الحاجة “فوزية” ابنة “حجازة” تقهر الأمية من برامج “الراديو”..”مكاتباتها في الإذاعة المصرية”
كتبت: منى أحمد
حفرت طريقها إلى النجاح بعيون يملأها الإصرار والعزيمة، تخطت كل الصعوبات معتمدة على نفسها وعلى أسلوب “علم نفسك بنفسك” في مجتمع كان يرفض في السابق تعليم المرأة، ولكن الحاجة “فوزية” ابنة قوص سطرت قصة كفاح في سجلات الصعيد، قهرت الأمية وأمية الفكر والقلب بالاعتماد على نفسها.
التقى “الشارع القنائي” مع الحاجة فوزية أحمد الصغير، صاحبة الـ 68عاما، لتحكي قصتها في قهر الأمية وكتابتها الشعر والخواطر والتي ترجع الي أكثر من نصف قرن مضي، داخل منزلها بقرية حجازة قبلي بمركز قوص في محافظة قنا .
تقول “فوزية” إن بعد لادتها رفض والدها استخراج شهادة ميلاد؛ لعدم اعترافه بخلفة البنات، حيث لم يستخرج لها الشهادة إلا بعد مرور عشر سنوات بعد ولادة شقيقها.
بداية الرحلة بيع ماعز وشراء راديو
وتابعت : بحكم العادات والتقاليد التي لا تعترف بتعليم الفتاة في الزمن السابق رفض والدي الحاقي بالتعليم مثل إخوتي، فضاق صدري وشعرت بالقهر الا إنني توسلت لوالدي شراء راديو فلبى طلبي وقام ببيع ” ماعز” يمتلكها ب3جنيهات وبثمنها اشتري لي ” الراديو” ومن هنا بدأت رحلتي مع التعليم وقهر الامية .
طبلية ولمبة جاز
توضح السيدة السبعينية انها طالبت والدها بشراء كراسة وقلم ، وكان لي ذلك، وبدأت رحلتي مع برنامج يقدمه الاذاعيان “عبد البديع قمحاوي وعايدة شكري” وهو برنامج ” يا أهل بلدي” حيث لازالت تتذكر جيدا أغنيته وهي” ياللي اتحرمتو من التعليم الفرصة لسه قدامكم” ، وبالفعل بورقة وقلم علي طبلية تضيئها لمبة جاز، تعلمت القراءة والكتابة، وبعد فترة وجيزة ايقنتها، بل اني كنت دائمة ارسال حلول التمارين والاختبارات لمبنى الإذاعة دون اسم لأنه في ذلك الوقت كان ” عيب” ذكر اسم الفتاة وإرساله، مؤكدة أنها كانت دائمة التواصل مع برامج الإذاعة واشهرهم صفية المهندس وابلة فضيلة وأمال فهمي وبرنامج “ركن الريف” .
عاشقة القراءة والكتابة
تؤكد الحاجة “فوزبة” علي عشقها للقراءة والكتابة خاصة قصص بعض الأدباء مثل “انيس منصور” ومجلة روز اليوسف، لافتة أن في طفولتها كانت تذهب لشراء السكر والشاي في قراطيس من الورق وكنت اصر علي لفها في ورق جرائد حتي اقرائها في المنزل، وكانت تغمرني الفرحة لو تم تعبئتها في ورق مجلات ملون مثل مجلة روز اليوسف”.
تعليم ابنتها
وعن كفاحها مع أبنائها حتي تصل بهم الي بر الأمان، تقول السيدة المكافحة أن بعد زواجها لم يتغيرالحال كثيرا فهو ذات التفكير العقيم والعادات، موروث عدم تعليم الفتاة يؤمن به زوجي، حيث كان مصر على عدم تعليم ابنته بعد الشهادة الإعدادية ، إلا أنني واجهته واقتنع بكلامي باستكمال تعليمها ليكون سلاحها لمواجهة الصعاب، وحصلت علي الشهادة الثانوية بعد دراستها في الثلاث فصول منزلي، لتلتحق بعدها بكلية الآداب قسم تاريخ وجغرافيا في العام الاول انتساب، لتثبت بعد ذلك هي الأخرى نجاحها وتلتحق انتظام ، بعد حصولها علي تقدير عام جيد جدا وبعد سنوات تم تعينها كمعلمة في التربية والتعليم .
كتابات وأشعار عن الواقع
وتشير الحاجة” فوزية” إلى إرسالها كتابتها واشعارها وخواطرها النثرية والتي تتحدث عن حقوق الطفل والمرأة وفلسطين إلي قصر الثقافة بقوص، كما أنها تحرص في كتابتها أن تكون على إثارة مشكلات تهم المجتمع خاصة في القري والريف .