طبيب يوضح كيفية العودة للنظام الغذائي الصحي بعد رمضان دون أضرار صحية
لا تسرف في الحلويات أو الأسماك المملحة
متابعة: عبد الرحمن الصافي
ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية شهر رمضان الكريم، ومع حلول عيد الفطر المبارك، نستعد للعودة إلى النظام الغذائي الذي اعتدنا عليه طوال العام، إلا أنه لابد من اتباع نظام غذائي سليم، خاصة بعد تعود المعدة على الصوم على مدار شهر رمضان، والاعتماد على نظام غذائي معين.
ويقدم “الشارع القنائي”، أفضل الطرق للعودة إلى نظام غذائي سليم، ونوعية الأغذية الصحية، وكيفية تنظيم الوجبات بعد شهر رمضان، وما أضرار الإكثار من بعض الوجبات المفضلة والمرتبطة بهذه المناسبات مثل المخبوزات، والحلوى، والأسماك المملحة، مثل الرنجة والفسيخ.
يقول الدكتور بهاء فوزي، طبيب صيدلي، إن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها كثير من الصائمين بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، بسبب التغيير المفاجئ فى النمط الغذائى،مما ينجم عن هذا التغيير المفاجئ المعتاد للمعدة والجهاز الهضمى عامةً على مدار شهر الصوم بعض الأعراض الصحية السيئة مثل: الحموضة، والإنتفاخ، وعسر الهضم وغيرها.
ويتابع فوزي، أنه لضمان العودة السليمة بعد شهر متواصل من الصوم، فإنه لابد من تنظيم مواعيد الوجبات خاصةً بأيام الفطر الأولى؛ حتى تتم العودة للنظام الطبيعى للوجبات الثلاث كما كانت قبل رمضان لكن بشكل تدريجي وليست مفاجئ.
وعن الطريقة المثلى، لمنع حدوث أي أضرار صحية، بعد شهر رمضان، فإنه يجب تقديم ميعاد وجبة الإفطار، مع تأخير ميعاد وجبة الغذاء الرئيسية بقدر الإمكان، لتوقيت مقارب لميعاد الإفطار أثناء فترة الصوم، وتناول وجبة خفيفة جدا بوجبة العشاء أو إلغائها تماما بأيام الإفطار الأولى.
ويضيف الطبيب، أنه تناول وجبات خفيفة وقليلة الدسم وغنية بالألياف الطبيعية المفيدة لعملية الهضم وتقليل مستويات الدهون والسكر بالدم وهى متوفرة فى الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والمكسرات وبعض البقوليات.
ويشرح فوزي، للمهتمين باتباع نظام غذائى مناسب، أنه يجب تحديد عدد السعرات الحرارية التى يحتاجها الجسم يوميا وهى عادةً تترواح ما بين 2000- 3000 سعر حرارى (كالورى Calorie) ويمكنك حسابها بدقة بطرق عديدة وذلك لأنها تختلف من شخص لآخر حسب العمر والجنس والوزن والطول والنشاط.
وينصح، أصحاب الوزن المثالى أو راغبى تثبيت الوزن بالمحافظة على تناول وجبات غذائية تحتوى على عدد السعرات الحرارية المطلوبة أو عدد مقارب منها، وكذلك راغبى إنقاص الوزن أو التنحيف تقليل أو زيادة السعرات الحرارية اليومية حسب الحاجة، كما يمكن حساب الوزن المثالى من خلال معادلة حساب معامل كتلة الجسم (BMI) وأيضا إتباع بعض الأنظمة الغذائية المناسبة لوزنك، مع وضع اعتبار هام لمعرفة حساب السعرات الحراية حسب نوع الأكل وهو أن:
1 جم من الدهون = 9 سعر حرارى.
1 جم من البروتين = 4 سعر حرارى.
1جم من الكربوهيدرات= 4 سعر حرارى.
كما ينصح فوزي، بأن تكون نسب تناول البروتينات والنشويات فى وجباتنا متساوية ومتوازنة، مع تناول نسب أقل من الدهون بحيث ألا تشكل أكثر من 15- 20% فقط من غذاءنا فى المعدل الطبيعى، لافتا إلى أن تناول وجبات تحتوى على 7700 سعرى حرارى زيادة عن المعدل الطبيعى يؤدى إلى زيادة فى وزنك بمقدار واحد كيلو جرام، مشيرا إلى أنه يمكن تنظيم كافة الحسابات المتعلقة بالأنظمة الغذائية عن طريق المتابعة مع أخصائى تغذية معتمد.
ويؤكد الطبيب، أن الإفراط فى تناول المخبوزات والسكريات وتناول أكثر من 100 جرام يوميا بأيام العيد، يرفع مستوى سكر الدم (الجلوكوز) بشكل كبير وتزيد من مقاومة الأنسولين وتحفز رفع المخزون الدهنى بالجسم وبالتالى زيادة الوزن والسمنة فضلا عن الإصابة بالإسهال وعسر الهضم وتزيد من فرص تسوس الأسنان وحب الشباب، بسبب إحتوائها على نسب عالية من السعرات الحرارية.
وفيما يتعلق بوجبة السمك المملح_الفسيخ والرنجة_ يقول الدكتور بهاء فوزي، أنها وجبة عليها الكثير من المحاذير وخاصة عند الاطلاع على الطرق الضارة المرتبطة بتصنيعها والمواد المستخدمة فى ذلك وكذلك طرق التخزين الضارة جدا والتى تجعلها مصدرا خطرا على صحة الإنسان ، لإحتوائها على البكتريا الضارة والطفيليات والكثير من الجراثيم.
-ويؤكد أنه رغم أن وزارة الصحة تشن حملات مكبرة على رقابة الأغذية ويتم ضبط أطنان منها غير صالحة للاستهلاك البشرى، فإنه وجبة الأسماك المملحة بأنواعها تلقى رواجا واسعا فى أيام العيد، مُحذّرا من تناول هذه الوجبة مطلقا للأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة وخاصة مرضى القلب والكلى وكذلك السيدات الحوامل لخطورة الإصابة بتسمم الحمل عند تناولها، مشيرا إلى أن التناول الصحى لهذه الوجبة لابد أن يكون أقل من 150 جرام مع ضرورة التأكد من مصدر هذه الأسماك وطريقة التعبئة الصحيحة فى صناديق خشبية وضرورة تدوين عليها تاريخ الإنتاج وإنتهاء الصلاحية.
ويتابع الطبيب، أنه فى حالة الشعور بأى من أعراض التسمم بعد تناولها مثل: تشوش الرؤية وصعوبة البلع أو الكلام أو التنفس وجفاف الحلق والآم بعضلات الجسم وقىء مع إسهال وارتفاع بدرجة الحرارة، فإنه يتوجب على المريض الراحة التامة مع الإكثار من شرب الماء والعصائر الطبيعية وكوب من الحليب البارد، حتى يتم التوجه به إلى أقرب مستشفى أو مركز سموم لعمل الإجراءات الطبية اللازمة.