شكاوي وبلاغاتقنا العاصمةمشكلات

مصالح حكومية متهالكة في قنا أغلبها بـ”الإيجار”.. وموظفون: لا تصلح وتحتاج للتأهيل والتطوير

كتب: أحمد القواسمي، عبدالرحمن الصافي، منى أحمد، سمر سليمان، سمر قاسم

تقع معظم المصالح الحكومية في شقق مؤجرة داخل عقارات سكنية تعج بالمكاتب المتراصة بجانب بعضها، يجلس عليها موظفون لأكثر من 8 ساعات عمل، تفتقد لوسائل التهوية، وتعتبر بيئة غير لائقة وغير آدمية لموظفيها والمواطنين المترددين عليها، مما جعل الموظفون غير قادرين على تقديم خدمة جيدة للمواطنين، هكذا يكون حال عدد كبير من المصالح الحكومية المنتشرة بمراكز محافظة قنا.

لهذا تتجه الدولة المصرية في الآونة الأخيرة نحو التحول الرقمي، وإنشاء مجمعات للخدمات الحكومية تضم بداخلها عددا من المصالح الحكومية؛ تسهيلا على المواطنين، وقضاء مصالحهم الخدمية والحكومية في سهولة ويسر، وتوفير سبل الراحة لهم، ورفع عبء كبير من على كاهل المواطنين الذين يواجهون المشاق لتأدية خدمة ما في المصالح الحكومية.

مكتب تموين أبوتشت لا يصلح

في وحدة سكنية “شقة” في الطابق الأرضي بإحدى العمارات السكنية بمدينة أبوتشت، تقع إدارة تموين أبوتشت، يقصدها مئات المواطنون بشكل يومي، والذين يعانون من ضيق المكان والتكدس أمام الشقة، حيث تدخل الشقة لتجد المكاتب متراصة بجوار بعضها في حجرات صغيرة تفتقد وسائل التهوية الجيدة.

أحد موظفي إدارة تموين أبوتشت، فضل عدم ذكر اسمه، يقول لـ”الشارع القنائي”، نعمل في بيئة عمل لا تليق، وتفتقد أدنى وسائل الآمان والتهوية، فالمكتب يقع في الطابق الأرضي الذي يقل ارتفاعه عن منسوب الشارع، وتحيط به القمامة ومياه المجاري دائمة الطفح، لافتا إلى أن المكان ضيق ومتهالك، والجدران بها أملاح كثيفة، ولا يصلح لبيئة العمل، مطالبا بأن يكون لهم مكاتب في مبنى محترم يليق بالموظف والمواطن.

أقسام متناثرة ومقرات متفرقة لإدارة أبوتشت التعليمية
مقرات وأقسام متناثرة في أماكن متفرقة بمدينة أبوتشت، بعضها يقع في شقق داخل عقارات سكنية، مما يضطر المواطن للتنقل بين المقرات والأقسام المختلفة لقضاء مصالحه، هكذا يكون الحال في إدارة أبوتشت التعليمية.

أحد موظفي الإدارة، فضل عدم ذكر اسمه، يؤكد أن المكان ضيق، ولا يتسع لجميع أقسام الإدارة، التي تم توزيعها على خمسة مبان ومقرات متفرقة بمدينة أبوتشت، مما جعل المواطن يضطر للتنقل بين الأقسام المختلفة لقضاء مصالحه، مما يكبده عناء ومشقة وأموال أكثر عند التنقل من مقر إلى آخر.

5 مقرات للإدارة.. ومطالب بمقر متكامل

ويتابع الموظف: أن إدارة أبوتشت التعليمية تتوزع أقسامها على 5 مقرات الأول يقع بمبنى مدرسة أبوتشت الإعدادية، حيث تم استغلال جزء من المدرسة، مما تسبب في تكدس الطلاب في الفصول، والثاني يقع في ثلاث وحدات سكنية “شقق” بإحدى العقارات السكنية أمام معهد الشيخ توفيق الأزهري، وهي شقق ضيقة، وغير لائقة، والثالث ملحق بالمدرسة الثانوية العسكرية بأبوتشت، والرابع يقع في وحدتين سكنيتين “شقتين” بإحدى العقارات المجاورة للمطافئ بمدينة أبوتشت، والخامس يوجد في قرية أبوشوشة وهو خاص بقسم المخازن.

ويشير الموظف، إلى أنه نظرا لضيق المكان نجد أيضا أن قسم الحسابات موظفوه موزعون على مقرين، مطالبا بتوفير مكان واحد يضم جميع أقسام الإدارة، وتوفير الامكانيات المتطورة الحديثة من أجهزة كمبيوتر وانترنت، وتطبيق البصمة الإلكترونية؛ لضبط سير العملية التعليمية، وتخفيف العناء والمشقة التي يتكبدها المواطنون أثناء التنقل بين الأقسام المختلفة الموزعة في أماكن متفرقة.

الشهر العقاري بقوص مبنى غير آدمي
وفي جنوب المحافظة، يعد الشهر العقاري بقوص، على رأس المصالح الحكومية غير الآدمية التي يعاني منها المواطن القوصي، أثناء قضاء حوائجه ومصالحه، ليس بسبب الزحام الشديد والتكدس، وهو سمته بكل ركن به، ولكن تهالك مبانيه وحوائطه المتشققة، والدفاتر المتناثرة، ودورة المياه التي عفى عنها الزمن، نتيجة عدم تطوير المبنى منذ عشرات السنين.

يقول محمد خالد، أحد المترددين على الشهر العقاري، إن مبنى الشهر العقاري بقوص غير آدمي فضلا عن الزحام والتكدس نتيجة قلة عدد الموظفين، وهو ما يتسبب في بطء الإجراءات .

ويؤكد كيلاني محمود، أحد المواطنين أن الشهر العقاري لا يلقى أي إهتمام من المسؤولين بالرغم من أنه مورد مالي هام لخزانة وزارة العدل، حيث يعاني المترددون أشد المعاناة من بطء الإجراءات التي تستهلك وقتا ومجهودا أضعاف، فضلا عن دورات المياه غير الآدمية.

لم يتم تطويره منذ 70 عاما
محمود يحي، موظف بالمحكمة، يوضح، أن الشهر العقاري بقوص من أهم موارد وزارة العدل المالية، حيث يتم تحصيل الرسوم الخاصة بتسجيل المحررات الرسمية وإشهارها لصالح خزانة وزارة العدل، ومع ذلك لم يتم تطويره منذ أكثر من 70 عاما، وفقا لآخر إصدار تشريعي للشهر العقاري والتوثيق عام 1948م.

ويضيف، أن الشهر العقاري والتوثيق، يعاني سنوات طويلة من الطوابير الطويلة من المواطنين، الأمر الذي تسبب في التأثير شكلا وموضوعا على أداء المهمة القانونية في تحقيق الأمن القانوني والتعاقدي بين المواطنين في تسجيل وتوثيق كافة أنواع العقود، فضلا عن سوء حالة المقر غير الأدمية، فهو غير مؤهل للعمل وخدمة المواطنين، وأنه بحاجة إلى التطوير والترميم، وزيادة عدد الموظفين.

من جانبه يوضح وسام مهران، مدير مكتب الشهر العقاري بقوص، أنه بدء من شهر يوليو المقبل سيتم تحويل الشهر العقاري إلى أحد العمائر بمدينة قوص؛ لبدء أعمال التجديد والترميم بالمبنى، مؤكدا على نقص عدد الموظفين بالمصلحة، وهو ما يتسبب في التكدس والزحام، وشكاوي المواطنين.

وحدة صحة الأسرة بالمراشدة متهالكة
وتعد وحدة صحة الأسرة بالمراشدة، بمركز الوقف، مبنى غير آدمي، حيث يشتكي أهالي القرية من عدم وجود مساحة كافية لاستراحة المرضى، وظهور الحشائش الضارة بها، وعدم نظافتها.

حيث تقول أم يوسف، ربة منزل، إن وحدة صحة الأسرة بالمراشدة متهالكة، فضلا عن تهالك الحوائط نتيجة الأملاح الناتجة عن مياه المجاري، ورغم أن الوحدة بها مساحة كبيرة إلا أنها غير مستغلة لعمل استراحة للانتظار، أو مقاعد تكفي العدد الذي يتردد يوميا على الوحدة، ودورات المياه.

وتضيف حياة علي، ربة منزل، أنه عند التوجه إلى وحدة صحة الأسرة بالمراشدة يقف المواطنون لساعات طويلة لعدم وجود استراحة كافية، والمبنى غير آدمي، والغرف صغيرة لا تكفي الطبيب ومساعده ولا المريض، حتى غرفة جلسة التطعيمات وغرفة الاستقبال عبارة عن غرف ضيقة، ويتم استخدامها أيضا لتركيب المحلول وتركيب أو تغيير سلك الجراحة.

ويؤكد علي خليفة، عامل، أن المبنى يحتاج إلى إعادة تأهيل وتطوير، بسبب ضيق حجمه، ووجود شروخ كثيرة في الجدران، حتى مفاتيح الكهرباء متآكلة، وقد قاموا بلزقها ببلاستر طبي، فضلا عن وجود الحشائش والنباتات الضارة التي تعيش فيها الحشرات الضارة والخطيرة، مطالبا المسوؤلين بضرورة تصليح وإعادة تأهيل المبنى وتطويره حتى يتمكنوا من تقديم خدمة جيدة للأهالي، خاصة أن قرية المراشدة تعدادها السكاني كثيف.

ومن جانبه يقول شعبان عبد القادر، رئيس الوحدة المحلية لقرية المراشدة، إن وحدة صحة الأسرة بالمراشدة أدرجت ضمن مبادرة “حياة كريمة” في إحداثيات التأمين الصحي الشامل، مؤكدا أنه تمت اليوم الموافقة على قرار تأهيلها، وغدا سيتم البدء في تطويرها.

الإدارة الصحية والسجل التجاري بقنا مبان غير آدمية
كما تمثل فكرة ذهاب الموظفين للإدارة الصحية بقنا عبئا نفسيا عليهم بسبب عدم آدمية المكان، فالمكان ملئ بالقمامة والأوراق، والخردة متناثرة في الطرقات، والمبنى غير صالح آدميا للموظفين للعمل فيها.

“سقف المكتب شوية وهيقع علينا دا غير أن دورة المياه غير آدمية للغاية”، هكذا يصف أحد العاملين – رفض ذكر اسمه -، حالة مبنى الإدارة الصحية، مضيفًا أن المبنى من بداية العمل به، وهو على ذلك المنظر، ورغم أنها مؤسسة صحية لابد من الاهتمام بها ونظافتها، وتهيئة المكان ليقوم المواطن بعمله في أفضل حال، ولكن ما يحدث داخل مبنى الإدارة الصحية عكس ذلك تماما، فالمكان لا يصلح للتواجد فيه، والمبنى آيل للسقوط في أي وقت.

ومن جانبه يقول نائب مدير الإدارة الصحية، “المبنى تابع للأوقاف، وإحنا أخدناه منهم، والأفضل انتظار المدير للرد، وأثناء تواجدي بالمقر حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا لم يحضر المدير إلى مقر الإدارة الصحية، بحجة أنه في مأمورية، ولكن حسب أقوال الموظفين أن المدير يأتي كل يوم الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا.

وفي قنا أيضًا، مكتب السجل التجاري بمدينة قنا فهو مبنى قديم للغاية، وغير آدمي، مضى على إنشائه أكثر من 30 عاما، حيث يقول مدير المكتب إننا أفضل من غيرنا من المصالح الحكومية، وأننا ممنوعين نعطي أي تصريحات لأي من الصحفيين.

مقر إدارة شباب نجع حمادي ضيق لا يناسب الموظفين
يعاني العاملون بإدارة الشباب والرياضة بمركز نجع حمادي، من المقرر الحالي للإدارة، لعدة أسباب أهمها ضيق المكان.

حيث يقول محمد عبد الفتاح، مدير إدارة الشباب والرياضة بمركز نجع حمادي، إن المقر الحالي للإدارة يمثل معاناة كبيرة للموظفين بالمقر، وكذلك بالنسبة للمترددين عليها، بسبب ضيق المكان.

ويوضح عبد الفتاح، أن المقر الحالي لإدارة الشباب والرياضة بنجع حمادي، يقع بالقرب من مقر الإدارة التعليمية القديم، وبالقرب من المجمع الطبي المخصص حاليا لتلقي لقاح فيروس كورونا، وهو عبارة عن شقة مخصصة للإدارة للقيام بأعمالها.

ويتابع مدير إدارة الشباب والرياضة بنجع حمادي، إن المقر لا يناسب الموظفين بسبب ضيق المكان، فضلا عن أن بائعي السمك يفترشون المكان المحيط بالعمارة الواقع بها مقر الإدارة، مما يجعل البيئة المحيطة غير مناسبة للقيام بالأعمال المطلوبة.

45 موظفا في شقة بإدارة شباب نجع حمادي
ويضيف، أن إدارة الشباب والرياضة بنجع حمادي يعمل بها حوالي 400 موظف، موزعين على مراكز الشباب المختلفة، وهناك 45 موظفا عملهم بمقر الإدارة، مشيرا إلى أن الإدارة حاليا تعمل بنصف طاقتها؛ تطبيقا للإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، ورغم ذلك هناك معاناة في التحرك داخل مقر الإدارة بسبب ضيق المكان، متسائلا: كيف لشقة سكنية بسيطة أن تستوعب حوالي 20 موظفا على الأقل، إضافة إلى المترددين على المكان لإنهاء بعض الأوراق من مراكز الشباب المختلفة.

ويناشد مدير إدارة الشباب، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، بالعمل على توفير مكان بديل لمقر إدارة شباب نجع حمادي، بدلا من مقرها الحالي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق