العالم إبراهيم الوقفي.. تعلم على يد “الغزالي” ومؤلف كتاب “عاشروهن بالمعروف”
كتب: جاد مسلم
توافق تلك الأيام الذكرى الـ24، لوفاة العالم الأزهري، إبراهيم أحمد الزير الوقفي، الذي يعد من أبرز علماء الأزهر الشريف في عصره.
ولد “الوقفي”، عام 1914 ملادية، بقرية الوقف، التي كانت تتبع مركز دشنا حينها، ونبغ “الوقفي” في تحصيل العلوم الأزهرية أثناء رحلته التعليمية، رغم مشقة الدراسة وبُعد أقرب المعاهد الأزهرية، حيث توجد ببلاد البر الشرقي.
“الوقفي”، جمعته الصداقة بالشيخ محمد متولي الشعراوي، بينما تلقى الشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر وشيخ الأزهر جزءًا من علمه الأزهري على يد الشيخ “إبراهيم”.
حمل “الوقفي”، لواء نشر الدعوة الإسلامية في دول غير المسلمين وتطبيق الشريعة في دول المسلمين وله في ذلك كتب عديدة، فـ”الحوار لغة القرآن والسنة النبوية”، و”عاشرهن بالمعروف” و”السماحة في الإسلام والمسيحية” و”الله في الأديان الثلاثة”، من أهم مؤلفاته.
وعن ظهوره الإعلامي فقد أقتصر على بعض البرامج الإذاعية، مثل برنامج “نور على نور”، الذي كان يذاع على إذاعة القرآن الكريم، فلم ينل فضيلة الإمام العلامة إبراهيم الوقفي نصيبه من الشهرة، وذلك بحكم عمله مدة طويلة خارج الحدود، إلا أن مؤلفاته لا زالت مصدر لمن أراد القراءة عن الإسلام وسماحته ومرجع علمي في كليات الأزهر.
وتبنى “الوقفي”، قضية تطبيق الشريعة كقانون نصي بالدولة، والتي كانت سببًا في قرار بعده عن السياسة، بعد رفض القانون المقدم منه عندما كان عضوًا بمجلس الشورى عن دائرة دشنا.
جاب العالم الأزهري، بلاد الأمريكان والسعودية وكثير من الدول في رحلة الدعوة، وخاض خلالها مناظرات مع الشيعة، وهناك طبعت معظم مؤلفاته.
شَغل رحمه الله، منصب مفتش العلوم الشرعية بالأزهر الشريف، وكان عضوًا للجنة تطبيق الشريعة الإسلامية، بمجلس الشورى سابقاً، وقدّم الكثير من الخدمات لبلدته الوقف، فقد كان أول من طالب بفصل الوقف عن مركز دشنا، وكذلك تحويل وحدة صحية لتكون مستشفى الوقف المركزي الحالي، وتأسيس أول معهد أزهري بالمركز.
توفي الشيخ ابراهيم الوقفي، في نهاية سبتمبر من عام 1997م، عن عمر ناهز الـ80 عامًا، بعد عطاء وفير وصراع مع المرض، ودفن في بلدته الوقف بمحافظة قنا، حسب وصيته، تاركا 8أبناء وشقة بمدينة قنا هي كل ما تحصل عليه من رحلة دامت لنصف قرن في خدمة كتاب الله وسنته.