

كتب: عبد الرحمن الصافي

تعجّ بيوت القنائيين بالأبطال، في مجالات مختلفة، فلكل واحد ملحمة خاصة في حياته، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، تلك البطولات سطرتها الأيام، وأظهرتها قدرات المصري، التي يقف لها العالم إعجابا وانبهارا، إلا أن هناك أبطالا هم أصحاب مكانة خاصة في قلوب المصريين، هم جنود حرب أكتوبر المجيدة، الذين ضحوا به في سبيل الحفاظ على تراب الوطن وصون مقدراته.

“الشارع القنائي”، التقى أحد هؤلاء الأبطال، ممن شاركوا بحرب أكتوبر، ليسترجع معه ذكريات الحرب بـ”حلوها ومرها”، وهو “الحاج عمر”، وهو عمر علي محمد محفوظ، وُلد في أغسطس عام 1942، وهو من أبناء قرية “هوّ”، بنجع حمادي، بقنا، التحق بالخدمة العسكرية في 26 من شهر أغسطس عام 1964م، وانضم لسلاح التعيينات حينها.

٤٨عاما مرت منذ انتهاء حرب أكتوبر المجيدة، إلا أنها لم تمح ذكريات ذلك الشاب الذي قضى 10 سنوات في الخدمة العسكرية، يتذكرها وكأنها كانت بالأمس، هكذا يقول “الحاج عمر”، في مستهل حديثه مع “الشارع القنائي”، مؤكدا أنه فخور كونه واحد ممن شرفوا بالخدمة العسكرية في تلك الحرب التي خلدت ذكراها في سجل البطولات المصرية.

ويتابع “الحاج عمر”، أنه التحق بسلاح التعيينات، وقضى، في بداية التحاقه بالجيش المصري بالهايكستب، 6 شهور في التموين والنقل، كما قضى عاما بالجلاء، وعاما بالاسماعيلية، بالسرية التاسعة تعيينات ومخابز، و2 بالقنطرة شرق بسيناء، وتنقّل في كثير من المناطق العسكرية على مستوى الجمهورية، خلال فترة خدمته، لافتا إلى أن المدة الأطول من خدمته قضاها في بور فؤاد وبور سعيد، حيث قضى 5 أعوام.

سلاح التعيينات الذي انضم إليه “الحاج عمر”، لا يقل أهمية عن أي سلاح آخر داخل الجيش المصري، فهو جزء من سلسلة كبرى، في رباط إلى يوم القيامة، فهو يقدم لهم قوت باقي زملائه ليواصلوا الزود عن تراب الوطن، حيث كانت مهمته، وهو عسكري، كما يروي، أنه يستقبل مندوبين من كل كتيبة ليسلمهم الوجبات لباقي زملائهم، مشيرا إلى أنه كان لكل كتيبة رمزا سريا يختلف عن الأخرى.

ويذكر، أنه كان يتأكد من هوية زملائه بكلمات معينة ليجيب أحدهم برمز كان يتم تغييره مع كل ليلة، والذي كان يستعمل وقت الصرف بعد الـ12 صباحا.

وما زال يتذكر المحارب القديم، حتى، مقادير الطعام بالجرامات، من السلطة واللحوم والبقوليات الخبز وغيرها، والتي كانت تخصص لكل عسكري حسب وزنه وقدراته الجسدية.

ويظل الرقم 18 عالقا بذهنه، بعد مرور ٤٨عاما على تلك الحرب، حيث يعبر ذلك الرقم عن “دبشك” سلاحه الشخصي، كما يتذكر تماما نمرته العسكرية.

بعد أداء خدمته العسكرية، عُين عاملا فنيا وزراعيا بالتربية والتعليم، وكان له بصمة جمالية بكل مدرسة، كما كان يتم الاستعانة به لتزيين المدارس، كما عمل بعدة مجالات أخرى منها البناء للإنفاق على أبنائه، الـ4 بنات والشابين، حتى أحسن تعليمهم.

ويتمنى الحاج عمر، المحارب القديم، أن يزور بيت الله الحرام، بعد خدمة قضاها بالجيش المصري 10 سنوات و10 أشهر، خلال حرب أكتوبر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق