ذبح الأضاحي وزيارات المقابر وعمل الفطير.. أبرز عادات الأهالي خلال عيد الأضحى بقنا
كتب: عبد الرحمن الصافي وأحمد القواسمي ومنى أحمد
يحتفل أهالي محافظة قنا، وجميع الأمة الإسلامية، بعيد الأضحى المبارك، إلا أنه لقرى ومراكز محافظة قنا المختلفة عادات وتقاليد تميز كل قرية ومركز عن الآخر، وذلك من حيث نوع الأكلات والملابس وطقوس الاحتفالات.
يوضح “الشارع القنائي” أبرز الطقوس والعادات التي اعتاد عليها أهالي عدد من المناطق بالمحافظة خلال عيد الأضحى المبارك.
يقول إبراهيم عبد الرازق، مدرس، أحد أهالي أبوتشت، إن ليوم وقفة عيد الأضحى طقوسا خاصة منها صيام يوم وقفة عرفات، وإعداد الأسرة للأطعمة والمأكولات ومن أهمها الفطير بالسمن البلدي والمصبوبة؛ وتناولها على مائدة الإفطار، والذهاب إلى السوق لشراء اللحم والفواكه والخضروات، والفول السوداني والحلويات.
ويتابع: وفي يوم العيد يتم تأدية صلاة الفجر، وبعدها يتوجه الناس إلى المقابر لزيارة ذويهم وقراءة الفاتحة والدعاء لهم، ثم الذهاب إلى المساجد أداء تكبيرات العيد وصلاة العيد وسماع خطبة العيد، ثم يتبادل رواد المسجد التصافح وتبادل التهاني فيما بينهم، وبعد ذلك يتوجه الناس إلى منازلهم؛ لتقديم التهنئة لأفراد الأسرة، وتوزيع العيدية على الأطفال، وتناول وجبة الإفطار المكونة من فطير باللبن والسمن البلدي والسكر.
ويضيف “عبد الرازق”، يتوجه أفراد العائلة إلى الديوان “المضيفة”، حيث يلتقي أبناء العم وأهل القرية معا، ويتبادلون الزيارات، وعقب ذلك يتم ذبح خروف العيد، وتوزيع اللحم على الفقراء والمساكين والأقارب والأصدقاء، مشيرا إلى أن من ضمن العادات المتبعة في عيد الأضحى زيارة الأخوات والبنات والعمات والخالات، وتقديم العيدية لهن المتمثلة في المال ولحم الضأن والفول السوداني والحلويات، وزيارة الأقارب والأصدقاء، والتوجه بالأسرة إلى الحدائق والملاهي؛ لقضاء يوم سعيد.
ويوضح الدكتور سيد حشمت، معلم لغة عربية، أحد أهالي أبوتشت، أنه في يوم وقفة عيد الأضحى يذهب الناس في الصباح الباكر لجلب احتياجاتهم من الفواكه والخضروات واللحوم؛ لتكون على مائدة الإفطار في هذا اليوم، والأطفال والنساء تذهب لجلب ملابس العيد من المحلات في القرى والمدن.
ويضيف “حشمت”، أنه في يوم العيد يستيقظ الناس مبكرا، ويستعدون لصلاة العيد، وبعد الصلاة يتبادلون التهنئة بالعيد، ويبدأ بعد ذلك الكثير منهم بنحر أضحيته، ويذهب الصبية لتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين والأقارب، وتبدأ نسوة البيت في تنظيف اللحوم، وتجهيز لحمة المخ والكبدة؛ لتكون وجبة الغداء، وفي المساء يذهب أفراد الأسرة إلى بناتهم وأخواتهم للتهنئة، وتقديم العيدية لهن وهي عبارة عن الفواكه والحلويات بجانب عيدية مالية، وهناك مجموعة من الشباب يذهبون للتنزه على شواطئ النيل سواء بقنا أو نجع حمادي.
ومن جانبها تقول شيرين الرزوق، وكيل مدرسة، إن السيدات تستعد في يوم وقفة العيد لتجهيز وجبة الإفطار المعتادة وهي الفطير بالسمن البلدي، وفي يوم العيد، وبعد الانتهاء من ذبح الأضحية، تبدأ السيدات في تجهيز وإعداد وجبة الغداء وهي الفتة باللحمة، فضلا عن القيام بتنظيف المنزل وترتيب حجراته، وغسل المفروشات والستائر؛ استعدادا لاستقبال الضيوف في يوم العيد.
ربيع عامر، يعمل بصيدلية، يشير إلى أنه يستيقظ يوم العيد لأداء صلاة الفجر، وبعدها يجلس للتكبير منتظرا صلاة العيد وبعدها يتوجه للمنزل يتناول الإفطار، ثم إلى أقاربه وأصدقائه يقدم لهم التهنئة.
ويضيف: “أعود إلى المنزل وقت الظهيرة لتناول الغداء، والاستراحة وبعد وقت العصر استكمل الزيارات للأهل والأحباب وبعد العشاء يذهب للملعب للعب الكرة”.
عز بصل، محاسب، يقول إن من العادات والتقاليد يوم الوقفة أن تُعد “الحاجّة” الفطير، لتناوله أول يوم العيد، ويجتمع الأهل يوم الوقفة، في جو من السعادة يتبادلون أطراف الحديث.
ويتابع، يوم العيد يستفيد من الفجر، وبعد الصلاة يستعد لصلاة العيد في الساحة وسماع الخطبة، وبعد ذلك زيارة الأهل والأصدقاء، ثم التوجه إلى المقابر لزيارة الموتى، في عادة سنوية موروثة.
ويوضح مصطفى ياسين، 60 عاما، مزارع، أن الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، يختلف عن استعدادات عيد الفطر، حيث يستعد أهالي القرية بتجهيز أدوات وأماكن الذبح، وذلك بخلاف المدينة التي يذهب أهلها للذبح في المجازر.
محمد صلاح، 30 عاما، من أهالي قرية حجازة بقوص، يقول إن اصطحاب الأطفال لأداة صلاة العيد وسماع الخطبة، ثم الذهاب بهم للتنزه وشراء الألعاب والمأكولات، عادة تربينا عليها منذ طفولتنا، عندما كان أباءنا وأجدادنا يصطحبونا معهم لصلاة العيد، ثم تكمل فرحتنا بذبح الأضحية وتوزيع لحومها على الأهل والأقارب.
ويضيف أحمد محمود، 45 عاما، أنه في عيد الأضحى المبارك، يعم الخير على الجميع وسط فرحة بين الأهل والأقارب والجيران، فلا يوجد فرق بين مضحي وغير مضحي، ولأن المحبة تسود بين الجميع، فالأضاحي يأكل منها الفقير قبل الغني في القرى، وهذه عادتنا وديننا الذي نشأنا عليه ونربي عليه أبنائنا.
ويتابع محمود، أن التوحيش من أهم عادات عيد الأضحى في قرى قوص، وهو الذهاب بعد الانتهاء من صلاة العيد وتهنئة الأهل والأقارب، إلى أهل المتوفين حديثا في القرية، والذي يعد هذا العيد هو عيدهم الأول بعد وفاتهم، وذلك لمواساتهم والتخفيف عليهم.
أما كمال محمد، 35 عاما، يؤكد أن مظاهر الاحتفال بالعيد في القرى تختلف عن المدن، حيث يحتفل أهالي المدن بالخروج إلى المتنزهات والحدائق والكافيهات، أما أهالي القرى فيبدأ احتفالهم بأداة صلاة العيد، ثم اصطحاب أطفالهم للتنزه بالسوق “العيد” وشراء الألعاب والحلويات، ليبدأ أهم طقوس عيد الأضحى، وهو ذبح الأضاحي وتوزيع لحومها، لافتا أنه يقوم بذبح الأضحية لنفسه ولباقي الأهل والأقارب دون أجر طوال أيام العيد، وذلك من باب التآخي والود والمحبة.