مشكلات

“سيد شعبان” صانع الأقفاص: لو اتصبت معرفش اشتغل وساكن بالإيجار ونفسي أقبض معاش

كتب: عبد الرحمن الصافي

“لا تلاجة ولا بوتاجاز ولا أي شيء يُذكر.. بس الحمد لله عايشين” بتلك الكلمات بدأ “سيد شعبان” حديثه، مع محرر “الشارع القنائي”، بروح من الرضا والقناعة، رسّخَ بداخله كل ذلك الأملُ في أن يعوضه الله سنوات الكدِّ، وأن فرج الله آتٍ قريبا لا محالة.

يقول سيد شعبان، ابن مركز أبشواي، بالفيوم، إنه انتقل إلى العمل بالصعيد وكان عمره 13 أو 14 عاما، حيث دفعته الظروف إلى شقّ طريق العمل في وقت مكبر عن أقرانه، كما أن فكرة السفر وهو في ذلك السنّ كانت أمرا صعبا بعض الشيئ.

ويضيف “شعبان”، أنه يعمل في مجال صناعة الأقفاص، وكان دائم المجئ إلى محافظة قنا للعمل، فكان يقضي 6 شهور ثم يعود ليقضي إجازة صغيرة بقريته، فلم يكن الدافع لسفره سوى الاطمئنان على جدته، التي تولت تربيته منذ صغره.

ويتابع صانع الأقفاص، أنه كان يقوم بخدمة نفسه بنفسه كباقي المغتربين في أي مكان، من حيث إعداد الطعام وغسيل الملابس، وحينما يعود إلى قريته، حيث جدته، كانت تقوم بخدمته، إلا أنه مع تقدمها في العمر، اضطر إلى الزواج من فتاة ترعاه وجدته الكبيرة.

ويؤكد “شعبان”، أن زواجه لم يكلفه الكثير، فهو لا يملك نفقات الزواج، وشراء حتى المستلزمات الأساسية، رغم ذلك كانت زوجته خير مُعين له، فكانت تتنقل معه أينما ذهب؛ بحثا عن لقمة عيشه، موضحا أنها عاشت معه على مدار 5 سنوات بقنا، بخلاف تنقلها معه بدمياط وغيرها من المحافظات، من أجل كسب لقمة العيش.

ويشير “شعبان”، إلى أن ابنته الكبرى تبلغ من العمر حولي 9 سنوات، إلا أنه لم يستطع إلحاقها بالمدرسة حتى ذلك السن، فما كان له إلّا أن أعانه أحد الأشخاص على إلحاقها بنظام “الفصل”، موضحا أنه حين حاول أن يقدمّ لها وهي في سن الـ7 سنوات كانت “ناقصة شهرين”، وحينما بلغت السن المناسب طلبوا منه عقد إيجار موثق إلا أنه لا يملك.

ويسرد “شعبان”، أن ابنه الصغير قد بلغ سن الـ4 سنوات ولم يستطع إلحاقه بالحضانة؛ لظروفه المادية، لافتا إلى أن صنعته لا تُعينه، موضحا أنه خلال الأسبوع الماضي تعرض لوعكة صحية فما استطاع إلا أن يُنجز سوى 20 قفصا من بداية الأسبوع حتى الأربعاء الماضي، وهو عدد قليل جدا، خاصة وأن عمله يعتمد على الإنتاجية، رغم ذلك فإن صاحب العمل لا يُقصّر في توفير العلاج اللازم له.

ويضيف “شعبان”، أنه في مهنته يتعرض للإصابات من السلاح، “السكين أو الساطور”، المستخدم في تقطيع جريد النخيل، لافتاً إلى أن أغلب الإصابات تكون في يده، وهي التي يعتمد عليها كليا في عمله، مما يعطله عن استمرار عمله حتى يُشفى، وهو ما يؤثر على حالته المادية.

ويناشد سيد، المسؤولين ببحث حالته، وتوفير معاش “تكافل وكرامة” له، خاصة وأنه يعول طفلين، وأن مهنته ليس لها تأمين، وأنه يسكن بالإيجار، لافتا إلى أنه قدّم منذ فترة وانتظر إجراء البحث اللازم لحالته، مشيرا إلى أن ذلك استغرق عامين، ولم يحصل بعد ذلك على المعاش، مضيفا أنه تظلم منذ عام أو عام ونصف ولم تظهر له أي نتائج.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق