“رشاد” يتحدث بصراحة عن زعماء قنا السابقين تحت قبة البرلمان (2)
وهذا رده عن حمامات السباحة في قرى الأشراف
في الحلقة الثانية من حوار منصة الشارع القنائي مع زعيم الأغلبية تحت قبة البرلمان الأمين العام والنائب الأول لرئيس حزب مستقبل وطن يتناول المهندس أشرف رشاد بالرد رأيه في نواب قنا تحت قبتي “النواب” و “الشيوخ” بالإسم، ويشرح تأثره بزعامات قنا التاريخية تحت قبة البرلمان، سألناه:
– هناك نواب جدد دخلوا المعترك السياسي، وهناك نواب قدامي، ما هو تقييمك لجماعة النواب في قنا؟
- نواب قنا الذين هم تحت قبة البرلمان الآن بغرفتيه “الشيوخ” و”النواب” صنعوا تكاملًا رائعًا فيما بينهم، فمنهم النواب الخدميين في الشارع، وهؤلاء تواجدوا بشكل لافت مع المواطنين على الأرض، وهناك نواب أصحاب فكر ولديهم رؤية ظهرت في نشاطاتهم تحت القبة، هذا التكامل فيما بينهم صنع منهم فسيفساء جميلة، تميزنا بها في قنا عن كثير من المحافظات، نموذج لتوزيع الأدوار فيما بينهم، صبّ في النهاية لصالح المجتمع القنائي بكامله، تلك تجربة سيقف عندها المراقبون في تقييمهم للعمل النيابي تحت القبة وبين المواطنين في الشارع.
– على ذلك إذن جاءت فلسفة بناء تحالف فيما بينهم على النحو الذي نراه في توقيعهم الطلب الواحد بشكل جماعي؟
- نعم.. ففكرة التحالف لها أكثر من بُعد، البُعد الأول، أنها في قنا جاءت انعكاس لتحالف سياسي أشمل بين حزبين كبيرين تحت القبة هما “مستقبل وطن” و “الشعب الجمهوري” تحالف قام على دعم مؤسسات الدولة، وبالتالي لا تفريق بينهم في الدعم اللوجيستي للأنشطة والمبادرات والحملات الشعبية، أما البعد الثاني لهذا التحالف، فهو ترسيخ لفكرة العمل الجماعي، وترسيخ لنظرية الفريق في الممارسة الشعبية، أما البُعد الثالث فهو هو توجيه الكُل لدعم الفرد، بحيث يتحقق لكل نائب في دائرته داخل هذا التحالف قوة مضاعفة أمام السلطة التنفيذية في إنجاز المطالب والخدمات لأهل دائرته بشكل فعّال.
– بشكل أكثر دقة.. ما رأيك في هؤلاء النواب:-
– محمد كمال موسى؟
- كمال الأب بُعث من جديد
– محمد طايع؟
- تواضعه.. صنع منه زعيم بالفطرة
– الجبلاوي ومصطفي
- قدما نموذج في القضاء على موروث العصبية بقنا العاصمة
– أشرف أبوالفضل
- تلقائي ونقي ويتطور بشكل سريع
– اسامة الهواري
- مجتهد في خدمة الناس ويعرف كيف يحقق أهدافه بشكل جيد
– الشعيني وخلف الله وقنديل
- ثلاثة أهرامات قام عليهم إستقرار الشمال القنائي
– خالد نحّول
- اجتماعي ويعرف كيف يكسب ثقة المسؤولين بسهولة
– الدكتور عبدالماجد
- سيناتور.. يتحرك بشكل منهجي
– هارون أبوسحلي
- رجل دولة هادئ متزن ورصين
– أبوالنجا المحرزي
- قانوني وسياسي شاطر
– سحر صدقي
- مقاتلة تحقق أهدافها بدقة
– نجلاء باخوم
- اكتشاف.. ومكسب كبير للمرأة القنائية
– رحاب الغول
- برلمانية بالفطرة وذكية إلى أبعد حد
– سناء الحساني
- أم الغلابة.. تحمل أمالهم بإخلاص غريب
– اسمك الذي يلمع يومًا بعد يوم في الأخبار تحب أن يُكتب هكذا: “أشرف رشاد الشريف” ويبدو انك تحب هذا الربط، وعلى ذلك أنت متهم بتركيز خدماتك في قنا داخل مجتمع الأشراف، هناك من يتندر أنك بنيت حمامات سباحة في مراكز شباب الأشراف وهو ما لا يوجد له مثيل في أي مركز شباب على مستوى الجمهورية؟
تعلمتُ في المهد أن بضاعتنا هي الحب، نرسله للناس عامة، فإن استقبلناه منهم صاروا منّا، أنا انتمي إلى هذه الرؤية، هكذا نشأت.. وعليها مشيت بين الناس
- من يعرفني يعرف أن هذا ليس صحيحًا، وكل خطاباتي في جميع المحافل أحرص فيها على الإشارة إلى أن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل من الإسلام رسالة حبٍ وتسامح، ساوى بين أبو بكر القرشي وعلي الهاشمي وبلال الحبشي وصهيب الرومي على خطٍ واحدٍ، ثم قال لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وإذا كنتُ أفخر بالإنتماء إلى مجتمع الأشراف فإنه ليس انتماء إلى مجتمع، وإنما اقتفاء لسيرة جدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي قال سلمان منّا آل البيت، وهو فارسي، وقد تعلمنا في المهد أن بضاعتنا هي الحب، نرسله للناس عامة، فإن استقبلناه منهم صاروا منّا، أنا انتمي إلى هذه الرؤية، هكذا نشأت.. وعليها مشيت بين الناس، هذه واحدة.
أمّا الثانية فأن مجتمع الأشراف به عدد من رجال الأعمال، وهم استجابو لمبادرتي في دعم مراكز الشباب التي يستفيد منها أولادهم وذلك من أموالهم الخاصة، وأنا بدوري حصلت على موافقات لهذه المرافق من وزارة الشباب.
والثالثة: أن مجتمع الأشراف يقابل هذا الإتهام بإتهام مماثل: أنني لم أقدّم له ما يجب أن أقدّمه من خدمات مثل تلك التي أقدّمها للبلاد الأخرى، والحقيقة أنني أمين على مصالح الناس أجمعين أمام الله.
– ما من شك، أن قنا بفضل موقعك السياسي الكبير كزعيم للأغلبية، تعيش مرحلة استثنائية في الملعب السياسي، لكن أيَضا قنا لها تاريخ نيابي محفور في الأذهان، أظنك تعرفه، فهل ثمة تأثير لهذا التاريخ على شخصية أشرف رشاد؟
- هناك 6 مدارس نيابية في قنا، كل مدرسة فيهم تركت بصمتها على المسار النيابي للمحافظة بوجه عام وعلى شخصي بشكل خاص، ولا يمكن لأي مهموم بالشأن النيابي أو مشتغل به أن يغفلهم في تقييمه للتجربة النيابية بقنا، بل ولا يمكن لأي برلماني أن ينجح في مساره دون التوقف عندهم.
التجربة الأولى قبل 1952 وبطلها كان علامة في تاريخ مصر .. إنه ابن فرشوط “هارون باشا أبوسحلي” الذي وقف أمام معاهدة 1936م، هذه الشخصية توقفتُ عندها كثيرًا وأنا أدرس المسار السياسي لنواب لقنا، محامي، ترك المحاماه، وعُيّن وكيلاً للنائب العام، ثم تدرّج في مناصب القضاء، ثم انتقل للعمل التنفيذي، محافظًا للسويس في حكومة عدلي يكن سنة 1927، ثم في حكومة محمد محمود مديرًا لمديرية جرجا بسوهاج، ثم مديرًا لأسيوط، ولما جاءت حكومة النحاس باشا أحالته إلى المعاش وهو في سن 43 سنة.
هارون باشا أبو سحلي، بالنسبة لي مصدر إلهام في كثير من مواقفي، لعدة أسباب اهمها أنه بدأ حياته السياسية مثلي، صغيرًا في السن، أيضًا، كان صاحب موقف في اتجاهاته السياسية، ولم يساير السلطة الحاكمة آنذاك وهو نائب في البرلمام عندما تعلق الأمر باستقلال مصر، بل اتخذ موقفًا مغايرًا منها ورفض معاهدة 36، وهو نفس الموقف الذي كان بمثابة نقلة في مساري السياسي، عندما وقفت من قلب قنا وفي أشهر ميادينها، ومعي الآلاف من بني جلدتي ضد حكم الإخوان الأرهابي وهم في الحكم.
هارون باشا أبوسحلي الكبير مدرسة سياسية كان لها تأثير واضح في تشكيل وعييّ السياسي.
المدرسة الثانية، هي مدرسة الدكتور اسماعيل معتوق، الذي يجمعني معه انتماء قبائلي واحد، هي قبيلة الأشراف، كان الدكتور “معتوق” عليه رحمة الله حاملًا لراية المحبة أينما حل، شخصية لها بصمة واضحة في تكويني السياسي، كونه يعتز بقبيلته، لكنه في ذات اللحظة يبغض التعصب القبائلي.
لقد حظى الدكتور اسماعيل معتوق بإجماع غير مسبوق من كافة مكونات المجتمع القنائي، فانتخب نائبا عن دائرة بندر قنا في مجلس الامة عام 1957 في أول انتخابات نيابية جرت في مصر بعد ثورة يوليو1952 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر،واستمر عضو نيابيا حتي وفاته عام 1977.
ما يزال الدكتور”معتوق” رغم مرور أكثر من أربعين عامًا على الغياب، حاضرًا في وجدان المجتمع القنائي، بكافة أركانه، كان أول من نادى بإنشاء جامعة جنوب الوادي، وأول من وقف على إنشاء كوبري قنا (كوبري دندرة) الذى ربط شرق قنا بغربها ،وبصمته في إنشاء مصنع الغزل والعديد من المدارس والمشروعات مسجلة بحروف من نور.
مدرسة الدكتور معتوق أنا أحبها وأتعلم منها، وأسير على دربها كل يوم .
المدرسة الثالثة هي مدرسة المحاسب إبراهيم القاضي، بن مركز فرشوط وعضو مجلس الأمة، الذي استمر عضوًا في البرلمان بعد ان تغير اسمه إلى مجلس الشعب حيث شغل فيه منصب رئيس اللجنة السياسية والإقتصادية.
الأبرز بالنسبة لي في مدرسة إبراهيم القاضي أنه عندما اختير رئيسًا للوحدة الإندماجية بين مصر وليبيا عام 1973، لم يكن ذلك لأنه برلمانيًا فحسب بل لأنه إلى ذلك كان رجل دولة، يمكن أن تكون برلمانيًا، لكن ان تكون برلمانيًا ورجل دولة في ذات الوقت، فذلك لا يتحصل لك إلا بمواصفات خاصة، هي التي إذا ما توافرت أصبحت مؤهلاً لأمانة أكبر، أكبر من مجرد ان تكون نائبًا تحت القبة.
المدرسة الرابعة هي مدرسة عبدالرحيم الغول، الذي استطاع أن يفرض حضوره بين وحوش نظام بيروقراطي، وهو لم يكن يمتلك من ادوات البيروقراطية إلا رغبته في أن يكون رقمًا تحت القبة بمقومات شخصية فيه، أهمها: أنه يتحول إلى مقاتل شرس عندما يتعلق الأمر بقناعاته، كما وأنه كان مؤمن بان الناس هي رصيده الحقيقي الذي صعد به إلى المشهد السياسي، لذلك كان يجتهد بقوة في أن يحصل لهم على أكبر فائدة ممكنة، كانت لديه عنصرية حميدة لأبناء جلدته، على اختلاف انتماءاتهم القبائلية في نجع حمادي، لذلك اجمعوا على الولاء له حتى الدقيقة الأخيرة في حياته.
المدرسة الخامسة هي مدرسة البرلماني الإذاعي فهمي عمر، فهمي عمر بالنسبة لي مثال للصعيدي المقاتل، عندما تقدم للعمل بالإذاعة عينوه مذيعًا من خارج الميكرفون بسبب لهجته الصعيدية، لكنه بتلك اللهجة فرض نفسه، حتى أصبح رقمًا فيها، بل إنه أصبح رئيسًا للإذاعة، يُقدم حفلات أم كلثوم، وبرنامج ساعة لقلبك، الذي كان له فضل كبير في اكتشاف الكثير من النجوم الذين امتعونا لعقود عبر الأثير، وهو على ذلك ورغم أنه زملكاوي أصيل لكنه واحد من قلائل حازوا احترام جماهير الأهلي لحياديته المفرطة في تعليقه على لقاءات القمة بين قطبي الكرة المصرية، فهمي عمر، مدرسة في الإصرار، والعمل الدؤوب، والإخلاص الغريب، للمهام الموكلة إليه، حتى أنه لم يتوقف عن العطاء حتى اللحظة، وهو قد تجاوز الثالثة والتسعين.
محمود جعبور لم تُخضعه مزانق اللعبة الإنتخابية يومًا لأن يسقط في براثن العصبية أو التطاول على المنافسين رغم اعتزازه بقبيلته.
المدرسة السادسة، هي مدرسة شيخ العرب المرحوم محمود سيد جعبور عليه رحمة الله، أكثر من 40 عامًا قضاها تحت القبة، متنقلًا بين مجالس”الأمة” ثم “الشعب” ثم “الشورى” وفي أشد لحظات الإستقطاب القبائلي، كان الرجل عفّ اللسان، جميل المُحيا، رقيق الكلمة، لم يسجل له التاريخ سقطة واحدة أو تنابذ واحد في اللفظ ضد خصومه في الانتخابات، كان يخوض المنافسة بشرف والتزام وأدب، ولم تُخضعه مزانق اللعبة الإنتخابية يومًا لأن يسقط في براثن العصبية أو التطاول على المنافسين رغم اعتزازه بقبيلته.
– إذا كانوا هؤلاء هم مصادر إلهامك في مشوارك السياسي فمن هم خصومك؟
- خصومي ثلاثة فقط، أولهم: تلك الفئة الضالة الحاقدة على الوطن، من الجماعة الإرهابية، التي سعت في مصر فسادًا وقتلًا وتدميرا، وثانيهم: هؤلاء الذين يشعلون الفتنة بين القبائل، وينفخون نار العصبية، هؤلاء رغم أنهم أول من يحترقون بتلك النار، لكنهم أيضَا يحرقون معهم الكثير من أهلنا الطيبين، ثالثهم: نفسي التي أحاول جاهدًا ألا تتمكن مني، دائمًا ما أذكّرها أن ما بي من نعمة فمن الله، لا أراني متميزًا عن غيري إلا أن الله حباني بشئ من التوفيق.
“رشاد” في حوار لـ”الشارع القنائي”: ما حققه الرئيس تخطى مفهوم المعجزة
في الحلقة القادمة والأخيرة يتناول زعيم الأغلبية عن التشكيلات الجديدة للحزب والثلاثة الذي يستمع لرأيهم في قنا وأسباب ثقته فيهم.. تابعونا