قرية “الخور” بالوقف ما بين التنقيب والإهمال.. إحدى مقابر فقراء العصر القديم في صعيد مصر
كتب: جاد مسلم
مشهد أثار فتنة كثير من طالبي الثراء السريع، هنا، في غرف صغيرة ذات قبوة محكمة، في منطقة تتبع هيئة الآثار، على حدود مركزي الوقف ونجع حمادي، كانت موطئ قدم لكثيرين من راغبي أعمال الحفر والتنقيب عن أثار بتلك المنطقة.
وفي محاولة لـ”الشارع القنائي” لمعرفة حقيقة تلك المعالم، يقول عمر عزام، باحث في الآثار المصرية، وحاصل على الدكتوراه في الأثار المصرية، إن هناك منطقة حددتها هيئة الآثار المصرية بـ١٠٠ فدان، تتبع حضارة السماينة بالقرب من قرية الخور.
وأضاف باحث الآثار، أن تلك القباب عبارة عن مقابر لفقراء العصور القديمة، الذين كانوا يسكنون تلك المناطق، ويوضع معه الفخار فقط.
وتحدث عزام، عن المنطقة أنها كانت مسكانًا عاش فيه المصري القديم في كل العصور، الرومانية، والقبطية، والفرعونية، وكانوا يعملون بزراعة، حيث بزر البذور في موسم انخفاض النيل، والعودة لأعالي الجبال عند ارتفاع المنسوب.
فيما أكد “عزام” أن المنطقة خالية من الأثار الفرعونية ذات القيمة؛ ولكن هناك ما قد يوجد على أعماق كبير جدًا.
بينما يقول سراج البهنساوي، من الأهالي، إن ما نعلمه من معلومات، أن منطقة الوقف كانت مهجر لخدام وحراس وبعض العاملين بالأديرة القديمة، التي كانت بمنطقة القرنة حاليًا.
وأضاف، أن أسباب الهجرة لأعالي الجبال لتلك الفئات، كان بسبب حرصهم الشديد على أسرار التحنيط، وأماكن المخازن لثروات العصور الفرعونية من بطش الرومان وغيرهم من مستعمري الأراضي.
وأفاد البهنساوي، أن تلك القباب كانت تعد لجثث هؤلاء وبعض مستلزماتهم، أما حياتهم فكانت في خيام بعيدًا عن أنظار أعداءهم.
وأشار “البهنساوي”، إلى واقعة العثور على بعض الأدوات في الأراضي الزراعية التابعة للمنطقة، في السنوات الماضية، كرحايا، وقطع أكواب فخارية، وأواني فخارية؛ دليلا على وجود حياة بمنطقة حضارة السماينة بالوقف.
بينما تحدث محمود علام، من أهالي قرية الخور، عن معاناة قاطني المنطقة بعد إعلان المنطقة تابعة لهيئة الأثار؛ هذا ما حرمهم توصيل المرافق لمنازلهم التي تشبه الكهوف -على حد قوله-.
وتابع “علام”: طالبنا بجص تلك المنطقة لمعرفة مدى وجود أثار من عدمه، وقامت لجنة برفع العينات ولا زلنا ننتظر رصاصة الرحمة ونتيجة الجث.
أما أحمد عواد، من الأهالي، فقال، إننا ندفع وحدنا ثمن إعلان المنطقة أثرية منذ ٢٠ عامًا، لا كهرباء، ولا ماء، ولا تصريح بناء، ولا بديل آدمي.