ربابة “الزناتي وعز” تحيي المناسبات في دواوين العائلات بقنا بمواويل هموم الناس..”على الجسم ضاقت الخلايق”
كتب: أحمد القواسمي
يعتبر فن الربابة موروثا شعبيا قديما شارف على الاندثار، في ظل انتشار الأغاني والمهرجانات الشعبية، حيث كان أهالي الصعيد وخاصة محافظة قنا يستخدمونها في إحياء احتفالاتهم ومناسباتهم الاجتماعية كالأفراح والطهور، للاستماع إلى نغمات تطرب الٱذان وقصص وحكايات قديمة مثل السيرة الهلالية والمواويل.
“الشارع القنائي” يلقي الضوء على هذا الفن الأصيل، حيث التقى بشابين أحدهما عازف ربابة والأخر شاعر، برع الاثنان في فن الربابة أبا عن جد، واعتادا على إحياء الحفلات في دواوين العائلات بمراكز محافظة قنا بل أن أقدامهما طرقت أبواب كل المحافظات، حيث يلتف حولهما الجميع لسماع ما يعزفانه من أغاني ونغمات تطرب الٱذان، وتخلق جو من البهجة والسرور، وما ينشدانه من قصص قديمة ومواويل ومقطوعات تحكي أوجاع الغلابة لتهون عليهم مٱسي ومصاعب الحياة.
يقول عز عزالدين نصرالدين، شاعر السيرة الهلالية، أخصائي مديح في رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، إنه تعلم الفن الشعبي “السيرة الهلالية” منذ أن كان عمره 16 عاما، مشيرا إلى أن هذه المهنة ورثها أبا عن جد، وساعده أيضا في تعلمها أخوه الأكبر “الزناتي”، حتى وجد نفسه فيها، مغنيا المواويل، ومنشدا مديح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشعر السيرة الهلالية والمربعات الشعبية.
ويتابع: في البداية كانت هناك صعوبات في تعلم وحفظ السيرة الهلالية، موضحا أنه بذل مجهودا كبيرا وسهر الليالي في سماع وحفظ السيرة الهلالية، والتدريب عليها في البيت حتى حفظها وأتقنها، لافتا إلى أن أول ليلة قام بإحيائها كانت منذ 4 أعوام في قرية قصير بخانس بمركز أبوتشت، ومن بعدها بدأ ينتشر وذاع صيته في القرى والبلاد المجاورة.
ويؤكد”عز”، أن وسائل التواصل الاجتماعي سواء “فيس بوك” أو “يوتيوب” كان لها دور كبير في شهرته، موضحا أنه بالإضافة إلى السيرة الهلالية يقوم بغناء أغاني عن الغزل والأناشيد والمواويل، ومدح الرسول – صلى الله عليه وسلم-، ومربعات عن الزمان، وعن الأصحاب، وعن الفراق، وعن الأحزان والأفراح، كل حسب المناسبات التي يُحييها.
ويوضح “شاعر السيرة الهلالية”، أن هناك مربعات كثيرة يغنيها في الحفلات منها: “عجبي عليك يا زمان .. خليت للهلس قيمة .. الحر علطول تعبان .. ورفعت ولد اللئيمة”، “تعبنا والقلب مكوي .. على الجسم ضاقت الخلايق .. حبايبي خلوني ببكي .. وفرحوا فينا جميع الخلايق”، “تعبنا وجبنا أخرنا .. والزمن ياما كوانا .. التعب من حبايبنا .. وزادونا قسوة وإهانة”.
فيما يقول الزناتي عزالدين نصرالدين، فنان وعازف ربابة، إنه بدأ العزف على الربابة وكان عمره 8 أعوام، حيث كان يذهب للحفلات مع والده فعشق الربابة لدرجة أنه كان ينام وٱلة الربابة في حضنه، حتى تعلم العزف على الربابة وأتقنه، ثم توفي والده فاشتغل عازفا للربابة عند الغير حتى صار حاليا فنانا وعازفا للربابة في فرقته.
ويضيف “الزناتي”، أن والده كان في البداية رافضا أن يعلمه فن الربابة، ولكن أمام إصراره ولما وجده عاشقا للربابة بدأ يعلمه العزف على الربابة ويدربه بنفسه، حتى تعلمها وأتقنها، وصار يغني ويعزف على الربابة في الأفراح والمناسبات منذ أن كان عمره 20 عاما، مشيرا إلى أنه تعلم أيضا العزف على الكمنجة والأورج، وحفظ السلم الموسيقي كهواية.
ويشير “عازف الربابة”، أن فرقته الشعبية تتكون 8 أفراد “3 عازف ربابة، 2 عازف دف، 2 عازف طبلة، شاعر”، موضحا أنه يعزف على الربابة السيرة الهلالية وأغاني أم كلثوم ومقطوعات غنائية عن الأحزان والأفراح، بالإضافة إلى أغاني من تأليفه، مشيرا إلى أن سافر لإحياء الحفلات والمناسبات في العديد من الدول العربية والأوربية مثل فرنسا وإيطاليا والجزائر والإمارات.