الشارع السياسيديوان المشاهير
“رشاد” في حوار لـ”الشارع القنائي”: ما حققه الرئيس تخطى مفهوم المعجزة
زعيم الأغلبية: طفرات التنمية في مصر وتراجع معدلاتها في الكوكب بسبب كورونا أعجزت خبراء الإقتصاد
الرئيس أسس لمعادلة جديدة ليس لها سابقة في اقتصاديات العالم وطفراته في البناء أبهرت الخبراء
“عاشت مصر عقودًا تشاهد هذا الصراع الممتد بين مدرستين للاقتصاد في مصر، المدرسة اليمينية الليبرالية، والمدرسة اليسارية الإشتراكية، وبين المدرستين نشب صراع دائم حول النظام الاقتصادي الأصلح لمصر، الآن نحن نعيش مفهوم جديد للإقتصاد والتنمية في البلاد توقف معه تمامًا ذلك الصراع التاريخي الطويل بين المدرستين وتوقفت أمامه مراكز الأبحاث المعنية بالتنمية المستدامة، مفهوم أسست فيه الدولة لتجارب غير مسبوقة في الحماية والنهوض بالطبقات الفقيرة والكادحة، مثل تجربة “حياة كريمة” التي تسعي للتغيير النوعي في المناطق االعشوائية والريف، وتجربة “تكافل وكرامة” التي تهدف إلى تطويــر شــبكات الأمـان الإجتماعــي وتوسيع دائرة المستهدفين، لتشمل المعوقين وكبار السن والأرامل واليتامي والمطلقات، وذوي المسجونين وغيرهم ممن تتماثل فيهم ظروف الحاجة والعوز، أصبحت الدولة واضحة في اعتبارها مسؤولة عن حمايتم والتكفل بهم، أصبحنا أمام تطبيق جديد لمفهوم الإشتراكية، على ناحية أخرى، فتحت الدولة المجال واسعًا أمام القطاع الخاص، ورأس المال الحر باعتباره شريك أصيل في التنمية، فشاهدنا شراكات ضخمة بين الدولة والقطاع الخاص وطرح الكثير من المشروعات الكبرى في البورصة وهيئة سوق المال، لتكون خاضعة بحرية تامة لقواعد العرض والطلب، في ثورة اقتصادية كبرى فتحت الباب واسعًا أمام الإقتصاد الحر، إننا أمام سابقة اقتصادية تحمل البصمة المصرية الخالصة للإصلاح المجتمعي والتنمية المستدامة، في واحدة من أهم ملامح الجمهورية الجديدة التي أسس لها رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي وجمعت بين محاسن النظامين”الرأسمالي” و “الإشتراكي” في مزج فريد من نوعه لم يسبق له مثيل في تجارب الإصلاح الدولية..”
بهذه المقدمة المتواصلة أجاب زعيم الأغلبية في مجلس النواب النائب الأول والأمين العام لحزب مستقبل المهندس أشرف رشاد عن سؤال: ما هي رؤيتك وتقييمك للحالة المصرية التي تعيشها البلاد الآن على المستويين الإقتصادي والإجتماعي؟ سألته:
-
هناك مراكز أبحاث دولية تفتش في الأسباب التي استطاعت معها مصر تحقيق هذه الطفرة الغريبة في التنمية والبناء والتسليح، خاصة وهي تدرس بند مصادر التمويل لتلك المشروعات الجبارة، ولكنها لم تصل إلى إجابة شافية؟
ابتسم “رشاد” وقال:
-
هذا صحيح، الكثير من هذه المراكز تفتش بدقة عن المصادر، منها ما يقترب من بعضها، ومنها ما يبتعد كثيرًا عنها، فيسبح في الأوهام والخيال، لكنهم يتفقون على أن مصر تعيد صياغة اقتصادها بطريقة.. جدًا مثيرة، الوضع أشبه بمعجزة تحققت بفضل الرؤية الشاملة والجريئة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للأوضاع الداخلية للبلاد
بمشرط ماهر.. قبض عليه بإحكام، أجرى ويجري السيد الرئيس جراحة دقيقة للوضعين الإقتصادي والإجتماعي في البلاد، ليُعيد إليها حيويتها ومكانتها التي تليق بها وبالشعب، فمصر التي كانت حتى وقت قريب تئن من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ومن عجز في واردات البنزين، أصبحت في سنوات قليلة جدًا لديها فائض وليس فقط اكتفاء، بل وتحولت إلى مركز إقليمي للطاقة، لهذا يشبهون ما حدث في مصر بالمعجزة، وهو كذلك بالفعل.
-
لكن على ناحية أخرى.. هناك آثار لا يمكن إغفالها يعاني منها الكثير من المواطنين جراء هذا الإصلاح؟
-
طبيعي، فما يحدث هو جراحة لإستئصال أمراض مزمنة، وكطبيعة أي جراحة، أن تصاحبها بعض الأوجاع، وأن يعقبها فترة نقاهة، ثم تتحقق العافية، الآن ونحن نشاهد المدن الجديدة، والكباري الجديدة، والطرق الجديدة، عمليات الإحلال والتجديد التي تتم بضخامة في العشوائيات والريف، ومشروعات حياة كريمة المتنوعة في عدة مجالات، ثم التعافي من المرض المزمن فيروس “سي” الذي نهش أجساد المصريين لعقود، أصبح ذكرى، بل ونسيناه، لقد برأ الجسد المصري من هذ المرض اللعين، في معجزة أبهرت العالم، كل هذا وأكثر مجرد خطوات على مسار النقاهة وصولًا إلى العافية التي بدأنا نرى ملامحها بوضوح الآن، ذلك وغيره هو ما يجعلنا نثق ثقة كاملة بأننا على الطريق الصحيح الذي أرسى دعائمه سيادة الرئيس.
تأملته وهو يتحدث فقلت:
-
كيف ومتى وأين اكتسبت كل هذه الدقة في التوصيف الإقتصادي والإجتماعي والسياسي للبلاد؟ تبدو هذه الحصيلة الواسعة أكبر من عمرك بكثير، اليوم هو عيد ميلادك الـ36، طبعًا كل عام وأنت بخير بهذه المناسبة، لكن.. كيف؟
-
-
مثلي مثل البعض من أقراني، كنت ومازلت مهمومًا بالشأن العام، في الإعدادية كنتُ مهمومًا بمحيطي، ثم في الثانوية، بمحافظتي، وفي الجامعة كنتُ قياديًا في اتحاد الطلاب على مستوى الجامعة واتحاد الجامعات، وقبل هذا وذاك بفضل الله الذي تفضّل عليّ بما يفوق جهدي بكثير، هناك توفيق لا شك في ما أنا فيه، لقد كانت الأقدار كريمة معي، هيأتني لما يسرته لي، وهذا من فضل الله، على أني لا أخفيك سرًا إن كشفتُ لك، أن ثمنًا باهظُا أدفعه أيضًا، ولكن برضا.. أدفعه من وقتي، وصحتي، وراحتي، ساعات نومي أقل كثيرًا مما ينصحني به الأطباء، أهلي وأسرتي الصغيرة يدفعون معي نفس الضريبة في الحرمان من لحظات الدفء المعتادة عند الناس، أنتَ دخلت عندي ووجدتني أستعد الآن ونحن في الساعة الثانية من بعد الظهر للسفر إلى البحر الأحمر، وأظنك استمعت لمكالمة عن موعد صباح الغد في مطروح، وحلقات نقاشية بعد غد، واجتماعات في الأمانة العامة، ومشروعات قوانين، وطبطبة على الأصحاب، جبر خواطر للأحباب،ومسؤوليات إن لم أكن على قدرها منتبهًا لها طوال الوقت، أكون قد قصّرتُ في الأمانة التي تحملتها أمام الله والوطن وقياداتي في الدولة.
-
أعانك الله.. هل تسمح لي ببعض الأسئلة الحساسة عن أشرف رشاد.. القنائي؟
ابتسم وقال: “أنا مش حِمْل مشاكل مع ناسنا في الصعيد، احنا ما صدقنا نعمل توافق مجتمعي بين العائلات في هذا المناخ المليئ بالتعقيدات، انت عارف مواسم الإنتخابات كانت بتعمل ايه في بلادنا، واحنا بفضل الله قدمنا نموذج في التوافق المجتمعي لم يسبق له مثيل في تاريخنا الإنتخابي بقنا، جمعنا الناس مع بعضها، وهناك قول صوفي أنا أعمل به في حياتي كلها، أظنك تعرفه: “اجمع الناس ولو ضدك” وقد جمعناهم بفضل الله على الحب”.
فقلت: من هذه الأرضية سيكون سؤالي.
-
اتفضل
-
ماذا بينك وبين عبد الفتاح دنقل؟
-
عبد الفتاح دنقل محل تقدير واحترام، الأمر على ظاهره يقول أننا في خصومة، والحقيقة أنه كان منافسًا مثل العديد من المنافسين لرجالنا في بقية الدوائر، هذه المنافسة انتهت بانتهاء الإنتخابات.
تلك هي أبعاد المقارنة بين الوزيرين”الداودي” و “لبيب”
-
على ذكر المنافسة، أو بشكل أدق، المقارنة، كيف تري الممارسة التنفيذية للسيد الوزير أشرف الداودي وما هو الفرق بينه وبين السيد الوزير السابق عادل لبيب في هذا الشأن؟
-
بُص.. المقارنة هنا صعب توزنها عشان توصل فيها مين الأفضل من التاني.. ليه؟ عشان اختلاف الظرف السياسي، والظرف الزماني، كل واحد من الوزيرين، عمل في بيئة مختلفة عن التاني، الوزير عادل لبيب كان بيشتغل صولو، عازف منفرد، وكان مبدع في كده بصراحة، والظروف وقتها كانت تسمح له بالطريقة دي في الأداء، دلوقتي، الوضع مختلف، الآن توجد منظومة الكل بيشتغل داخلها، والوزير الداودي بصراحة، اوركسترالي في طريقة عمله، هو مش بيحب العزف المنفرد، بيحب الجميع يشتغل، وبيمنح الفرصة لكل اللي حواليه، كل واحد يطلّع موهبته، الاتنين مدرستين مختلفتين، وده طبعًا ميخلينيش أنسى البعد الإنساني الواضح في شخصية السيد الوزير أشرف الدوادي اللي هي واضحة في شغله بشكل كبير، خد عندك مثلًا الراجل أول امبارح نزل في نص الليل، لمركز لقاح كورونا ونزل تاني يوم في نص الليل برضو، حتى انه قعد يشتغل بنفسه ع الجهاز لفرز رسائل المسافرين، وقعد يشتغل بايده ع الكمبيوتر حتى الساعات الأولى من الصباح، دي حالة صعب تلاقيها في ناس كتير.
-
إذا أردنا أن ننتقل من الشأن التنفيذي في الجهاز الإداري بقنا إلى الشأن السياسي.. ما هو تقييمك للحالة السياسية في قنا؟
-
للأسف الشارع السياسي في قنا مرتبط وفقط بالإنتخابات، انتهت الإنتخابات انتهت الممارسة السياسية عند الناس، هناك فرق كبير بين التنافس السياسي والتنافس الإنتخابي.
– كيف؟
-
التنافس الإنتخابي يكون في الغالب لصالح شخص، أما التنافس السياسي فهو دائمًا وأبدًا لصالح المجتمع.
– وكيف نفرّق بين بين الإثنين؟
-
المنافسة السياسية دومًا حميدة، ومبدئية، وتعتمد النقاش كاسلوب عمل لتحقيق المصلحة الأسمى للمجتمع، أما المنافسة الإنتخابية فتعتمد على المصارعة لتحقيق مصلحة لشخص، ونحن في حزب مستقبل وطن نعمل الآن على تعميق المنافسة السياسية، التي تصب دومًا في صالح المجتمع، هذا فضلًا عن أن المنافسة السياسية تكون جماعية، كل جماعة سياسية تعمل فيما بينها لتحقيق مكاسب جماعية للمجتمع، وهذه.. يجب أن تكون مستمرة، نحن في حزب “مستقبل وطن” وحليفنا “الشعب الجمهوري” نحرص على المنافسة السياسية من خلال المبادرات، والحملات، والفعاليات، وهي لا تتوقف على مدار العام ولا ترتبط فقط بموسم الإنتخابات.