بالصور| أقيمت فيه الصلاة بمرسوم الملك فاروق..حكاية مسجد الست “حميدة” في نجع حمادي

كتب: أحمد القواسمي

يعد مسجد الست حميدة أحد أبرز معالم مدينة نجع حمادي، إذ يبلغ عمره 87 عاما، والست حميدة كانت تعرف ب “سيدة الخير والبر الأولى” بنجع حمادي، حيث كانت تمتلك مئات الأفدنة بنجع حمادي وقراها، وقامت بإنشاء وتجديد العديد من المساجد، وأنفقت الكثير من مالها على أعمال الخير والبر.

المنشئ وتاريخ الإنشاء

يقول الدكتور محمود عبدالوهاب مدني، مدير عام الشئون الأثرية بمناطق آثار مصر العليا، إن الست حميدة أنشأت جامعها بمدينة نجع حمادى عام 1355هـ / 1936م، وصدر بذلك فرمان من الملك فؤاد عام 1936م نصه ” بسم الله الرحمن الرحيم قامت السيدة حميدة هانم مصطفى حسن ببناء هذا المسجد على ملكها ونفقتها الخاصة، وقد ابتدئ فى إقامته في اليوم السادس والعشرين من شهر محرم سنة ألف وثلثماية وخمس وخمسين من هجرة خاتم المرسلين، وانتهى العمل منه، وصار صالحا لإقامة جميع الشعائر الدينية في أول ذي الحجة سنة ألف وثلثماية وخمس وخمسين هجرية بعد أن تفضل صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم فاروق الأول ملك مصر حفظه الله بإصدار مرسوم بالإذن بذلك “حرر بتاريخ 10 من شهر محرم سنة 1357هـ يوافق 13 مارس 1938م .

مرسوم من الملك فاروق

وأضاف “مدني”، أن الملك فاروق أصدر مرسوما يأذن فيه بالصلاة وإقامة الشعائر في هذا المسجد نصه ” بسم الله الرحمن الرحيم من فاروق ملك مصر بعناية الله تعالى إلى السيدة حميدة هانم مصطفى حسن، رفع إلينا أنك وفقتي لإنشاء مسجد لله تعالى بنجع حمادي بمدرية قنا، وقد أصبح مهيئا لقراءة الخطبة، وإقامة صلاة الجمعة، والعيدين وسائر الشعائر الدينية، وإنك تلتمسين الإذن بذلك، فأصدرنا مرسومنا هذا بالإذن المطلوب شاملا لكل من يتولى الإقامة والخطابة بهذا المسجد، وفقنا الله جميعا لمرضاته، تحريرا بسراي عابدين الملكية بالقاهرة في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة ألف وثلثماية وخمس وخمسين من هجرة خاتم المرسلين، مجلس الوصاية، بأمر مجلس الوصاية الموقر، رئيس ديوان جلالة الملك بالنيابة.

تجديد جامع الوزيري ببهجورة

ويتابع: إن السيدة حميدة مصطفى حسن هى من أصل تركي كانت تمتلك مئات الأفدنة بنجع حمادي وقراها، وقد قامت بإنشاء وتجديد العديد من المساجد، وأنفقت الكثير من مالها   على أعمال الخير والبر والصدقة، ومن بين منشأتها الخيرية جامعها بنجع حمادي وتجديد جامع الوزيري ببهجورة.

مكونات المسجد

يتكون المسجد من مساحة مستطيلة الشكل للصلاة، وحجرة للإمام، ومئذنة رشيقة، ومحراب، ومنبر خشبي، ومقصورة تتقدمها الميضأة، ودورات مياه، وللمسجد مدخلان، الأول: يقع في الجدار الشرقي للمسجد وهو المدخل الرئيسي وهو مدخل مستطيل الشكل يغلق عليه باب خشبي من مصراعين يكتنفه عمودان مستديران، تعلوه لوحة كتابية نصها ” أن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً .. أنشأت هذا المسجد الست حميدة هانم مصطفى سنة 1355، تعلوها نافذة مستطيلة يتوجها عقد منكسر ويغشيها سياج من الخشب الخرط، ويتوج المدخل من أعلى عقد ثلاثي تتدلى منه حطات من المقرنصات، ويحيط بالمدخل إطار من الجفت اللاعب أو الميمي والمضفور، والمدخل الثاني: يقع في الجدار الشمالي المقابل لجدار القبلة على محور المحراب.

التخطيط العام للمسجد

المسجد من الداخل عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تتمون من ثلاث بلاطات بواسطة بائكتين من الأعمدة ذات بدن أسطواني الشكل يرتكز على قاعدة مستطيلة، ويعلوه تاج مضلع تعلوه ثلاثة صفوف من المقرنصات، ويغطي المسجد سقف مسطح، فيما عدا المنطقة المربعة الوسطى التي تقع في منتصف المسجد تغطيها قبة وهي عبارة عن دروة علوية فتحت بها اثنتا عشر نافذة يغلق على كل منها شباك ذو ضلفتين من الزجاج الملون البديع الشكل، تعلوها منطقة الانتقال حيث تم تحويل المنطقة المربعة إلى مثمن بواسطة مثلثات ركنية، تعلوها القبة وهي ملساء من الداخل خالية من الزخارف،

المحراب

يقع المحراب في منتصف الجدار الجنوبي للمسجد “جدار القبلة”، هو عبارة عن تجويف نصف دائري يكتنفه عمودان يحملان طاقية نصف مستديرة، ويحيط بالمحراب إطار من  زخارف الجفت اللاعب أو الميمي، ويعلو المحراب نافذة مستطيلة يتوجها عقد منكسر، ويغشيها ألواح من الزجاج الملون.

المنبر

يقع بجوار المحراب منبر خشبي مكتمل العناصر، حيث يتكون من مقدم المنبر يليه باب المنبر وهو مستطيل الشكل يغلق عليه باب خشبي من ضلفتين تزينه زخارف هندسية، ويتوجه عقد حدوة فرس تعلوه حشوة مستطيلة خالية من الزخارف يعلوها صفين من المقرنصات، ويتوجه من أعلى صف من الشرافات، يفضي الباب إلى درج المنبر الذي يتكون من تسع درجات تؤدي إلى جلسة الخطيب التي يتوجها من أعلى صفين من المقرنصات، يعلوها صف من الشرافات، تعلوها قبة خشبية تنتهي من أعلى بهلال، ويحيط بالدرج والجلسة سياج من الخشب الخرط، وللمنبر ريشتان كل منهما على هيئة مثلث  تزينه زخارف هندسية، وبابا الروضة كل منهما عبارة عن باب مستطيل تغلق عليه ضلفة واحدة تزينها زخارف هندسية.

المئذنة

للمسجد مئذنة لها قاعدة مربعة الشكل يعلوها طابق مثمن الشكل تعلوه شرفة أولى مثمنة يحيط بها سياج من مستطيلات بداخلها زخارف نباتية، يعلوها طابق أسطواني الشكل تعلوه ثانية شرفة مستديرة يحيط بها سياج دائري من أشكال مربعة تزينها زخارف نباتية، يعلوها جوسق المئذنة وهو عبارة عن أعمدة مستطيلة الشكل تحمل الشرفة الثالثة والأخيرة، يعلوها شكل مخروطي ينتهي بدائرة ثم جزء أسطوانى صغير يعلوه انتفاخ على هيئة رمانة يعلوها ساري ينتهي من أعلى بهلال.