في ذكرى العاشر من رمضان .. “السبع” أحد أبطال أكتوبر: ” كنا نصلي ونصوم .. وربنا نصرنا بقوة إيمانا بالله وعقيدة جيشنا”
كتب: أحمد القواسمي
اليوم الخميس الذكرى 48 لانتصار العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، الحرب التي انتصر فيها الجيش المصري على العدو الإسرائيلي، واستعاد أرض سيناء، بعد احتلالها لمدة ست أعوام.
ملحمة كبيرة صنعها الجيش، بعبور قناة السويس، أكبر مانع مائي فى العالم، وتحطيم دفاعات خط بارليف، وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتحقيق الانتصار العظيم.
وفي هذه الذكرى المجيدة لانتصار السادس من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 1973، التقى “الشارع القنائي” أحد الأبطال الذين شاركوا في هذا النصر العظيم، وهو “السبع أحمد عوض إسماعيل”.
قال السبع أحمد عوض إسماعيل، “إنه من مواليد عام 1951م، بقرية النجمة والحمران التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، شغل منصب مدير عام سابق بالإدارة المحلية، بالإضافة إلى أنه كان أحد أعضاء المجلس الشعبي المحلي للمركز”.
وتابع، “دخلت الجيش عام 1972م، وكانت خدمتي “قائد فصيلة” في سلاح المدرعات، وقضيت في الجيش مدة 4 سنوات متواصلة من 1972 إلى 1975م، ولم يعلم أحد بالحرب، وكنا جميعا نشارك في التدريبات بشكل يومي، ولم نكن نعرف بوجود حرب، ولكن كنا على أتم الاستعداد للحرب في أي وقت”.
وأضاف بطل أكتوبر، “بدأت الحرب في الساعة 2 ظهرا، وهي ساعة الصفر التي حددها القائد العام للقوات المسلحة، والتي لم نسمع ولا نعرف بها إلا في وقت التحرك للحرب، وجاءت الأوامر بالعبور، ووقتها لم نكن متوترين، وكنا جاهزين للحرب، وبدأنا العبور، وكانت فرحة كبيرة للعبور لكي نأخذ بالثأر من العدو”.
واستكمل “بدأت الحرب، ورأيت مشاهد الكتائب تتنقل من مكان لآخر بانتظام بناء على أوامر القادة حتى تم الدخول في المعركة، واشترك الجميع في الحرب سواء جنود أو ضباط أو قادة، وأبلوا بلاء حسنا، وكبدنا العدو خسائر فادحة، وانتصرنا في هذه المعركة المجيدة التي خلدها التاريخ، وستبقى معكم ومع الأجيال القادمة مدى الحياة؛ لأنها كانت المعركة الفاصلة لاسترداد الأرض”.
وأشار “السبع”إلى أن جميع مدن القناة تشهد حاليا طفرة في التعمير والإصلاح والتطوير، مما جعل أبناء القوات المسلحة ورجال نصر أكتوبر في نشوة، فخورين بما يتم من إنجازات كبيرة في الأرض التي حرروها، وذلك في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وأحد أبناء القوات المسلحة المصرية، متمنيا أن ينال التطوير جميع قرى ومدن مصر الحبيبة.
واستطرد قائلا: ” من المشاهد الصعبة التي رأيتها في الحرب مشهد القتلى والجرحى، لافتا إلى أنه كان هناك شهداء كثيرون – عليهم رحمة الله – استشهدوا وهم أبطال، وأدوا واجبهم على خير قيام، حيث رأى أمام عينيه مشهد استشهاد أحد المقاتلين أثناء خروجه من البرج الموجود به.
وأردف “أثناء خدمتي في الجيش كنا نؤدي شعائر شهر رمضان المبارك من صوم وصلاة، وفي أثناء تناول الإفطار والسحور وتأدية الصلوات كان يتم تقسيم الكتيبة إلى قسمين أحدهما يتناول الإفطار والأخر يقف لحراستهم والعكس، حتى أن إخوتنا من المسيحيين كانوا يشاركوننا هذا الأمر طواعية وعن قناعة، وكان الضباط يشاركوننا في تناول الإفطار والسحور، لقد كنا جميعا صفا واحدا، وعلى قلب رجل واحد ولهذا تحقق النصر العظيم”.
وناشد “السبع”، رجال القوات المسلحة المصرية بأن يتم تكريم المحاربين القدامى ليس بإعطائهم منح وأموال وإنما بحصولهم على كارنيهات المحاربين القدامى، فهم الذين حققوا النصر، و استردوا الأرض، مشيرا أن من كان يعمل منهم في الوظائف الحكومية لم ينال حقه في تلقي علاجه بالكامل، مؤكدا أنه على استعداد للحرب، والوقوف بجانب وطنه في أي وقت حتى وهو في هذا السن الكبير.