كتبت: سمر سليمان
ما يوقفك علي باب الأندال إلا المنخل والخربال.. حط صحابك بالغربال.. صحابك لو بتغربلهم ولو دولابك مرة مال..مايبقي واحد منهم..السوق ليه المال والدقيق ليه الغربال..والصحبة ليها رجال ويا سعد من يحمد الله مهما كان الحال” كلمات تراثية وأمثلة شعبية وغنائية يرددها الكثير من بائعي وصانعي الغرابيل في مختلف الأسواق والشوارع أثناء تجولهم للبيع في مراكز و نجوع وقري قنا .
في يوم الإثنين من كل أسبوع بمركز الوقف، تري العم عبدالنعيم جالسا كل أسبوع علي ناصية الشارع لمدينة الوقف حتي إنتهاء السوق تراه يصنع “غرابيله” أمام زبائنه،ويمارس حرفته التي ورثها منأبا عن جد بكل دقة واقتدار، مع الابتسامة التي يرسمها علي وجهه من علامات الرضا والقناعة بما تدخله إليه حرفته من رزق يكفي قوته وقوت لتحمل تكليف معيشة أسرته.
التقت عدسة “الشارع القنائي” “عبدالنعيم أحمد عبدالعال” صانع الغرابيل الشهير بسوق الإثنين بالوقف، عمره 48عاما مقيم بفاو قبلي مركز دشنا ينادي على البيع بالامثلة الشعبية.
يقول ” عبدالنعيم احمد عبدالعال” علي صناعة الغرابيل أنها من أقدم المهن والصناعات الموجودة في صعيد مصر،وخاصة في القري والنجوع، ولكن في الفترة الأخيرة تدهورت تلك الصناعة وقاربت على الإندثار بسبب ظهور المنتجات الحديثة الذي يتم استيرادها من الخارج.
ويوضح “عبدالنعيم” أن هذه الصناعة تختلف عن أي صناعة أخري لأنها تحتاج إلى تركيز كبير أثناء صنعها، وان مش اي شخص يستطيع أن يتقنها ،وان صناعة الغربال تحتاج إلى شدة وشدة الغربال من أكثر المراحل صعوبة،وهذا يعتمد على السلك والخشب والمسامير وهما من أكثر الأدوات التي يحتاجها ويستخدمها صانع المهنة وهناك فرق بين” الغربال والمنخل ” المنخل ضيق ويستخدم في نخل الدقيق،والغربال أوسع يستخدم الذرة والقمح.
ويحكي صانع الغرابيل،أن منتجاته تتنوع بين ” غربال عياشي، مانع، فارض، سلك، جلد ،رملة محارة، غربال التبن، القمح”، والتي تختلف بحسب الحاجة إليها ويتم تحديد سعرها وفق كل نوع منها، سعره يترواح ما بين 25 جنيه إلى 35جنيها حسب حجمه والأدوات المستخدمة فيه وحسب استخدامه، ويشكو “عبدالمنعم” ارتفاع أسعار مواد الخام من سلك ومسامير وأقمشة.
وتابع ” لا يخلو أي منزل صعيدي من الغرابيل وذلك للحاجة إليه في إعداد الخبز وخاصة في النجوع والقري والريف المصري وأنه بالرغم من انتشار المنتجات الصينية والمتسوردة إلا أن الأهالي لا يثقون بهذه المنتجات”، وأنهى حديثة” قائلا ” من أطاع غضبة أضاع أدبه ومن غربل للناس نخلوه”.