“الأسد” صاحب مبادرة “الفن يحارب كورونا”: هدفي تحويل أكشاك الكهرباء إلى لوحات فنية
كتب: عبد الرحمن الصافي
ترك العاصمة، قد لا يُقبل على مثل ذلك القرار أي شخص آخر، فبعد استقرار أوضاعه بمكان معين، وانتظام عمله، وتعوّد أسرته على بيئة معينة، على مدار ما يقرب من 24 عاما، إلا أن الدافع كان أكبر من كل ذلك، حينما قرر “الأسد” ترك عمله بالقاهرة والعيش بقنا؛ خدمة لأبناء محافظته.
أحمد الأسد صلاح الدين أحمد الأسد، هو اسمه الثلاثي، حيث سماه أبوه أحمد الأسد، على اسم جده، ولد بقرية المخادمة، بمركز قنا، ونشأ بها وتعلم بمدارسها وكانت آخر سنوات دراسته بقنا تلك التي قضاها بمدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية، عام 1996م، ليلتحق بعدها بكلية التربية الفنية، بحي الزمالك بالقاهرة.
يقول أحمد الأسد، لـ”الشارع القنائي”، إنه يعشق الرسم والفنون بشكل عام، وهو ما دفعه إلى الالتحاق بكلية التربية الفنية، بجامعة حلوان، بمقر الكلية بحي الزمالك، وبعد تخرجه عمل مدرسا للتربية الفنية بإحدى المدارس الخاصة بحي الهرم بالقاهرة، واستقر به الحال في القاهرة حتى وقت قريب.
ويوضح أحمد الأسد، أنه محب للفنون بشكل عام، حيث شارك في العديد من المسرحيات والمسلسلات، فهو يهوى التمثيل كهوايته للرسم وأكثر، حتى أنه بعد انتهاء ساعات عمله الصباحية كمدرس للرسم بإحدى المدارس يتوجه إلى عمله الآخر بالمساء، كمصمم ديكور بالهيئة العامة لقصور الثقافة بمنف، أو للتمثيل.
ويضيف أحمد الأسد، أنه كان يزور من حين إلى حين أهله بقريته المخادمة بقنا، وهي مسقط رأسه، وخلال فترة ظهور فيروس كورونا في بدايته، طالت زيارته إلى قريته حتى وصلت إلى 3 شهور، ومن هنا أطلق مبادرة “الفن يحارب كورونا”، في مساعدة منه لاستغلال أوقات فراغ الشباب، ولإضفاء مظهر جمالي للقرية، ولمحاربة فيروس كورونا من خلال بيئة نظيفة وجميلة.
ويتابع، في حديثه لـ”الشارع القنائي”، حينما ذاع صيت تلك المبادرة، وحضر إحدى فعالياتها اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، اقترح على الفنان “الأسد” أن يستقر بمسقط رأسه، وأن أهل المحافظة هم أولى الناس بالاستفادة من خبراته في مجال الرسم، فما لبث “الأسد” إلا أن استجاب لاقتراح المحافظ، حتى أن ذلك القرار لاقى استغرابا من أهل قريته بداية، كيف له أن يترك القاهرة واستقراره وعمله، ويعود للعيش بالقرية؟، إلا أن رؤية الفنان كانت تلمح نجاحا قريبا يكمن في تميزه وفكرته المبتكرة.
ويلفت الفنان، إلى أنه مع انطلاق مبادرة “الفن يحارب كورونا”، فإنه وجد حماسا كبيرا من الأطفال والشباب بالقرية، للمشاركة في تلك المبادرة، مؤكدا استمرار أعمال تلك المبادرة، حتى بعد انتهاء فترة انتشار فيروس كورونا بسلام.
ويذكر “الأسد”، إنه يعمل حالياً على تحويل أكشاك الكهرباء بالشوارع إلى لوحات فنية من خلال رسم المعابد الفرعونية والمناظر الطبيعية عليها، مؤكدا تلك الأعمال يؤديها بشكل تطوعي، فيما تتولى الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا، برئاسة أشرف أنور، رئيس الوحدة المحلية، توفير الخامات والأدوات اللازمة.
ويشير الفنان، إلى أنه يسعى إلى تعميم تلك المبادرة الإيجابية، حتى يتم تحويل جميع أكشاك الكهرباء بشوارع قنا إلى لوحات جمالية، من خلال التعاون مع الأقسام الفنية، بكليات جامعة جنوب الوادي، وإشراك الطلاب في تلك الأعمال، أو من محبي وهواة الرسم، لافتا إلى أن هناك من تواصل معه من محافظات مجاورة للاستعانة بموهبته في تزيين أكشاك الكهرباء بالمدن.
ويقترح “أحمد الأسد”، وضع لوحات إرشادية للرسومات التي يتم تضمينها على تلك الأكشاك، توضح تفاصيلها وتاريخها، مناشدا الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا بتوفير الخامات، والجهات المختصة، مثل كلية الآثار بالجامعة، بالمشاركة في توثيق المعلومات، كما يتطلع إلى عمل جداريات إلى جانب تزيين الأكشاك.
ويذكر “أحمد الأسد”، أنه من المقرر تكريمه من قِبل شركة الكهرباء بأسوان، يوم الثلاثاء المقبل، متقدما بالشكر لهم، لتقديرهم لمجهوده المبذول.