دفتر أحوال

العادات في مواجهة كورونا ..سيدات يقدمن واجب العزاء رغم التحذيرات “معايشة”

معايشة : منى أحمد

يمثل واجب العزاء الجانب والشق الأكبر في حياة السيدات الاجتماعية، خاصة في محافظات الصعيد، لاسيما محافظة قنا ومراكزها وقراها، لاعتبارها من أهم العادات والتقاليد المتوارثة من الآباء والأجداد.

ورغم ما تشهده هذه الأيام من تفشي وانتشار لفيروس كورونا وتحذيرات الدولة من التجمعات، إلا أنه ما زالت تلك العادة تسيطر على سيدات الصعيد رغم ما تسببه من سرعة نقل العدوى ، ووفق تقارير تسببت في إصابات كثيرة أدت إلى الوفاة.

بعد انتهاء الموجة الأولي والثانية من جائحة كورونا، طرأت علي تلك العادة بعض التغيرات وهو ما رصدته محررة ” الشارع القنائي ” بعد معايشتها لواجب عزاء للسيدات باحدي القري .

البداية

في تمام الساعة التاسعة صباح، حيث كان الهدوء يعم القرية وإذ ميكرفون المسجد يعلن عن وفاة أحد السيدات في محددا موعد تشييع الجنازة، استعدت السيدات وارتدين العباءات والطرحة السوداء، تواصل بعضهن ببعض سواء بالتليوفونات أو بالمرسال، تجمعن وذهبن إلى منزل المرحومة.

المشهد الخارجي

تلاحظ شد وجذب بين ذوي المتوفية ومقدمي واجب العزاء من السيدات لمنع عادة ” الصراخ” وهي عادة أصيلة يعتبرونها
رحمة ومجاملة لأهل الميت، وعلى الناحية الثانية منغمثون الأقارب بتكفين وتجهيز الجثة استعدادا لتيشعها إلى مثواها الأخير.

الإجراءات الاحترازية

السؤال الرائد بين السيدات القادمات للعزاء كون المتوفية بسبب كورونا أو غيرها، لاتخاذ الحذر ، كما لاحظت الجانب الأهم وهو ارتداء السيدات من الشباب ارتداء الكمامة بل اقتناء بعضهم لعبوات كحول للتطهير، في ذات الوقت أصر كبار السن منهن عدم ارتداء الكمامة.

تشييع الجنازة

جاءت اللحظة الحاسمة والاخيرة في فراق المتوفية، تشييع الجثمان، تجمعن مع قليل من” الصراخ والصويت” ، حمل المشيعون الرجال الكرب أو النعش حاملين الجثة وسط تكبيرات ودعوات بالرحمة، قاكعين مساحة ليست ببعيدة ودفن الجثة، وكان المشهد الأخير قراءة الفاتحة.

عادات لم تتغير

حضور الجنائز من أكثر العادات التي لم تتأثر بالزمن أو كورونا وهي علامة تدل قوة العلاقات الاجتماعية ، وتظهر معالمها في اليوم الأولى حتي الثالث من العزاء في منزل المتوفي، رغم قصر العزاء علي المقابر، وهو قيام السيدات من الأهل والجيران بإحضار وجبات الإفطار والغذاء والعشاء لأهل المتوفي مواساة له، وقيامهم بإستقبال ضيوف العزاء واطعامهم ، مراعاة لمشاعر أهل المتوفي.

وخلال لقائنا مع بعض السيدات في واجب العزاء، تقول أسماء محمود، ربة منزل،25عاما، إن عادة العزاء منتشرة بصورة كبيرة في محافظة قنا بمختلف مراكزها وقراها، ولكننا كشباب مطلعين بما يجري من تطورات في جائحة كورونا نقوم ارتداء الكمامة واستخدام الكحول للتطهير، أما السيدات من كبار السن فلا يمكن اقناعهم بارتداء الكمامة لعدم اقتناعهم بخطورتها.

فيما تؤكد بخيتة حسن، 70عاما، إلى أن واجب العزاء لا يمكن التخلي عنه “اللي مكتبوله الموت حيشوفه” على حد قولها، لافتة إلى أن واجب العزاء إكرام للميت وأهله ومؤازرة لهم في حزنهم، وأنه لا يمكن تجاهله حتى مع كورونا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق