قصص مصورة

بالصور| من القوس والعصا للماكينة.. “التنجيد البلدي” مهنة شارفت على الاندثار أمام “المراتب الإسفنج”

كتب: عبد الرحمن الصافي

لا يزال القطن أفضل الخامات المختلفة لصناعة المراتب والمخدات، حتى بعد ظهور أنواع أكثر مرونة، إلا أن تلك الأنواع تفقد خواصا عديدة بعد فترة من الاستخدام، ويصعب إعادة تلك الخواص لها، بعكس المراتب القطنية التي يتم إعادة تجديدها كل حين وآخر، حتى بعد مرور عدة أعوام من صناعتها لتعود كما كانت في أول مرة.

هكذا أوضح عدد من المنجّدين البلدي، ممن التقى بهم محرر “الشارع القنائي”، خلال إجرائه هذا التقرير حول صناعة المراتب القطنية، والتطورات التي دخلت على المهنة كاستخدام ماكينة تعمل بالكهرباء لنفض القطن بدلا من العصا، والقوس، وهي وسائل قديمة، وكذلك معرفة أفضل الأنواع من القطن.

مختار محمد، منجد، يقول إن القطن من أفضل الخامات المستخدمة في صناعة المراتب، موضحا أن كثافة القطن تكون موزعة بالتساوي بجميع أجزاء المرتبة، فضلا عن أنها تستخدم لسنوات عديدة، لافتا إلى أن هناك القطن الطبيعي والصناعي.

ويشير محمد، إلى تطور المهنة عما كانت عليه في السابق، حيث استخدام العصا ثم القوس في عملية التنجيد، حتى تم استخدام وسائل حديثة تتمثل في الماكينة، لنفض القطن بدلا من القوس أو الوتر، والعصا، مؤكدا أن الماكينة تساعد على تنظيف القطن بشكل أكبر من الوسائل القديمة حيث أن بها مصفاه لعزل التراب من القطن، كذلك تساعد على تقليل الجهد والوقت في إنجاز الأعمال.

التكلفة

ويلفت محمد، إلى أن تكلفة المرتبة القطن تختلف باختلاف نوع القطن طبيعي أم صناعي، وكذلك كمية القطن المستخدمة في صناعة المرتبة، مشيرا إلى أنه يمكن تجديدها بعد مضي فترة من الزمن عليها، مع إضافة كمية من القطن الجديد لرفع كثافة المرتبة.

 طريقة العمل

 يقول محمود الحداد، إنه يعمل بـ”التنجيد” منذ حوالي 20 عاما، ويختص عمله بإنتاج المراتب والمخدات المصنوعة من القطن، حيث يبدأ بعمل ما يشبه كيس قماش بحجم المرتبة المطلوبة ثم يحشوها بالكمية المناسبة من القطن ثم يخيطها ويبدأ في الضرب عليها بعصا حتى يتوزع القطن بداخلها، ويملأ أركانها بشكل متساو.

مهمة أخرى بعد تعبئة القطن، داخل الكيس القماش، يوضحها “الحداد”، بأنها تتمثل في عمل غُرَز للمرتبة أو المخدة باستخدام خيط شديد وإبرة متينة وطويلة، حيث يغرزها بالعرض في المرتبة ويسحبها من الجهة الأخرى ليبدأ في عقد الخيط حتى يحكم القطن داخل الكيس القماش، ويحافظ على توزيعه الذي تم أثناء إنتاج المرتبة لأكبر وقت ممكن.

وبشكل يشبه الحلية، يشير “الحداد”، إلى أنه يتم تخييط الأطراف على امتداد المرتبة أو المخدة لجعل أطرافها متينة بما يحافظ على ارتفاعها ومنعنها من أن تصبح منزلقة الأطراف، كما يساعد ذلك في إحكاما لامساك بها.

القطن البلدي

أحمد حسن، وشهرته دندش، يعمل في تلك المهنة منذ 27 عاما، شعاره هو “أن تعطي الصنعة حقها”، يؤكد أن القطن البلدي لا يفوقه أي منتج آخر، لافتا إلى تطور المهنة في نفض القطن بالماكينة بدلا من العصا، وهو ساعد على الحصول على قطن “منفوش”، وذي كثافة عالية، أما العصا فهي مرهقة ولا تؤدي نفس نتيجة الماكينة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق