أشهر زبائنه” عبد الباسط عبد الصمد والحلفاوي”.. قصة أقدم محل بقنا 70 عامًا في “صناعة الطرابيش”
كتب: عبد الرحمن الصافي
تضم منطقة السوق بمدينة قنا، محلات عريقة، قد يبلغ عمر بعضها ما يزيد عن قرن من الزمان، ولعدد كبير من تلك المحلات أنشطة تجارية مميزة، وحرف بسيطة تكاد تكون انقرضت، وهي في جملتها، تلك المحلات، تحفة وتراث.
هنا، بمنطقة السوق بمدينة يقع، يقع أقدم محل لصناعة الطرابيش، والذي يقول عنه أشرف حسني، صاحب الـ 50 عاما، صاحب المحل، أن عمره يصل إلى 70 عاما، وهو من أعرق وأقدم المحلات في تلك الصناعة.
المحل الذي عمره يصل إلى 70 عاما، كان يمتلكه جد العم أشرف حسني، الذي أورثه للأب ومنه إلى الابن، تمام كما أورثهما فن صناعة الطرابيش، وتميزوا بها عن غيرهم.
يوضح العم أشرف، طريقة صناعة الطرابيش، بأنه بعد إحضار الخوص من الوجه البحري، وتشكيله ليأخذ شكل الطربوش، يغلفه بقطع من قماش الستان، والقماش المخصص لصناعة الطربوش، وغالبا من الصوف، ويبطنه من الداخل، يضعه على قالب نحاسي، بعد تسخينه لتطبيع شكل الطربوش، ويستمر ذلك لساعة كاملة، قبل أن يضعه بين سكينتين، تم تسخينهما، ليحصل على الشكل المضلع في النهاية، وهو الشكل النهائي للطربوش، لافتا إلى أن الخطوة الأخيرة هي تركيب “الزرة السوداء”.
ويبيع العم أشرف تلك الطرابيش، بعد تصنيعها لرجال الأزهر، كما يوفر لمديرية الأوقاف، الأعداد التي يحتاجونها من تلك الطرابيش لتسليمها ضمن الزي الرسمي لخطباء وأئمة الأزهر.
ويذكر صاحب أقدم محل طرابيش بقنا، أنه من أشهر الزبائن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والذي كان يحضر إلى المحل كلما جاء لإقامة ليال قرآنية بقنا، وكذلك كان الشيخ محمود سلمان الحلفاوي، حتى وقت قريب من الزبائن المترددين على المكان.
يقول حسن صبري، أحد الأهالي، “طلعنا لقينا المحل دا بيصنع الطرابيش”، مشيرا إلى أنه كان هناك فترة في القرن الماضي، كان فيها ارتداء الطربوش بكثرة، وكان لها محلات تقوم بصناعتها بخلاف الآن يتم شرائها جاهزة، لافتا إلى أنه لكل جيل طابعه المميز في الزيّ أو غيره.
بسطاوي مهدي، أحد الأهالي، يشير إلى أنه من 30 عاما وهو يتردد على المحل، مؤكدا قِدمه وأصالته، لافتا إلى أن الطرابيش كان يتم في السابق تسليمها للطلاب والمشايخ بالأزهر، حتى بالشاشة الأبيض الملفوف عليها، متمنيا عودة تلك الصناعة التي وصفها بالتراث.