كتبت : سمر سليمان
سيدة مكافحة، ربة منزل لآسرة بسيطة، لا دخل لهم إلا راتب زوجها المتواضع، والذي لا يكفي حاجتهم ومصاريفهم اليومية إلا لأيام قليلة، لتضرها الظروف إلى البحث عن مصدر رزق، لتقف بجوار زوجها المكافح، وتساعده في توفير احتياجاتهم الأخرى، ليجذبها حبها منذ الصغر، نحو امتهان حرفة الخياطة، التي عشقتها منذ أن كانت طفلة.
هنا في أحد الشوارع الجانبية بجزيرة الحمودي بمركز الوقف بقنا، تسكن تحية عبد الرحيم، البالغة من العمر 43 عامًَا، وتجلس على كرسي خشبي داخل غرفة صغيرة، بجمعية أهلية، لتعمل في مهنة الخياطة، لتدر عليها ربحًا قليلًا تتقبله بقولها “الحمد لله”.
عينان منهمكتان لساعات طويلة، وعقل يتدبر ويفكر فيما سيحدث، كل هذا وهي تحاول أن تجعل قطعة القماش إلى فستان نسائي، يجلب لها الرزق الحلال، حتى تستطيع المساعدة في الإنفاق على أبنائها.
تروي السيدة الأربعينية، قصتها مع ماكينة الخياطة، قائلة: كنت أهوى الخياطة منذ أن كان عمري 11 عامًا، حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، وأنا أود الجلوس على ماكينة وأقوم بالتعلم من أجل صنع الفساتين السواريه وكافة أنواع الملابس النسائية الأخرى، حتى تعلمت في مشغل بقرية “هو” التابعة لمركز نجع حمادي، إلى أن أتقنت الصنعة باحترافية.
تزوجت وجئت مع زوجي إلى جزيرة الحمودي بمركز الوقف، ولكن لم أنسى هوايتي، وقمت بالعمل في أحدي الجمعيات الأهلية، التي تقوم بمساعدة السيدات على تعليم المهن حتى يكون لديها مشروع خاص بها.
قررت “تحية”، أن تبدأ بالعمل في مجال الخياطة حتى تتمكن من مساعدة زوجها في الإنفاق على أبنائهم وتفتح مجال رزق لهما، مشيرة إلى أنها تبدأ عملها بعد الانتهاء من واجباتها في المنزل، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، وتحاول التعامل مع السيدات والفتيات، اللائي يأتينها كل يوم، من أجل خياطة الملابس النسائية حسب رغبتهم، وحسب الموضة.
وتشير، إلى أنه على الرغم من ظهور أنواع وأحدث موضة مواكبة العصر، إلا أن الفتيات يرغبن في شراء القماش وتفصيل القصات والفساتين المناسبة لهم وعلى حسب رغبتهن.
وتضيف، أنها قررت العمل في الخياطة من أجل مساعدة زوجها في الإنفاق على الأسرة، خاصة وأن هناك الكثير من المواطنين يشجعونها على ما تفعله من أجل أسرتها وأن الكثير عرفها من أعمالها وهو ما يسعد قلبها.
وتوضح، أن سمعتها الطيبة في الجزيرة ووسط الأهالي، جعلتها عنوان لكل سيدة تريد أن تصنع فستانًا نسائيًا، على أي طريقة تريدها، قائلة “الحمد لله” الرزق القليل الحلال يساعدني في الإنفاق على أسرتي.
وتحلم، بأن يكون هناك مشغل خاص يقوم بتعليم الفتيات والسيدات الراغبات في تعلم مهنة الخياطة، حتى يقوموا بمساعدة أنفسهن وعائلاتهن على الظروف المعيشية الصعبة وتوفير حياة كريمة لهم.
