“الموائد والسهرات والعزومات” .. طقوس وعادات رمضانية اختفت بسبب كورونا في أبوتشت
كتب: أحمد القواسمي
تعليق الزينة، وموائد الرحمن، والسهرات الرمضانية، وعزومات الإفطار، والدورات الرياضية، والمسحراتي، طقوس اعتاد عليها المواطنون في مركز أبوتشت خلال شهر رمضان، وأصبحت جزء لا ينفصل من هذا الشهر الكريم، ولكن اختلفت طقوس شهر رمضان هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد، حيث شهد رمضان هذا العام اختفاء العديد من عادات ومظاهر الاحتفال به، والتي اعتاد عليها المواطنون كل عام.
“الشارع القنائي” يرصد أبرز العادات ومظاهر الاحتفال التي اختفت في شهر رمضان الكريم هذا العام؛ بسبب جائحة كورونا.
التكنولوجيا تخفي المسحراتي
يقول إسماعيل السمان، مهندس زراعي، أحد أهالي أبوتشت، إنه منذ وقت ظهور جائحة كورونا، وإغلاق المساجد في رمضان العام الماضي، قد اختفت روحانيات رمضان، وتلاوة القرآن بالمساجد، مضيفا أن هناك مظاهر آخرى اختفت في شهر رمضان منها المسحراتي الذي اختفى منذ سنوات؛ بسبب ظهور التكنولوجيا والسوشيال ميديا، فالآن لا يوجد أحد لا يعرف مواعيد السحور والإمساك.
السهرات الرمضانية والعزومات >
ويتابع، من مظاهر الاحتفال التي اختفت أيضا تعليق الزينة في الشوارع، وفانوس رمضان، مؤكدا أن آخر جيل اهتم بهذه المظاهر كان قبل عام 2000، لافتا إلى أن الأطفال والجيل الحالي مشغولون بتصفح الإنترنت وقضاء أوقاتهم في الألعاب الإلكترونية، مضيفا أن السهرات الرمضانية والعزومات أيضا اختفت؛ بسبب جائحة كورونا، والالتزام بالإجراءات الاحترازية ومنع التجمعات.
<span style=”color: #0000ff”>مظاهر الاحتفال
وتوضح الزهراء عبدالفتاح، إحدى سيدات المجتمع بأبوتشت، أن المواطنين في أبوتشت اعتادوا في شهر رمضان على شراء الفوانيس، وتعليق الزينة في المنازل والشوارع، وشراء اللحوم، وياميش رمضان؛ لتجهيز أشهى المأكولات الرمضانية في الإفطار والسحور، ولمة العيلة والعزومات الرمضانية، وتبادل الحلويات، والأطباق الرمضانية المميزة بين الأهل والجيران، فضلا عن روحانيات رمضان التي تتمثل في التواشيح، وانتظار آذان المغرب، وصلاة التراويح والتهجد، والسهرات الرمضانية، وحرص الأطفال قبل الكبار على صلاة الفجر في المساجد بعد الإنتهاء من السحور.
عودة الصلوات في المساجد
وتضيف “عبدالفتاح” أن معظم هذه المظاهر اختفت في رمضان هذا العام، موضحة أنها اختفت الاحتفالات، والسهرات الرمضانية، وموائد الرحمن، والزيارات والعزومات بين الأهل والجيران، ولكن عادت إقامة الصلوات في المساجد فيما عدا صلاة التهجد، مع الالتزام بتطبيق الاجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي واصطحاب المصلى الشخصي.
طقوس وعادات
ومن جانبه يقول محمود أبوزيادة، أحد أهالي أبوتشت، أن أهالي مركز أبوتشت اعتادوا على العديد من المظاهر لاستقبال شهر رمضان المبارك والتي تتمثل في إضاءة الشوارع، وإزالة أكوام الأتربة الموجودة منذ فترات طويلة من العام استعدادا لإقامة موائد الرحمن، وتجهيز الزينة من الموارد المحلية المتاحة كأوراق الكتب القديمة، وجريد النخيل والسعف وغيرها، هذا إلى جانب نظافة المساجد وإعادة فرشها؛ استعدادا لإقامة صلاة التراويح التي ننتظرها من العام للعام.
كورونا تمنع التجمعات
ويؤكد “أبوزيادة” أن الجائحة العالمية التي ضربت العالم مؤخرا ألا وهي جائحة كورونا حالت دون إقامة أي تجمعات، مما أفقد هذه الأيام روعتها وبهجتها وترك في النفس شوقا وحنينا إلى الماضي القريب ولكنه أصبح صعب المنال، مضيفا أن مجالس الذكر، والتقاء الأحبة، وقضاء السهرات الرمضانية في دواوين العائلات والمساجد والساحات تعد من أهم المظاهر التي افتقدناها كثيرا بسبب أزمة كورونا.
أسباب أخرى غير كورونا
ويرى “أبوزيادة” أن مشاكل الثأر في الوقت الحالي تعد من أهم معوقات إقامة التجمعات علي نطاق واسع، وإن أقيمت تقتصر على الأقارب فقط؛ نظرا لوجود العديد من الخصومات الثأرية في العديد من القرى، مشيرا إلى أن مستوى الدراما انحدر وخاصة في رمضان، فبدلا من مناقشة قضايا المجتمع للتنويه عنها واصلاحها، أصبحت تقدم الفن الهابط والمبتذل الذي يدعو إلى البلطجة والإنحراف الأخلاقي.
رمضان موسم الطاعات >
وفي ذات السياق يوضح الشيخ منتصر كرم الأصيل، أحد أهالي أبوتشت، أن شهر رمضان هو موسم الطاعات وأيام خير وبركة، اعتاد فيه المواطنون على التهنئة بقدومه، وشراء المنتجات الغذائية، وخاصة العصائر والمشروبات والتمر، وإقامة صلاة التراويح، وسماع أصوات الأئمة في كل مكان، وختم القرآن الكريم، والإكثار من الذكر في نهاره وليله، لافتا إلى أن رمضان ارتبط في أذهان الناس بالعبادات خاصة صلاة التراويح التي لها مكانه خاصة لدى المسلمين بجانب تعليق الزينة والفوانيس، وسماع القرآن قبل آذان المغرب من الشيخ محمد رفعت.
اختفاء الزيارات >
“كورونا أثرت على كل اللي ذكرناه بالسلب حتي الفرحة اللي الناس متعودة عليها مش موجودة” هكذا يصف “كرم” تأثير كورونا على المواطنين، مؤكدا أن هناك مظاهر اختفت في رمضان هذا العام، منها الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأقارب، وفتح دواوين العائلات، وصلة الرحم التي أصبحت قاصرة هذه الأيام على التحدث عن طريق وسائل التواصل الحديثة.
التباعد الاجتماعي
وينصح “كرم” المواطنين بمركز أبوتشت بضرورة الإلتزام بالإجراءات الإحترازية خصوصا التباعد الاجتماعي، سائلا الله عز وجل العفو والعافية، وإن يرفع البلاء والوباء ببركة هذه الأيام.