أشرف رشاد يكتب: محمد محمود في كتاب التاريخ
في هذا المبنى التاريخي- البرلمان المصري- الذي تشرفت بزعامة الأغلبية فيه، كان قد سبقني إليه في هذا المقعد- مقعد زعامة الأغلبية- المهندس محمد محمود على حسن عليه رحمة الله، ومن هنا فإن للراحل مكانة كبيرة في نفسي، كوننا قد اجتمعنا في أربعة أمور، الهندسة، وعضوية البرلمان، وزعامة الأغلبية، ونشأتنا.. نشأتنا في بيئة ثقافية واجتماعية، واحدة رسمت الملامح السياسية لكلينا.
ومع اختلاف الظرف الزماني، واختلاف الطبيعة السياسية بين المسارين، إلا أن ما يجمعني مع الراحل القدير محمد محمود على حسن أكبر من أن أحصيه في كلمات هذا المقال، الذي أريد أن أتناول فيه قيمة وقامة الرجل الرمز في مجتمعنا السياسي بقنا وتحت القبة في العاصمة، مع ما يمثله ذلك من قيّم مشتركة كان للراحل عليه رحمة الله فيها فضل السبق، وكانت مسار حب للقدير.. وعلى مساره أحب الآن أن أسير.
حين حضرتُ فعالية افتتاح مصنع الحديد بالمنطقة الصناعية بقفط قبل أسابيع بصحبة السيدة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، اهتم المجتمع القنائي بأمور ليس من بينها أن تلك البقعة التي وقفنا عليها وقتها أنا وزملائي النواب إنما كان السبق في تأسيسها صناعيًا، لتكون رقمًا على خارطة الصناعات الثقيلة.. كان للمهندس محمد محمود علي حسن.
وبينما انشغل غالبية الجمع من أهلنا بأمور سياسية، شغلت اهتمام المجتمع القنائي وقتها، وجدتني مشغولًا بيني وبين نفسي بالبصمة التي وضعها المهندس محمد محمود على حسن في هذه المنطقة، حين ذهب إلى صحراء جرداء، وأقام عليها واحدًا من أهم قلاع صناعة الأسمنت بمصر، شركة مصر للاسمنت-قنا.
الراحل محمد محمود على حسن هو أحد البنائيين القلائل الذين لهم فكر ورؤية فى الإصلاح والتنمية بالتفكير السليم والاستنباط الدقيق لخلق جيل جديد يحمل قيم الابتكاروالتقدم، كان اهتمامه بتنمية الصعيد الذى أمسى وقتها بفعل التجاهل مفرخة للتطرف والإرهاب، فأخذ المهندس محمد محمود على حسن على عاتقه القيام بخطوة نحوإدخال الصناعات المهمة إلى جنوب الصعيد تلك المنطقة المهمشة التي عانت لعقود من الإهمال.
ورغبة منه في المشاركة المجتمعية بالمشروع طرح حوالى 30% للجمهور ولأول مرة تحدث أن الجمهور يغطى قيمة 10 أضعاف ماتم الاكتتاب عليه وتم انشاء المصنع ليصبح الآن منارة من منارات التنمية بالبلاد
من ذلك وجدتُ أن ما يربطني بالراحل، أكثر بكثير، من أن يشغلني عنه، أني صافحتُ هذا ونسيتُ مصافحة ذاك، أو أني غفلت عن التقاط صورة هنا، أو أني تجاهلتُ أحدهم هناك، الأمر لم يجر بخلدي على هذا النحو إطلاقًا، فالمجتمع الذي شغَلَته مثل هذه الأمور سريعًا ما سينساها، لكنه سيظل يذكر لمحمد محمود على حسن، أنه جلب العديد من الوظائف لأهلنا وأشقائنا في قنا الحبيبة، هذا ما شغلني في الزيارة برفقة السيدة الوزيرة، وربما كان سببًا في ألا أنتبه لإلتقاط الصور.
سيكون الراحل قدوتنا في أن تكون في المثلث الذهبي فرصتنا أن نجلب الخير لأبناء قنا والصعيد
كنتُ مشغول بالتفكير في نهج محمد محمود على حسن أن تكون مناطقنا الصناعية في “قفط” و “هِوْ” مصدر جذب لرجال الأعمال والمسئولين في أن نأخذ حصتنا من التنمية، بمشروع المثلث الذهبي، الذي جعلته قبلتي في أن يكون فرصة حقيقية لأبناء محافظة قنا، أن يحصلوا على نصيبهم في التوظيف والإستثمار والتنمية، في هذا المشروع القومي الكبير الذي سيكون إن شاء الله قاطرة التنمية لأبناء قنا والصعيد والبحر الأحمر، لذلك، فإن لهذا المشروع أهمية خاصة عندي، أحرص فيه أن يكون فرصة كبيرة للتوظيف والإستثماروالإنتقال بالجيل الجديد من براثن البطالة إلى رحابة النماء، في الجمهورية الجديدة التي يدشنها الآن سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفيها لأبناء قنا والصعيد والبحر الأحمر نصيب كبير.
لم يسقط الراحل محمد محمود على حسن في وحل العصبية، أو الصراعات القبلية، انما صعد إلى رحابة المستقبل الذي فتح بيوت كثيرة الآن، وأنا على هذا النهج أيضًا.. أحب أن أسير، ولنا في المثلث الذهبي فرصة ذهبية، ينتظرها منّا الكثير.
نسي التاريخ أباطرة الصراع السياسي والقبائلي، والجهوي، وذكر لمحمد محمود على حسن.. مشروعه الكبير الذي ما زال يحمل لأهلنا الخير الوفير.
إن الأمانة التي نتحملها الآن، تفرض علينا أن نتعلم من الأولين، مثل الراحل “محمود” سياسة البناء، والنماء، لا أن ننشغل بإدارة الصراع والبغضاء، هذا فقط ما سيذكره كتاب التاريخ، الذي احتفظ لمحمد محمود على حسن بصفحات بيضاء فيه.
جمعتكم طيبة
أشرف رشاد