عمدة ”عزبة البوصة“ بأبوتشت لـ”الشارع القنائي“: عملتُ على التآلف بين العائلات وقريتي خالية من الخصومات.. صور
حوار: أحمد القواسمي
تميزت قرية عزبة البوصة التابعة لمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، على مدى سنوات طويلة، بارتباط أهلها الوثيق، وتعاونهم في السراء والضراء، والتآلف بين العائلات، وخلوها من الخصومات، وذلك بفضل عمدتها الذي جمع بين 3 مناصب ”لواء جيش، عمدة قرية، خطيب جمعة“.
“الشارع القنائي” التقى اللواء أحمد عزت عبدالعظيم التمامي، عمدة قرية عزبة البوصة؛ ليلقي الضوء على منصب العمدية، ومهام العمدة وصلاحياته، ودوره في حل المشكلات والنزاعات.. وإليكم نص الحوار:
– في البداية.. من هو العمدة أحمد عزت عبدالعظيم؟
اللواء أحمد عزت عبدالعظيم التمامي، ضابط جيش، التحقتُ بالكلية الحربية عام 1970، وتخرجتُ منها عام 1973م، تخصص دفاع جوي صواريخ، وشاركتُ في حرب أكتوبر المجيدة، وعملتُ في حلوان ونجع حمادي والبحر الأحمر، ومررتُ بكل الترقيات العسكرية حتى وصلتُ إلى رتبة قائد كتيبة في سيدي براني، كما تم ندبي إلى إدارة التجنيد، فعملتُ رئيس فرع التفتيش، وقائد أمن الوحدة بمنطقة تجنيد قنا، ثم رئيس فرع تجنيد بأسوان، إلى أن تم تسوية حالتي، وخروجي على المعاش.
كما أنني حاصل على معهد دعاة منذ عام 1996م، وطُلب مني الخطابة، وبالفعل تم استخراج تصريح لي من الأمن الوطني، لإلقاء خطبة الجمعة، وأنني أعمل خطيب جمعة منذ 10 سنوات.
– حدثنا عن منصب العمدية ومتى تم اختيارك؟
توليتُ العمدية خلفا لوالدي العمدة عبدالعظيم الذي توفي في أكتوبر 2004م، حيث أصرت العائلة، وطلبوا مني التقدم بأوراق ترشحي لمنصب العمدية، وترشح آنذاك أكثر من 10 مرشحين في القرية، حتى صدر قرار تعييني عمدة للقرية في عام 2005، ومستمر في المنصب حتى الآن، على مدار 3 دورات متتالية.
– ماذا عن قرية ”عزبة البوصة“ من حيث تعدادها السكاني وحدودها وأنشطتها؟
عزبة البوصة قرية تجارية، تشتمل على 3 نجوع هي ”نجع الشيخ، نجع العرب، نجع النوايل“، ويبلغ تعدادها السكاني ما يزيد عن 20 ألف نسمة، يحدها من الشمال قرية الكعيمات، ومن الجنوب قرية القارة، ومن الشرق قرية الرفشة، ويحدها من الغرب جبل متسع إلى أن يصل إلى الحدود الليبية.
– ما هو دور العمدة ومهامه ومن هم معاونوه في القرية؟
يتمثل دور العمدة في قريته، في السيطرة على أي أحداث قد تؤدي إلى عواقب غير سليمة، كالمعارك والمشاجرات، واشتعال النيران، والمخدرات، والتعامل معها منذ البداية حتى لا تتسع وتتفاقم، فضلا عن التدخل في حل الخلافات الزوجية، أو الخلافات العائلية، وحل النزاعات بين الأشخاص المتخاصمين، حتى يتم الإصلاح والتوفيق بين الأطراف المتخاصمة، أما معاونو العمدة فهم مشايخ القرية، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الأفراد من كبار العائلات، وأخوتي، وبعض أفراد عائلتي، حيث نتشارك جميعا في حل المشكلات.
– ما أسباب توارث بعض العائلات منصب العمدة؟
ليست الوراثة من شروط العمدية، ولكن هناك شروط وضوابط يتم من خلالها اختيار العمدة، بالإضافة إلى إجراء الكشف الطبي ”قومسيون“، وإتخاذ الإجراءات القانونية وعمل التحريات، حتى يتم اختيار العمدة، حتى العمدية في الفترة الماضية لم تكن بالتوارث، بل كانت بالانتخاب، ولكن كل عائلة تحاول التمسك بمنصب العمدية، والحصول عليه.
– هل توجد خصومات ثأرية في قريتك؟ وما هي أصعب المشكلات التي واجهتك؟
قرية عزبة البوصة لا توجد بها خصومات ثأرية على الإطلاق، وتمتاز القرية بالأمن والأمان والاستقرار، أما أصعب المشكلات التي واجهتني هي عملية توحيد الكلمة، والتآلف بين عائلات القرية، وربنا ساعدني ووفقني في ذلك، حتى أصبحت القرية وحدة واحدة وأسرة صغيرة، رغم وجود العديد من العائلات داخل القرية.
– هل انهيت خصومات ثأرية من قبل؟
نعم، انهيتُ خصومة ثأرية بقرية كوم يعقوب عن طريق ”القودة“، حضرها محافظ قنا، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، وقد تمت على خير بعد بذل مجهود كبير استمر لمدة شهرين من خلال التنقل بين الشرطة والمحافظة والمتخاصمين، حتى تم الصلح بين الطرفين.
– هل اختلف دور العمدة في الفترة الحالية عن العهود السابقة؟
طبعا اختلف دور العمدة حالياً عن العصور السابقة كثيراً، فالعمدة قديما من الممكن أن يكون رجل عجوز وغير متعلم، ولكن حاليا لابد أن يكون شابا وقادرا ومثقفا ويحمل مؤهلا دراسيا، كما أن العمدة في العهود السابقة كان فيه نوع من الاستبدادية، والصغط على الأفراد والعائلات، ولكن في الفترة الحالية انتهى هذا الكلام، فأصبح العمدة رجلا جيدا، يحاول أن يجعل الأمن مستتباً داخل قريته بمحبة الناس وتعاونهم.
– كيف واجهت جائحة كورونا في قريتك؟
بمجرد ما بدأت جائحة كورونا قمتُ بصفتي ”خطيب جمعة“ بدعوة الناس إلى اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية من حيث التباعد، وإرتداء الكمامة، واصطحاب المصلى الشخصي في المسجد، كما قمتُ – على قدر استطاعتي – بمنع الاحتفالات، والتجمعات، وسرادق العزاء الذي أصبح وقتها قاصراً على المشال، وفي الوقت الحالي نقوم بتوعية الناس بأخذ لقاح فيروس كورونا.
– حدثنا عن مبادرة “حياة كريمة” بالقرية .. وما هي المشروعات والخدمات التي تقدمها؟
بدايةً أتوجه بخالص الشكر والتقدير للقيادة السياسية ممثلة في فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أطلق مبادرة ”حياة كريمة“، والتي ستحول مصر وقراها إلى بلد خضاري على مستوى العالم، وبدأت البشائر في القرية بالبدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي، وصب قواعد أكشاك الكهرباء تمهيداً لتركيبها بقدرات وجهد عالٍ، كما طالبنا بنقل مكتب بريد عزبة البوصة، لأن مساحته صغيرة، ويقع على الطريق الرئيسي، ويتسبب في بعض الحوادث لكبار السن، وإنشاء معهد أزهري فتيات ”إعدادي – ثانوي“، لأن بناتنا يذهبن إلى قرية الكرنك التي تبعد مسافة طويلة عن القرية، وتخصيص مساحة لإنشاء مركز شباب بدلاً من مكانه الذي تم تخصيصه لإقامة محطة صرف صحي.
– ما هي علاقتك بالأهالي والقيادات التنفيذية؟
علاقتي بالأهالي طيبة يسودها الاحترام والود والمحبة، والكل يشهد بذلك، لأنه ليس لي هدف إلا الأمن وكلمة الحق، ولا يوجد أي اختلاف أو عداوة مع أي فرد في القرية أو القرى المجاورة، ولي علاقات بالقيادات التنفيذية بمركز شرطة أبوتشت، ومديرية أمن قنا، وجميع القيادات التنفيذية بمحافظة قنا، وذلك نظرا الطبيعة عملي، فأنا على تواصل معهم للتبليغ عن أي مشكلة، حتى نستطيع منع حدوثها.
– ما هي الرسالة التي توجهها للشباب؟
أقول لهم نحن أبناء بلد واحد، لا فرق بيننا، فلابد من البعد عن العصبية، وضرورة التحلي بالأخلاق، حتى لا يحدث نزاع أو مشكلات بين الناس.
– حدثنا عن قصة اسمك المركب ”أحمد عزت” ومن اختاره لك؟
حُكي لي أن جدي لوالدتي أراد أن يسمي حفيده ”أحمد“، ولكن والدي العمدة عبدالعظيم أراد أن يسميني ”عزت“، فتم التوافق بينهما، بأن يحققا تلك الرغبتين، فأطلقا عليَ اسم مركب هو ”أحمد عزت”.