صور| “سالم البرادعي” صانع سروج بقنا ورث مهنته أبًا عن جد.. أغلب زبائنه من الأقصر

كتب: عبد الرحمن الصافي

محل بسيط، لا يضم سوى “كنبة” لراحة الزبائن، وماكينة خياطة لتنفيذ الأعمال عليها، ومنضدة يجلس ورائها صانع السروج لاستكمال خياطة وتشطيب أعماله التي يقبع عليها منذ ساعات مبكرة من النهار، فأصحاب تلك المهن يفضلون العمل في ساعات الصباح المبكرة، كل ذلك مشهد يستهوي عشاق الخيل حين يأتون لشراء سرج أو أدوات جديدة لأحصنتهم.
‏

يقول سالم البرادعي، يبلغ من العمر حوالي 54 عاما، من أبناء محافظة قنا، إنه يعمل بمجال صناعة سرج الحصان منذ نعومة أظافره، فهي مهنة ورثها أبا عن جد، لافتا إلى أن أغلب أفراد عائلته يعملون بذات المجال وكذلك المنطقة التي يقطن بها.

يشتري زبائن البرادعي، طلباتهم من الأقمشة واللباد والجلود وغيرها، ويقوم هو بتصنيعها سواء كان اللباد أو السرج أبو العباءة أو غيرها، لافتا إلى أن العباءة تتضمن رسومات يتم تشكيلها على ماكينات بالقاهرة، حيث يقوم بإرسالها خصيصا إلى هناك، مضيفا أنه يتم الاتفاق مع الزبون على تكلفة العمل، مشيرا إلى أن التكلفة تختلف باختلاف طلبه من حيث الجودة والخامات المستخدمة.

أغلب أعمال البرادعي، تعتمد على العمل اليدوي، وفي اللباد يستخدم القماش والجلد الطبيعي، كما يستخدم في السرج قوالبا لتشكيل السرج عليها، وقطعا من الخشب تغطى بالبلاد لحماية ظهر الحصان، ثم يستخدم الجلد الطبيعي لتشطيب السرج، لافتا إلى أنه ويستخدم اللباد وأعلاه “العضماية” في حال السباقات، أما في حال السير بالخيل فإنه يستخدم السرج.

يشير صانع السروج، إلى أنه علّم أبناءه تلك الصنعة، لافتا إلى أنها صعبة ولا يرغب الشباب في ممارستها، وقليل من يعملون بها في الوقت الحالي، مؤكدا أنها مهنة فن وذوق راق.

وفيما يتعلق بطريقة التسويق لمنتجاته، يوضح البرادعي، أنه يتعامل مع عدد من أصحاب الخيول بالأقصر أو غيرهم، يتواصلون معه للاتفاق على عدد من أدوات الخيل أو أشكال معينة من اللباد أو السروج أو العباءات التي تزين الخيول فيقوم بإنتاجها لهم.

وبحسب البرادعي، فإن انتشار فيروس كورونا، خلال الفترة الماضية أثر كثيرا على مهنته، بسبب الإجراءات الاحترازية التي تضمنت وقف الحفلات والتجمعات والتي من بينها سباقات الخيل وهو ما يعرف بالمرماح، مما أدى إلى قلة الطلب على أدوات الخيل بشكل عام.