دفتر أحوال

أبو حزام ليست الأولى.. مذابح الخصومات الثأرية تحصد الأرواح في “الحجيرات والسمطا وكوم هتيم”

تقرير : منى أحمد

خصومات ثأرية كثيرة ما زالت تحصد الأرواح في محافظة قنا، وصل بعضها إلى مستوى المجازر، أخرها مذبحة أبو حزام، بين عائلتي “السعدية والعوامر” التي اسقطت 11 قتيل و7 مصابين مرة واحدة الأربعاء الماضي، ومجزرة سرادق العزاء في الحجيرات، وحادث البشعة على الطريق الصحراوي، وكوم هتيم، ومذبحة السمطا، ورغم الجهود الأمنية ولجنة المصالحات التي تمكنت من إنهاء مئات الخصومات بجلسات عرفية، فضلا عن جمع آلاف القطع من الأسلحة النارية، إلا أن ما زال الجهل والتعصب وعدم الاحتكام إلى القانون يسيطر على العائلات والقبائل واللجوء إلى الدم كوسيلة للانتقام حتى تتساوى قتلاهم وهذا لا يحدث بل يزيد الصراع ويلفهم الأرواح والأموال وخراب الديار .

يرصد “الشارع القنائي” أهم الأحداث الدموية بين العائلات والقبائل في قرى قنا خلال السنوات الماضية، والتي قتل عشرات الأشخاص.

مذبحة أبو حزام

عائلتي “السعدية والعوامر” صراع من مسلسل الدم استمر لعدة سنوات بعد أن نشبت بينهما خلافات ثأرية، والتي نجحت الأجهزة ولجنة المصالحات في القضاء عليها وإتمام الصلح بينمها، لكن تجددت الخلافات الثأرية مرة أخرى منذ سنوات بعد قتل أحد عائلة العوامر بقتل شاب من عائلة السعدية، وتوقفت الاشتباكات مرة أخرى بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الوضع، وظل الهدوء لسنوات إلى أن وقعت خلال الساعات الماضية مجزرة بشعة بين العائلتين راح ضحيتها 10 قتله و7 مصابين بينهم طفلين.

بدأت مذبحة أبوحزام بإتصال هاتفي من قبل سيف السيد عبدالحميد، من عائلة العوامر إلى سامح عبدالشكور من عائلة السعدية، للعب القمار بمقابل مادي داخل منزل الطرف الأول، حيث تجمعهما صداقة ومعتادين على الجلوس والسمر سويًا، وأثناء اللعب حدثت بينهما خلافات مالية نتج عنها مقتل ابن عائلة السعدية، ووضع المتهم الجثة أمام منزله واتصل على نجل المجني عليه لاستلام جثته.

مسرح وأدوات ارتكاب المذبحة

اتجه نجل المجني عليه مسرعًا وبيده سلاح آلي ومعه آخرين من عائلته، ونار الغضب والثأر تزداد في قلبه، وعندما وصل إلى مكان الواقعة بادر المتهم بضرب الأعيرة النارية عليهم، وذلك بعد رؤيته ممسكًا سلاح، فتراجع نجل المجني عليه للوراء ، وفي هذه اللحظة كان ميكروباص قادم من نجع حمادي في طريقه فرأت عينيه السائق وكان من عائلة قاتل والده، فاستغل الفرصة للأخذ بالثأر وفتح وابل الأعيرة النارية على جميع ركاب الميكروباص، ظنًا منه أنهم من عائلة العوامر.

11قتيل

“مذبحة” أقل ما توصف به الجريمة البشعة التي راح ضحيتها 17 قتيلًا ومصابًا بقرية أبوحزام، منتميين إلى 3عائلات ارتكبها متهمون يغلب عليهم الجهل والتخلف والفوضى التفكير

مذبحة سرادق عزاء الحجيرات

شهدت قرية الحجيرات بقنا متنذ سنوات معركة بالأسلحة النارية، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص بينهم سيدة وإصابة 5 آخرين، حيث فوجئ أهالي القرية أثناء تأديتهم واجب العزاء داخل سرادق بمجهولون يطلقون الرصاص عليهم، واستمر إطلاق النار لأكثر من ساعتين؛ حيث اضطرت أجهزة الأمن لقطع التيار الكهربائي عن القرية حتى تتمكن سيارات الإسعاف من نقل المصابين إلى المستشفى.

وأفادت المعلومات الأولية أن حادث ثار قديم وراء الواقعة، وأن الخلاف بين عائلتي “العمارنة” و”عبد المطلب”، وأن الحادث وقع في سرادق عزاء أحد المنتمين لعائلة العمارنة بنجع معلي بالحجيرات.

مذبحة البشعة

احتكموا عائلتين في قرية الحجيرات إلى “البشعة”، عندما تبرأت عائلة “سقاو”من قتل أحد شباب عائلة “جلال” ، لكن الأولى نفت نفي قاطع وذلك فحكمت عليهم العائلة الأخرى بإجراء اختبار “البشعة” “مسح اللسان بحد سكين النار” للتأكد من البراءة ووافقت عائلة سقاو.
النية بيتت واصطحب شخص من عائلة جلال يدعى سعيد جلال والد القتيل، 5أشخاص من عائلة “سقاو” مستقلين ميكروباص إلى محافظة الإسماعيلية، للقيام باختبار “البشعة” للتأكد من براءتهم من قتل ابنه.

وأثناء سيرهم على الطريق الصحراوي قنا – سفاجا، استوقف سعيد جلال السيارة بحجة أنه تعب من الطريق، ليفاجئ المجني عليهم بأقاربه يفتحون عليهم نيران بنادقهم الآلية حتى قتلوهم جميعا ما عدا واحدا فقط نجا بعد إسعافه إلى مستشفى قنا العام.

مذبحة كوم هتيم

كر وفر في كل مكان، لا صوت يعلو فوق صوت إطلاق النيران بشكل مستمر، شوارع أصبحت ممتلئة بالدماء، قتلى ومصابين فهنا الأم فقدت زوجها، والأخ فقد شقيقه، هنا الأسرة فقدت عائلها الوحيد، نساء ترمّلت وأطفال أصبحوا أيتامًا، بعدما قتل في ليلة واحدة 6 اشخاص ليرفع ضحايا الطرفين إلى 17 قتيل قبل الصلح.

مذبحة بالسمطا أول أيام العيد

قرية “السمطا” التابعة لمركز دشنا، بقنا، شهدت منذ 8سنوات مذبحة جديدة في أول أيام عيد الفطر المبارك . قتل أب وثلاثة من أبنائه رميا بالرصاص في خلافات ثأرية بين عائلتين بسبب خلاف على ملكية أرض زراعية بينهما.

مطالب بنزع الأسلحة النارية لوأد الخصومات

طالب أشرف حسيني، أحد الأهالي، الأجهزة الأمنية بتكثيف الحملات الأمنية لنزع السلاح خاصة في قري الدم والنار، وضبط مرتكبي تلك المجازر لما سببوه من سفك للدماء وترويع الأمنين، وأكد “منتصر محمد”، أن قري “الدم والنار” تفتقد كافة الخدمات التي يحتاجها المواطن البسيط، حيث يسود الخوف والرعب وانتشار السلاح، مطالبا تطهير القري من السلاح والخارجين عن القانون وعودة الأمن والاستقرار للبدء في تنمية القري ومدها بالخدمات .

الدراما الصعيدية في مرمى الاتهام

يقول صفوت صلاح، أحد الأهالي ان الصعيد بحاجة الي دراما تمثله وليست دراما تزرع الكره والعنف طما شاهدناه في مسلسلات رمضان من قتل وسفك وهو ما تحقق علي أرض الواقع دون لأخذ في الاعتبار أن الثأر لا يؤخذ من أطفال ونساء ولكن حتي هذه القيمة فقدناها.

ويوضح إسماعيل سلاوي، محامي ، أن الثأر غريزة طبيعية إنسانية اعترف بها كل الأديان ولكن، حددت الشرائع السماوية الطريقة والكيفية التي يستطيع بها الإنسان أن يطفئ نار هذه “الغريزة “ولكم في القصاص حياة” والاحتكام إلى القانون.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق