“عصمت”.. 25 عامًا في شوارع نجع حمادي لبيع “البوظة”..” معاناة يومية لاطعام ٩أفراد بالحلال” ..صور
كتب: عبد الرحمن الصافي
مع بزوغ شمس كل صباح، يصطحب “العم عصمت”، أحد أبناءه، ومعهما تلك العربة البسيطة، بعد أن أعدّا عدتهما، من المياه والسكر والخميرة، لينطلقا إلى شوارع مدينة نجع حمادي ، حيث توافد أهالي القرى، لقضاء مصالحهم في الصباح؛ ليبدآ في بيع “البوظة” للزبائن، ويجنيان ما يساعد الأب على الإنفاق على أسرة مكون من 9 أبناء، فضلا عن تحملّه مصاريف إيجار السكن ودفع فواتير المياه والكهرباء.
يقول العم “عصمت خليفة”، صاحب الـ43 عاما، إنه يعمل ببيع “البوظة” منذ قرابة 25 عاما، فهو مجاله الذي شبّ عليه وأتقنه، فلا وسيلة أخرى لكسب عيشه والتّكفل بمصاريف أسرته، سوى ذلك العمل.
ويضيف خليفة، أنه رغم ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف إلا أنه يكافح؛ للحصول على لقمة عيشه بالحلال، حتى وإن لم تسعفه تلك المهنة في تغطية كافة مصاريف معيشته، فإنه يأمل أن يبارك له الله فيما يجنيه، وأن يعوضه بصحة تعينه على مواصلة عمله.
ويشير خليفة، إلى أنه يبدأ من المساء في تجهيز أدوات العمل ويستيقظ مبكرا؛ ليبدأ في غسيل تلك الأدوات جيدا، وتجهيز ما يحتاجه من خميرة وسكر ومياه؛ لعمل “البوظة”، حاملا كل ذلك على تلك العربة الحديدية البسيطة، التي يزيّنها ببعض من الورود البلاستيكية.
ويلفت خليفة، إلى أنه كان يحصل خلال يومه على ما يحتاجه من المياه، من المساجد أو أصحاب المحلات، إلا أنه يجد حرجا في طلب المياه حاليا، من أصحاب المحلات، خاصة بعد تركيب عدادات للمياه تعمل بالشحن؛ حرصا منه لعلمه أن ذلك يكلفهم فوق طاقتهم ولا يستطيعون ردّه.
ويواصل بائع البوظة، حديثه لـ”الشارع القنائي”، أنه يستمر في بيع “البوظة” منذ ساعات الصباح المبكرة وحتى اشتداد حرارة الشمس ساعة الظهيرة ليأوي إلى ركن ظليل، حتى انكسار أشعة الشمس، ليستكمل بعد ذلك تجوله بالشوارع؛ لبيع ذلك المشروب الشعبي، حتى قرب منتصف الليل.
ويشرح خليفة، طريقة عمل “البوظة”، بأنه يصبّ الخميرة التي أعدها لـ”البوظة” داخل إناء، ويصبّ عليها الماء والسكر بكميات معينة، ثم يذيب ذلك المخلوط، ويبيع الكوب بجنيهين، مشيرا إلى أن “البوظة” هو مشروب شعبي يُقبل عليه الكبار والصغار.
ويتابع، أنه يسعد كثيرا خلال موسم الأفراح والذي يستمر لشهرين خلال الفترة الحالية، حيث يقبع بعربته البسيطة أمام قاعات الافراح أو محلات الكوافير لبيع العصير للأطفال والكبار على حد سواء، ومع انتهاء موسم الأفراح، وانتهاء فصل الصيف لا يجد مشروب “البوظة” مكانة له بالسوق.
ويختتم عصمت خليفة حديثه، بأنه كان يحصل على مبلغ مالي ضمن “تكافل وكرامة”، إلا أنه لم يعد يحصل على قيمة ذلك المعاش، مشيرا إلى أنه كان يساعده خاصة وأنه يعول أبناءه الـ9، ويحتاج كل شهر الى دفع إيجار السكن فضلا عن فاتورتي المياه والكهرباء، مناشدا المسؤولين بالمراجعة وعمل البحث الميداني اللازم لحالته إعادة ذلك المعاش له ليعينه على متطلبات الحياة له ولأسرته.