بروفايل

“كشري دولت ” 50 عامًا في قوص.. “الخبرة تفرق والسر في البركة”

كتبت: منى أحمد

ما أن تطأ قدماك شارع البطحة بمدينة قوص في محافظة قنا، إلا ويلفت انتباهك زحام شديد حول أوانٍ كبيرة، متراصة أمام مدخل منزل بسيط تفوح منه رائحة شهية، تدفعك للاصطفاف في طابور طويل، لتناول طبق كشري شهي، تنتشر فوقه حبات الحمص مع دقة الثوم والخل والشطة، في أقدم مطعم للكشري بقوص.

فبضحكة وابتسامة رضا، تستقبل بائعة الكشري الزبائن على مدار سنوات طويلة ماضية، حيث تعلمت سر المهنة التي ورثتها عن والدها وأكملت مسيرتها مع زوجها طوال رحلتهما معا في الحياةـ حتى تركها منذ 15عاما مع 6 أبناء أصغرهم عام لتواجه الحياة بجدعنة وأصالة الست الصعيدية.

50عاما في طهي الكشري

دولت أبو الدهب، 65 عاما، صاحبة أقدم مطعم كشري بقوص، تروي مشوارها في طهي الكشري، والتي بدأت منذ 50 عاما مع زوجها، ما أكسبتها خبرة وشهرة واسعة بين أهالي المدينة وزائريها من القري المجاورة، التي تعشق الكشري كواحد من أكلاتهم الشعبية الأصيلة.

تشير دولت كشري – كما يلقبها الجميع-، إلى أن في بداية حياتها الزوجية كان زوجها يعمل بائع “دندرمة” متجول ونظرا لظروف المعيشة، وضعف المكسب قررا العمل في طهي الكشري وبيعه، حيث كان وقتها طبق الكشري ” بـ5 صاغ وبريزة ثم ربع جنيه “.

مساعدة على المعيشة

وصفت السيدة الستينية، دورها مع زوجها الذي تركها منذ 16عاما مع 6 أطفال أصغرهم عام واحد ونصف، معظمهم في المراحل التعليمية المختلفة لتقوم بدور الأب والأم معا من العمل في طهي الكشري وبيعه مع نجلها الأكبر أمام المنزل ورعاية الأبناء والقيام بالأعمال المنزلية.

سر المهنة

وعن خطوات طهي الكشري، توضح دولت أنها تقوم بسلق المكرونة وتحمير الأرز والشعرية وسلق الحمص، وتقطيع البصل، على يديها وتحميره وتجهيز الصلصة والدقة، أما سر الطعم فهو “رزق من الله” وهو حب المهنة والإخلاص لها، ما يخرج طبق كشري من يأكله يعود مرة ثانية له، وهو ما سبب شهرة واسعة في المدينة.

وصية الزوج

تقول دولت، إنها وابنها الأكبر الذي يعمل الآن معها في طهي الكشري، نعمل على تنفيذ وصية زوجي، التي تركها لنا وشدد علينا بتنفيذها وهي عدم المغالاة في الأسعار والبيع لأي زبون بأي سعر يطلبه، “لو مش معاه فلوس وطلب أديله”، تلك هي وصية الزوج، لافتة أن أسعار طبق الكشري تتراوح ما بين 2 و5 جنيهات حتى نسهل على الكل الشراء “وحتى اللي مش معاه بياكل”.

مواعيد العمل

وتتابع المكافحة، انهم يقومون بتجهيز وجبة الإفطار من الساعة الـ 8 صباحا حتى نفاذ الكمية، ثم نعد الوجبة الثانية التي تبدأ بعد عصر كل يوم حتى المغرب، مؤكدة أن عملها في طهي الكشري، هو من ساعدها في تربية أبنائها وتزويج بناتها مع مساعدة الأهل والأقارب وتحمل أبنها الأكبر الحمل الثقيل معها.

وتتمنى “دولت كشري”، توفير سكن لها ولأبنائها حيث أنها تسكن في منزل إيجار وتعمل أمامه، كما تتمني زيارة بيت الله الحرام بعد ان قضت عمرها في إتمام رسالتها في الحياة بالعيش والكسب الحلال.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق