ديوان المشاهير

“القيسارية” أول سنتر تجاري بنجع حمادي للبيع بـ”الميني فاتورة”.. بناها الأمير يوسف كمال

كتب: عبد الرحمن الصافي

تشتهر مدينة نجع حمادي بمعالم طبيعية واصطناعية ميزتها عن باقي مدن محافظة قنا، رغم أن بقية المدن تتمتع أيضا بمعالم فريدة، إلا أن ما تمتلكه نجع حمادي منحها صيتًا واسعًا وتفردًا ملحوظا.

عرفت مدينة نجع حمادي، طريق الأسواق والمراكز التجارية من فترة ليست قليلة، فكانت “القيسارية” أشهر مركز تجاري لبيع الأقمشة والمنسوجات داخل المدينة، يُقبل عليها المواطنون لشراء متطلباتهم منها.

إبراهيم نور الدين، من أصحاب المحلات بمنطقة القيسارية التجارية بنجع حمادي، يشير إلى أن أصحاب تلك المحلات اشتروها من هيئة الأموال المستردة، مؤكدا أنها من أقدم الأماكن بنجع حمادي للبيع بنظام الميني فاتورة، وهي معروفة ببيع الأقمشة وخياطة الجلباب البلدي.

تكوين القيسارية:

ويلفت نور الدين، إلى أن قيسارية نجع حمادي مكونة من 3 شوارع بها عدد من المحلات تكاد تكون متساوية المساحة، وللقيسارية عدة مداخل، مشيرا إلى ضعف الإقبال على تلك المحلات التجارية خاصة مع افتتاح محلات أخرى بوسط المدينة إلا أن كبار السن والزبائن القدامى مازالوا يترددون على المكان.

ويضيف نور الدين، أن القيسارية تحتاج إلى إعادة تجديدها وإرجاع رونقها لها؛ لزيادة إقبال المواطنين عليها وتنشيط حركة البيع والشراء بها لتعود كما كانت، كما في قيسارية سوهاج والأقصر، مقترحا تركيب بلاط “انترلوك” بالقيسارية، مع بعض التجديدات لإضفاء لمسة جمالية لها.

ميخائيل ابراهيم، ترزي، يعبر عن حزنه لتحويل عدد كبير من محلات القيسارية بنجع حمادي إلى مخازن، من قِبل أصحابها، خاصة بعدما قلّت حركة البيع والشراء بها، مشيرا إلى أن قيسارية نجع حمادي أكبر من التي بسوهاج، والمكونة من شارع واحد، بخلاف قيسارية نجع حمادي المربعة وذات المحلات التجارية المتعددة، متمنيا أن يعود رواجها كما كان.

خلفية تاريخية:

يقول الدكتور محمود عبد الوهاب مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة آثار مصر العليا، إن القيسارية هو مجمع تجاري يضم عددا من الحوانيت المتمركزة بجوار بعضها وتُغطى منطقتها بالقماش أو الخشب كما في قيسارية نجع حمادي، وتختلف المنتجات التي يتم تداولها داخل القيساريات من مكان لآخر، مشيرا إلى أن قيسارية نجع حمادي تعتمد منذ إنشائها على بيع الأقشمة والمنسوجات غالبا، بخلاف قيساريات أخرى قد تتنوع بداخلها المنتجات المعروضة.

ويتابع “مدني”، في حديثه لـ”الشارع القنائي”، إن قيسارية نجع حمادي بناها الأمير يوسف كمال، لتكون سوقا موحدة لتجارة الأقمشة والمنسوجات عامة، وهي قيسارية مربعة مغطاة بحشب وبها حوانيت على جانبي الطرقات، تكاد تكون متساوية في مساحتها، وبمدخل تلك القيسارية عقود مدببة يعلوها شرفات على شكل حرف “T”.

ويضيف “مدني”، أن إنشاء الأمير يوسف كمال لقيسارية نجع حمادي، جاء مساهمة منه في إنشاء سوق للمنتجات من المنسوجات الرائجة في ذلك الوقت، كما أنه أنشأ محلجا للقطن بمنطقة الاستاد الرياضي بالمدينة نجع حمادي.

وبحسب “مدني”، فإن تلك القيسارية التي تعد أشهر مراكز بيع المنسوجات بنجع حمادي، كان نتاج مشاهداته خلال تلك الرحلات لعدد من البلدان الأوروبية والإفريقية فاستخلص منها تلك المباني فريدة الطراز.

ويؤكد مدير عام الشؤون الأثرية بمصر العليا، أن بناء الأمير يوسف كمال لقيسارية نجع حمادي، كان في إطار اهتمامه بمدينة نجع حمادي، حيث بنى العديد من الأبنية بغرض تحقيق المنفعة العامة وتحديث المدينة، فكان من بين تلك الأبنية مدرسة أنشأها عام 1906م سُميت بمدرسة سمو الأمير يوسف كمال، وتقع حاليا بمقر مدرستي أبو بكر الصديق، والشهيد خيرت القاضي.

ويستطرد مدير عام الشؤون الأثرية بمصر العليا، أنه من بين المباني التي بناها الأمير يوسف كمال بغرض المنفعة العامة، محلج القطن بجوار الاستاد الرياضي، ومسجد ومنارة ومأذنة وضريح للشيخ عمران، فضلا عن عدد من المباني الخدمية الأخرى والتي كان من ضمنها مكانا لحفظ المواشي والسلالات النادرة من الحيوانات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق