كتب: أحمد القواسمي
“حشمت وزيري” ابن مركز أبوتشت بمحافظة قنا، بطل من أبطال أكتوبر، أفنى حياته في خدمة وطنه، سواء من خلال عمله بالتدريس في وزارة التربية والتعليم، أو تأدية الخدمة العسكرية والدفاع عن الوطن ضد الأعداء، فهو أحد الأبطال الذين شاركوا في نصر أكتوبر العظيم، وأحد جنود الجيش الثالث الذين حُوصروا في ثغرة الدفرسوار، التي كادت أن تتسبب في مشاكل كبرى بحرب أكتوبر.
وتزامنا مع الذكرى الـ48 لانتصارات أكتوبر المجيدة التقى “الشارع القنائي” مع البطل “حشمت وزيري” ليروي ذكرياته في تلك الحرب.
قال حشمت وزيري أحمد، “إنه من مواليد عام 1950م، بقرية القارة التابعة لمركز أبوتشت، عمل بالتدريس، ثم وكيل مدرسة إعدادي، كما يشغل منصب رئيس الجمعية التعاونية الزراعية بالقارة، وعضو الجمعية المركزية لمحافظة قنا، وعضو الثروة الحيوانية بالقاهرة”.
وأضاف، “دخلت الجيش عام 1972م، وكان عمري وقتها 23 عاما، وكانت خدمتي “فرقة سائق سيارة ذخيرة” في سلاح المدفعية في الجيش الثالث “الكتيبة 37 اللواء 53 مدفعية”، وقضيت في الجيش مدة 3 سنوات متواصلة من 1972 إلى 1975م، ولم يعلم أحد منا بالحرب، ولكن كنا على أتم الاستعداد للحرب في أي وقت”.
وتابع “وزيري”، “تمركزنا في الكيلو 23 على طريق الإسماعيلية، إلى أن بدأت الحرب في الساعة 2 ظهرا، وهي ساعة الصفر، التي لم نعلم بها ولا نعرف أننا سنحارب إلا بعد عبور الطيران، ونجاحه في تنفيذ الضربة الأولى، مشيرا إلى أن السرية التامة والمفاجأة كانتا من أهم عوامل نجاح حرب السادس من أكتوبر، ثم جاءت الأوامر بعبور المدفعية، ووقتها كنا جاهزين للحرب، وبدأنا العبور، وكانت هناك روح معنوية كبيرة لمحو الهزيمة بأي طريقة، والأخذ بالثأر من العدو الإسرائيلي”.
واستطرد “وعبرنا القناة وتمركزنا في سيناء وبدأت المدفعية في إطلاق مدافعها جهة العدو، وكبدنا العدو خسائر فادحة، حتى تعرضنا لحصار “ثغرة الدفرسوار” التي حدثت في الفاصل بين الجيش الثاني، والجيش الثالث، فاستغل العدو الفرصة واخترق منها المكان، ولكننا لم نستسلم، وتبادلنا معهم إطلاق النار، إلى أن جاء قرار الزعيم الراحل السادات بوقف إطلاق النار، وعمل معاهدة الكيلو 101 لفض الاشتباك، وفي النهاية حققنا في هذه المعركة انتصارا كبيرا لم تتوقعه إسرائيل”.
وأردف “بطل أكتوبر”، “من المشاهد الصعبة التي رأيتها في حرب أكتوبر، وأثّرت فيّ حتى الآن، مشهد استشهاد ضابط برتبة “نقيب”، حيث كان يردد ويقول “هنلقن إسرائيل علقة لم تراها أبدا في حياتها”، وفجأة تأتي له شظية لتستقر في أذنه أنهت حياته فورا، مشيرا إلى أن هذا الضابط وغيره من أبطالنا العظماء استشهدوا وهم أبطال، وأدوا واجبهم على خير وجه”
وأشار “ابن أبوتشت”، إلى أن أبرز وأجمل المواقف واللحظات التي شاهدها، لحظة رجوعه وزملائه بعد انتصارهم في الحرب، موضحا أنهم عند صعودهم القطار بمحطة السويس، وجدوه مزخرفا بالزينة والورود، وخلال سير القطار حتى وصوله إلى كوبري الليمون بمحطة قطار رمسيس كانت النساء تهتف بالزغاريد والرجال يصفقون، وفي محطة رمسيس استقبلهم المصريون بالهتاف، وحملوهم على الأكتاف.