“صابر”.. صانع الأقفاص في نجع حمادي” أربي أبنائي بالحلال منهم 3 أوائل وأتمني دعمهم.. ونعيش في غرفة”
كتب: عبد الرحمن الصافي
مع بزوغ شمس كل صباح، يهرع صابر عبدالسلام طلب، إلى عمله، مُنكبا على “قُرمة” من جذع شجرة صغير، مُمسكا بسلاح لتقطيع جريد النخيل، شارعًا في صناعة عدد من الأقفاص؛ لتوفير عدد من الجنيهات على مدار اليوم، تكفي احتياجات أسرته، المكون من 5 أفراد، مكافحًا لتعليم أبنائه الأوائل حتى يحافظوا على مستواهم.
يقول “صابر “، من أبناء قرية النصارية، التابعة لمركز أبشواي، بمحافظة الفيوم، إنه يعمل في مجال صناعة الأقفاص، وصناعة الأثاث من جريد النخيل، ومنذ فترة كبيرة انتقل للعمل بنجع حمادي، بقنا، للعمل بذات المجال.
ويوضح “طِلب”، أنه يعمل كصنايعي مع أحد أصحاب الورش البسيطة لصناعة الأقفاص أو كما تسمى مهنة “القفاصين”، مع عدد آخر من أبناء محافظته الفيوم، ممن انتقلوا أيضا إلى مدينة نجع حمادي، للعمل بتلك المهنة.
ويكشف “طِلب”، سر انتقاله إلى مدينة نجع حمادي، رغم أنه كان يزاول تلك المهنة بمحافظته، قائلاً: “في شغلانتنا دي في الفيوم ممكن تحصل من 50 لـ60 جنيه، إنما في نجع حمادي ممكن نعمل 80 لـ90 جنيه في اليوم”، مضيفا “يعني بنيجي من الفيوم لحد محافظة قنا عشان 15 أو 20 جنيه زيادة”.
ويلفت، إلى إصابته ذات مرة بالسلاح المستخدم لتقطيع جريد النخيل، لعمل الأقفاص أو غيرها من أشكال صناعة الجريد، مؤكدا أن تلك الإصابة أدت إلى حدوث عاهة بذراعه، تُعيقه أحيانا عن العمل، كما أثرت على جودة مخرجاته، ونسبة إنتاجه.
ويضيف “صابر”، أنه يسكن وزوجته وأبنائه الـ3 في غرفة مساحتها 24 م²، “مُعرّشة بالبوص”، لافتا إلى أن أبنائه في مراحل تعليمية مختلفة، مؤكدا أنهم يحصدون مراكز متقدمة كل عام، وأن أكبرهم بالصف الثاني الثانوي العام حاليا، كان ضمن الـ10 الأوائل على مستوى المحافظة في الشهادة الإعدادية.
ويتابع “طِلب”، أنه مع وجود نظام تعليمي جديد يعتمد على الانترنت، فإنه أبنائه في حاجة إلى توفير الانترنت لهم لمساعدتهم على المذاكرة وتحصيل دروسهم أولا بأول، والتعلم من خلال المنصات التعليمية المختلفة، لافتا إلى أن طبيعة عمله لا تُعينه أحيانا على توفير تلك المستلزمات.
ويتمنى “صابر”، أن يتم توجيه الدعم لأبنائه، والمتفوقين بشكل عام، لمساعدتهم على استكمال دراستهم، حتى لا تكون الظروف المعيشية لأسرهم عائقا في تعليمهم أو الحفاظ على مستوياتهم الدراسية المتقدمة.
