“أبوتشت بلا مستودع دقيق”.. أزمة حقيقية تهدد حياة نصف مليون مواطن

كتب: أحمد القواسمي

أزمة حقيقية سيعاني منها مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، خلال الأيام القليلة القادمة بعد حصول مالك مستودع الدقيق المؤجر منذ عشرات السنين على حكم قضائي بتمكينه منه، وبذلك سيضطر التجار وأصحاب المخابز للذهاب إلى مطحن نجع حمادي أو فرشوط، مما يؤدي إلى معاناتهم، وزيادة العبء، وتكاليف النقل عليهم، مما يزيد التكلفة على المواطن البتشتي في نهاية الأمر.

أبوتشت بلا مطحن دقيق

ظل مركز أبوتشت، البالغ تعداده السكاني ما يزيد عن نصف مليون نسمة، طيلة السنوات الماضية، بدون مطحن لاستخراج الدقيق المدعم، وكان الاعتماد طوال تلك الفترة على توفير الدقيق من مطاحن سوهاج وفرشوط ونجع حمادي، وذلك على الرغم من تخصيص مساحة واحد فدان بناحية الحبيلات الشرقية على منافع الري المسلمة لأملاك الدولة، لصالح شركة مطاحن مصر العليا “قطاع قنا والبحر الأحمر”، لإقامة مستودع ومخزن للدقيق المدعم بتوزيع الحصص التموينية للمخابز والتجار منذ عام 2016م.

أبوتشت بلا مستودع دقيق

وكان يتم استقبال وتخزين الدقيق المدعم لتوزيعه على التجار والمخابز في مكان بمدينة أبوتشت استأجرته شركة مطاحن مصر العليا من أصحابه، وتم تحويله إلى مستودع دقيق لخدمة مدينة أبوتشت، ولكن بعد صدور حكم قضائي بتمكين أصحاب المستودع منه وتسليمه لهم، يصبح مركز أبوتشت بلا مستودع للدقيق المدعم، ليعيش أصحاب المخابز وتجار التموين وأهالي المركز مأساة حقيقية.

أزمة مستودع الدقيق

يقول أحمد سرحان، محام، من أهالي أبوتشت، إن أزمة مستودع الدقيق جاءت في الوقت المناسب ليفيق أهالي أبوتشت، وليبحثوا عن حقوقهم، حيث أن مركز بحجم أبوتشت لابد أن يكون به مطحن خاص، ليخدم هذا الكم الهائل من القرى، ولكن أهالي أبوتشت يفتقدون لهذا الحق مكتفين بمخزن تم استئجاره من أحد الأشخاص، والذي حصل على حكم قضائي باسترجاع هذا المخزن لملكيته، لتصبح أبوتشت بلا مطحن ولا مخزن.

إنشاء مخزن للدقيق

ويضيف “سرحان”، أنه تم تخصيص قطعة أرض بقرية الحبيلات الشرقية لإقامة مستودع ومخزن للدقيق المدعم، مطالبا المسئولين بالإسراع في إتمام انشاء المخزن بها، أو تخصيص مجلس المدينة القديم كمخزن مؤقت لحين الانتهاء من تلك المشكلة.

“فاجعة وصدمة لجميع أهالي أبوتشت” هكذا يصف محمود محمد عباس، من أهالي أبوتشت، حجم المأساة التي أطلت برأسها على مركز أبوتشت، والتي سيعاني منها أكثر من نصف مليون نسمة بعد صدور حكم قضائي برد الأرض والمستودع إلى أصحابه، مردفا: “أصبحنا الآن بلا مستودع للدقيق”.

توفير مكان بديل

ويوضح “عباس”، أن حصة أبوتشت من الدقيق المدعم تبلغ 2100 طن، يأتي من فرشوط ونجع حمادي وسوهاج، ويُخزن في مستودع أبوتشت ثم يُوزع على تجار التموين وأصحاب المخابز بمركز أبوتشت، فأصبح المركز الآن بلا مستودع للدقيق، مناشدا المسئولين والسادة النواب بالتحرك سريعا لتوفير مكان بديل لحل المشكلة التي قد تأتي بظلال سلبية على جميع المواطنين.